رأي: جيل جديد من النجوم نجح في اختبار النجومية ، فهل يستمر؟

يبدوا أن من قال بأن هذا العصر لم يعد عصر ولادة نجوم جدد أخطأ…
ويبدو أن من اعتقد أن المحاولات ستبقى عقيمة، وأن لا مواهب جديدة ستكون قادرة على سحب البساط وحجز الأمكنة المتقدمة، أخطأ كثيرا…

اذ أننا نشهد منذ شهور عديدة ولادة نجوم جدد ولدوا من رحم المعاناة والنضال على الساحة الفنية ، ولدوا بعيداً عن بهرجة برامج الهواة ودعم شركات الانتاج ، أغانيهم تتردد على كل لسان وباتوا يدعون لاحياء الحفلات والأعراس. منهم من مر بمرحلة مخاض طويلة وصعبة حتى وصل، ومنهم من نجح فجأة وأتى من حيث لا ندري!

نجوم شباب كثر برزوا مؤخرا على الساحة الفنية وشغلوا الناس بأغانيهم، ويبدو أنهم مدركون لفنون اللعبة، اذ انهم يتقنون لعبة الاعلان لأنفسهم ولأغانيهم، فتجدهم على الطرقات، على اللوحات الاعلانية وتسمع أغنياتهم عبر الراديو، وتشاهد كليباتهم بكثافة على أبرز القنوات الفضائية!

فلنبدأ أولا بـ الفنان “نادر الأتات”، والذي كانت له أكثر من تجربة فنية سابقة، فغنى “أني وفيت”التي لاقت استحسانا بين صفوف المستمعين، ومن ثم أطلق أغنية “انت مش أختي” التي شكلت له نقلة نوعية، وحققت له نجومية واسعة، فذاع صيته…تبعتها أغنية “عمهلا ومهلا” التي أضافت لنجاحه نجاحا، وثبتت قدميه على الساحة الفنية…ويبدو أن هذا الشاب، ان استمر على ما هو عليه، سيحقق لنفسه نجاحا خاصا وسيصبح نجم صف أول، لأن صوته جميل جدا، و اختياراته حتى اليوم صائبة وموّفقة، ويتمتع بالكاريزما والقبول على الشاشة الصغيرة ولو ان لنا ملاحظة على اللوك الخاص به الي يجب ان يوليه اهمّية أكبر فالاناقة والمنظر الحسن ليسا حكراً على الفنانة المرأة فقط فوسامة الفنان من أهم عوامل ومقومات نجاحه !

الفنان موسى لفت الانظار اليه وحول اهتمام الجمهور الباحث عن مضمون جديد اليه فقدّم فناً محترماً وراقياً وتبّنى في احدى أغنياته قضية تعاطي المخدرات فتضمّن فيديوكليب اغنية “الحب بعينينا” رسالة انسانية بامتياز وقد قلما شهدنا له مثيلاً في الوطن العربي باستثناء بعد المحاولات الخجولة ، وموسى من الفنانين النشيطين والموهوبين يحرصه مكتبه الاعلامي على اظهاره اعلامياً بشكل جميل وراق وهذا ساهم كثيراً بشهرته لبنانياً وعربياً

كما أن هناك شاب آخر يزاحم على النجومية، وهو “ناجي الأسطا” الذي تشكل أغنيته “تعبوا أعصابي” نجاحا غير مسبوق، اذ بتنا نسمعها في كل الأماكن العامة والخاصة وعلى كل الأجهزة الخلوية وفي المقاهي و أماكن السهر. كذلك ناجي شاب يتمتع بالصوت الجميل والخامة المميزة، ويتقن اختيار أغنياته، مما ينبئ أيضا بظهور نجم جديد!

اضافة الى نادر الأتات وناجي اسطا، هناك شاب يدعى “ربيع الجميل” تحقق أغنيته الجديدة ” أهلك ما بدن ااني” انتشارا واسعا بعدما أعاد توزيعها واستغّل نجومية الاغنية ونجومية صاحبها الاساسي المطرب الكبير جوزف نمنم فحقّقت الأغنية بصوت ربيع الجميل رواجاً كبيراً وساهم صوته الجميل في انتشارها من جديد بين الشباب!

كذلك الفنان ابراهيم سعيد، هذه الموهبة الذي ظهرت حديثاً على الساحة الغنائية من خلال أغنية “دلّعتو” التي تلقى رواجاُ كبيراً على الاذاعات اللبنانية ، وصوت ابراهيم قادر وقوي ويستطيع أداء الاغنيات الشعبية بشكل لافت ومتمكّن وننتظر الاغنيات المقبلة لكي نستطيع الحكم عليه بشكل أوفى وأدّق

أما الموهبة التي تفاجئنا بين الحين والآخر فهي تعود للفنان المشاغب في أغنياته “أنور الامير” صاحب الاغنيتين الهيت “وينو مش عم شوفو” و”اشتقتلو” واستطاع ان يلفت اليه الانظار والآذان وياسر عقول وقلوب المستمعين فحقق شهرة في وقت قياسي الا انه مطالب بتكثيف نشاطه وعدم الاكتفاء بنجاح هنا وهناك بل المثابرة والاهتمام بالشّق الاعلامي لئلا يذهب تعبه ونجاحه هدراً…

أما في المقلب الآخر، اي عند الفنانات، فلا اشارات تلوح في الأفق…اذ أنّ الساحة تفتقر اليوم الى صوت نسائي شابّ يلفت الأنظار…رغم أنّ هناك أكثر من محاولة من قبل أكثر من فنانة شابة…لكنني لم أجد فيهنّ مشاريع نجمات صف أول….أبرزهنّ هدى سعد، مي مطر، ليال عبود، ميكاييلا،نور وغيرهنّ…بينما يبدو أنّ الشابة المصرية “أمنية سليمان” صاحبة أغنية “الحب بيجي في ثانية” ، والتي لاقت نجاحا كبيرا خاصة في مصر، تعد بنجومية ساحقة، خاصة وأنها تتمتع بخامة صوت رائعة، وصوت حنون، واحساس عال نفتقده اليوم!

سعيدون ببروز هذه الأسماء على السّاحة الفنية، لأنها مهما “عجقت” يبقى لأصحاب المواهب المميزة مكان…وليس أيّ مكان…ولأن وجودهم ونجاحهم اليوم، دليل عافية، وصحّة في الوسط الفنّي ولو كانت المنافسة قوية والمواهب كثيرة…فالأذكى سيستمرّ…

ونحن نطالبهم بالحفاظ على هذا الذوق الرفيع في اختيار أغنياتهم، وأن يبتعدوا عن ادخال “العري” الى كليباتهم، لأنه لم يعد يجدي نفعا…وأن يقرنوا أعمالهم باطلالات صحافية مدروسة، و اعلانات تليق بالفنّ الذي يقدمونه!
ذكرنا هؤلاء اليوم ولكننا سنضيء على مواهب جديدة قريباً وستبقى عيون بصراحة على كل موهبة جديدة واعدة وسنصّفق في كل مناسبة للموهبة المتميزة التي تفرض نفسها وسنكون الى جانبها وندعمها ونعطيها ساحة على موقعنا…