رأي: تحوّل ملحوظ في شخصية شيرين عبد الوهاب في “أبشر” مع نيشان التي حاولت إصلاح ما أفسدته أحلام في حلقة سابقة

لو كانت تدرك مدى أهمية صوتها وطيبتها وعفويتها ، لكانت خرجت بالامس في برنامج “ابشر” لتقول أنا نجمة مصر الاولى بدون منازع…

لكنها ربما لا تدري، وربما ما مرّت به خلال الفترة الماضية جعلها تخسر الكثير من ثقتها بنفسها، وجعلها تشكّك بإمكاناتها المهولة وقدراتها الخرافية على الغناء وإبداعها الذي لا يشبه أي إبداع….

وربما تدري، ولكن بعض اهل الصحافة هاجموها على المستوى الشخصي وانتقدوا ردات فعلها ومواقفها، ومؤخراً شكلها الخارجي لدرجة انهم انسوها قيمتها الحقيقية التي كحجر الماس يبقى قيماً وصلباً، وجعلوها تخجل ببعض الكيلوغرامات الزائدة وتنسى انها أيقونة من أيقونات الفنّ المعاصر وهرم من أهرامات مصر …

هذا ما نجح بعض المتضررين من القيام به، فقصّوا لها جناحيها خوفاً من ان تستمر في الطيران والغناء خارج سرب فناني الفوتوشوب وعمليات التجميل و شفط الدهون ، فإما ان تكون منهم واما لا تكون، فوجّهوا أسهمهم مباشرة الى عزّة نفسها وثقتها بنفسها وجيرّوا أقلامهم للاساءة الى شكلها تارة والى مشاكلها مع زملائها تارة أخرى، ونسوا او تناسوا ان شيرين عبد الوهاب، وصوت شيرين عبد الوهاب كالماس مهما كساه الغبار والتراب والمطر يبقى الاروع والاغلى والاجمل والابقى في ظل موجة المتطفلات على الفنّ و الدخيلات عليه. ولعّل حلقة الامس من برنامج “أبشر” أزالت الغبار عن ماس هذه الفنانة الاستثنائية فأعمى بريقه كل من شكّك يوماً بنجوميتها ، فأثبتت انها فنانة حقيقية ، حقيقية حين تغنّي وحين تنفعل وحين تغضب وحين تضحك وحين تتدّلع وحين تشكو. حقيقية في جميع مراحل انسانيتها التي تفوّقت من خلالها بالامس على جميع من خوّلته نفسه الاساءة اليها يوماً والمساهمة في التسويق لإشاعة اعتزالها ام تراجعها و….و….

وأنا أستغرب فعلاً كيف آلت بنا الامور وأصبحنا نأبه الى هذه الدرجة الى شكل الفنان الخارجي في القرن الواحد والعشرين، وربما يعتقد البعض انه لاننا في هذا القرن، يجب ان نهتم أكثر بالشكل الخارجي في ظل توفر عمليات التجميل ووجود اللايزر، هذا الاختراع الخرافي في عمليات التجميل . الا انني عنيت ان في القرن والواحد والعشرين في ظل تفشي كل الامراض الخبيثة والقاتلة وفي ظل تهديد الارض لنا بسبب تغيير المناخ الفظيع وفي ظل تفشّي الامراض الوبائية الموسمية ، وفي ظلّ تراجع مستوى الفن الذي اصبح يقتصر على عارضات الازياء والشفاه المقلوبة والصدور المنفوخة والارداف المحشوة ، وفي ظلّ الـ Autotune وفي ظّل الانتاج الخجول وانهيار شركات انتاج ضخمة ، وفي ظل تراجع مستوى الكلمة والشعر الغنائي وجفاف مخيلة بعض الشعراء وتراجع ابداع بعض الملحنين، وفي ظل اقفال بعض المعاهد الموسيقية وخلو بعضها الآخر من الطلاب وطالبي الدراسة الموسيقية. لا بدّ من ان نتمسّك بفنانة حقيقية بحجم شيرين عبد الوهاب ولو كانت تزن طنّاً، والا فيجب ان نصّنف جهلة او مختلّين، نجهل قيمة هذه المبدعة صاحبة الصوت الماسي القوي والقادر ، صاحبة هذا الاحساس الخطير والمخيف وصاحبة هذه الموهبة الشاملة والمتكاملة ، جهلة ام مختلين ، ففي كلتا الحالتين نحن الخاسر الاكبر لاننا سمحنا لانفسنا بمطالبة شيرين بطريقة مباشرة ام غير مباشرة بانقاص وزنها على حساب مشاعرها وثقتها بنفسها ، فربما كنا سببا في قرار ابتعادها عن الساحة الفنية واختبائها في منزلها خوفاً من أقلام الصحافة وانتقادها لشكلها وتفادياً لاحراج عدسات المصورين….

اتتخيلون بماذا تسببت سذاجتنا وسخافتنا واهتمامنا بالشكل الخارجي لواحدة من أهم مطربات الوطن العربي التي تهّز عروشاً بصوتها ، فمن يستحق ان يشعر بالخجل ويختبىء من حكم التاريخ، هو نحن لأننا أسهمنا بطريقة غير مباشرة في ايقاف مطربة بحجم شيرين عبد الوهاب عن الغناء لفترة من الزمن، وما أدراكم في أي زمن رديء نعيش وبدل ان تقلق بسبب اختيارها لأغنيات جديدة تثري بها المكتبة الموسيقية العربية ، جعلناها تقلق بسبب زيادة وزنها ونحوّل اهتمامها الى الحميات الغذائية والى اخصائيي التغذية .

وهذا يجعلني التفت الى الغرب وأرفع له القبعة لما للشعوب المتحضرّة من احترام للمواهب الفذّة الاستثنائية واحترام للابداع والتميّز واحترام للانسان بالدرجة الاولى وكم هم متصالحون مع أنفسهم ، فلم أسمع يوماً عن صحافي خجل بالعملاق بفاروتي ولا بالعظيمة أوبرا وينفري ولا بغيرهم من العظماء المبدعين وآخرهم الفائزة في برنامج الهواة البريطاني الشهير “Britains got talent 2009”سوزان بويل التي حققت شهرة واسعة وحصدت محبة ملايين المعجبين حول العالم بالرغم من تقدّمها بالسن وسمنتها الزائدة وقباحتها ، بل تحوّل هؤلاء الى أيقونات كل في مجال عمله وأسهم الى حدّ بعيد بالارتقاء بالفن والثقافة والموسيقى الى مستوى شاهق من الابداع…

شيرين عبد الوهاب أنا اصفّق لانسانيتك بالدرجة الاولى فأنت وبالرغم من خلافاتك السابقة مع بعض الاسماء الكبيرة في الوسط الفني ، برهنت بالامس مع الاعلامي نيشان في برنامج “ابشر” على تحوّل ملحوظ في ردّات فعلك ورأيك بالآخرين وبطريقة مناقشتك للأمور وبطريقة تفاعلك معها وهذا يدّل على نضوج كبير وملموس وتحوّل في طريقة تحليلك للحياة والأشخاص وهذا يسجّل ايجاباً لمصلحتك ، اما بما يختص بشكلك وبوزنك وبالـ 15 كيلوغرامات التي تنوين خسارتها ، فنحن نطالبك بالتخلص سريعاً من هذه العقدة التي اسهمت الصحافة في تعزيزها لديك ونحن نطالبك اليوم أكثر من اي يوم مضى بالعودة الى الغناء وبتقديم أغنيات جديدة لاننا بشوق لصوتك ولحضورك بقوة من جديد على الساحة الفنية المتعطشة لمثيلاتك…

وبالعودة الى حلقة الامس من “أبشر” لا بدّ من الثناء على محاور كثيرة من الحلقة وعلى تصريحات قيمة أدلت بها شيرين وكان أبرزها رفض اعتبار الفنانة أحلام الفنانتين نانسي عجرم ويارا دخيلتين على الفن الخليجي واعتبارهما “مكسّرات” فيما اعتبرت نفسها والفنانة نوال الكويتية “كبسة” او “اكلة دسمة” عندما سئلت عن تصنيف الفنانات اللواتي غنّين باللهجة الخليجية ، واعتبرت شيرين انه لا يحق لأي فنانة تصنيف زميلاتها سيما وان يارا ونانسي فنانتين كبيرتين ولهما جمهورهما العريض وان يارا نجحت كثيراً بغناء اللهجة الخليجية لدرجة انها اصبحت ترّدد أغنية “صدفة” في الشارع ولم تبخل شيرين بغناء مقطع من الاغنية مباشرة على الهواء .
اما عن حرص الفنانة نجوى كرم الغناء باللهجة اللبنانية واشتراط الغناء بالمصري حين يقدم الفنان عمرو دياب والفنانة أنغام على الغناء باللهجة اللبنانية ، اعتبرت شيرين ان لا داعي لكل هذا التعصّب من قبل شمس الغنية نجوى كرم ودعت الى وحدة فنية في الوطن العربي معتبرة ان الموضوع لا يحتمل الكثير من العصبية .

وبالعودة الى الحلقة ، سال نيشان شيرين عن أمنياتها لزميلاتها الفنّانات، فتمنّت للفنّانة أصالة حياة زوجية سعيدة ووصفتها بالقدوة للطرب الأصيل، وللفنّانة سميرة سعيد أن تغنّي 20 سنة إضافية.
عائلياً تشرّفت أن ينادونها بشيرين محمد مصطفى، وعن إبنتيها قالت أنّها لم تتخيّل يوماً أن تحبّ أحد أكثر من نفسها، وتمنّت أن يفتخروا بها. وتكلّمت عن العذاب في حياتها الّّذي أكسبها العصامية والقوّة على المواجهة. وفي هذا الجوّ العائلي استهلّت الغناء بأغنية “حبيبة أمّها”.

تميزت شيرين بصراحتها خاصّة بالحديث عن الوسط الفنّي، عن أغاني الأطفال قالت “برافو” لنانسي عجرم وأنّ هيفا شكّلت لوحة رائعة، وأنّها تغنّي للأطفال شرط أن تعيش الأغنية لسنوات.
وعندما سألها نيشان عن الأسماء الّتي تتمنّى أن تعمل معها، لم تستطع أن تعبّر بالكلمات عن مدى حزنها لعدم وجودها والفنّان بليغ حمدي في نفس الحقبة الزمنية، ولو كان حيّاً لكان مستواها الفني أعلى بكثير، وعدم تعاملها معه يحسّسها بالجوع الغنائي، وتمنت لو كانت تقدّم الشاي والقهوة في منزله لتسمع لألحانه. أمّا الملحّن الثاني الّذي تتمنى التعامل معه فهو الفنّان زياد الرحباني. وأطربت الجمهور بأغنيتين للملحنين: “زي الهوا” للفنّان عبد الحليم حافظ و”قدّيش كان في ناس” للسّيدة فيروز.

تفاجأت شيرين بلوحة فنية غنّت خلالها أغنية “براجع نفسي” بتوزيع جديد مع موسيقى Yanni الّتي تحبّها.

وفي فقرة مضحكة، قلّدت شيرين بعض الفنّانات كسميرة سعيد، لطيفة وهند رستم.

ومن الحبّ إلى الزواج وصولاً إلى المرض، ففي فقرة حسّاسة قالت أنّها أحسّت بنهاية حياتها خلال فترة مرض زوجها وأنّها وقفت إلى جانبه في محنته، أمّا عتابها له فلم تستطع أن تخبّئه على الهواء. فعاتبته بشدّة لأنّه لم يزرها في المستشفى عندما أصيبت بأنفلونزا الخنازير لكنّها حاولت التبرير له وقالت أنّه ليس نذلاً وستنسى ما فعل.

وبعد ولادتها الثانية، كسبت شيرين 15 كيلوغراماً، فما كان على فريق الإعداد إلّا أن يحضر فريق برنامج “الرّابح الأكبر” الهادف لإنقاص الوزن، فجاءت المقدّمة كارولينا دي أوليفيرا برفقة أخصائية التغذية باسكال صقر والمدرّب الرياضي، أعطوها النّصائح اللّازمة ووعدوها بالمتابعة لتخسر وزنها الزائد خلال شهرين.

أمّا المفاجأة الأكبر فكانت إهدائها بطاقتي سفر لجزر المالديف لتقضي أسبوع راحة برفقة زوجها.

والإتّصال الّذي أفرحها كان الأخير خلال الحلقة، حيث تكلّمت مع الملحّن عبد الرحن الأنبودي وتمنّت التعاون معه في أقرب وقت. وأنهت الحلقة بأغنية “بحلف بسماها وبترابها”.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com