رأي- برنامج (عن جد) مع فيني رومي وشانتال سرور يُثبت ان الإعلام في لبنان بعدو بألف خير

يستمر برنامج “عن جد”على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال lbc بتقديم مادة فنية دسمة وشهية والبحث عن كل ما هو جديد على الساحة الفنية شرط ان يكون “مفيداً”، بعكس البداية المتعثرة للبرنامج الذي كان يقتصر على “القال والقيل” والفضائح ، وربما ادرك القيمون على البرنامج خطورة دخول معترك “الفضيحة” وزواريبها فعدّلوا بأفكارهم ومواضيعهم ووجدوا بديلاً يستحق العناء ومن ثم الثناء، فأضاءوا بداية على جوانب مظلمة من حياة الفنانين شبه المعتزلين الذين يعانون كثيراً على المستويين الفني والاجتماعي وساهم برنامج “عن جد” بانعاش ذاكرة المشاهد اللبناني واستفزاز حنينه الى زمن هذه المواهب التي تركت بصمة في تاريخ الفن اللبناني فكانت الحلقات بمثابة تحية لهؤلاء و”عبرة لمن اعتبر” من فناني هذه الايام وكذلك قدّم البرنامج سلسلة حلقات مشوقة تضمّنت مواضيع مختلفة مثقفة ودسمة فعاد البرنامج وطاقمه وعلى رأسه الثلاثي المخرج “طوني قهوجي” والاعلاميين “فيني رومي” و”شانتال سرور” الى قاعدتهم سالمين فامسكوا بزمام الامور وعادوا يتحكّمون بها بعدما كانت تتحكّم بهم، من هنا، وبعد خطى غير واثقة في بدايته، عاد البرنامج ليحقق نسبة مشاهدة كبيرة ويعيد الامور الى نصابها .

عندما تستمع الى فيني رومي وشانتال سرور تشعر “انو الدني بعدا بألف خير” وان هناك اعلاميون محترمون ومثقفون جداً يختارون مفرداتهم ببراعة وذكاء لأنهم يعرفون جيداً ان بين “الصراحة” و”الوقاحة” خيط رفيع، فعالجوا كل المواضيع الفنية دون الاساءة الى احد ودون المساس بمشاعر احد ودون توريط احد واحراج فإخراج أحد…

وانت في حضرة شانتال وفيني تشعر ان الاعلام العربي بألف خير وان الثقافة والفن والناس بالف خير وطالما عندنا اعلاميون مثقفون كـ “فيني” و”شانتال” وغيرهم من خيرة اعلاميينا والاهم محترمون يعون ان الاخلاق اثمن ما قد يتمتع به الاعلامي على الشاشة الصغيرة ام وراء ميكروفونه وعندما تنعدم الاخلاق “بصير الاعلامي يبحش قبرو بايدو” والذين يصفّقون له اليوم هم اول من سيتغيب عن حضور جنازته غداً، لأن يا جماعة الخير “لا يصّح الا الصحيح” و “بعد في خير بالهدني” ….

برامج كثيرة على جميع الشاشات اللبنانية والعربية سنسلط عليها الضوء تباعاً ولن نمرّ مرور الكرام على من يصرون على احترام المشاهد ويحرصون على عدم خدش حيائه فيما يتمادى آخرون بالانصياع لشروط النجاح السريع فيلجأؤون الى “الفضيحة” والثرثرة الفارغة .