رأي – الإذاعات تقع في فخّ المادة… لا يمكن لأصحاب النشاز تقليد نجوى، اليسا، نانسي، نوال ويارا

الموسيقى غذاء الروح، وضحكة ترقص على شفاه القلوب وراحة تلملم تعب العقول. تتكاثر الصفات وتتمرجح على سكّة الإبداع ولكن الهدف من ما نكتبه الآن ليس الإبداع في الكتابة بل الإبداع في وصف الحالة التي وصلت اليها الإذاعة والأغنية في لبنان.

بين ذهابه الى العمل صباحاً والعودة في المساء يستثمر اللبناني وقته في الاستماع الى الإذاعات ان كانت فنية أو سياسية. وهنا لا أشمل طبعاً كل الاذاعات اللبنانية والغير اللبنانية لأنّنا نفرّق بين الورد والشوك. لذا المشكلة تقع عندما تسمع أغنية رديئة مع اعادتها مرات عدة في فترة قصيرة، مع إنها لا تلاقي شعبيّة أو رقيّاً أو كلاما جميلاً نتوق الى سماعه. وفي الوقت الذي نسمع فيه تلك الأغنية نرى أغنيات لها في الجمال آلاف التواقيع ولكن لا نسمعها الا مرة أو مرتين في اليوم مع أنّ الفنان أو المطرب صاعد ويبني مملكته حجراً حجراً عكس من يعتدي على هذه المهنة من أصوات شاذة تبني من خلال المال والنفوذ.

انتقدني بعض الأشخاص عند إثارتي لهذا الموضوع بقولهم أن الإذاعة تشجّع المطربين الصاعدين ولا ينبغي أن يسيطر النجوم على الإذاعات ولكن الانتقاد في غير محلّه لأنّ بعض هؤلاء المطربين الصاعدين لا ينبغي تسميتهم بمطربين لأن أصواتهم تلوّث الطرب والفنّ والموسيقى بشكل عام.

لطالما تميّزت الإذاعات اللبنانية ببرامجها ككلّ وقدّمت عصراً جميلاً من الاعلاميين والأفكار الجديدة و لازالت ، وعليها الآن أن تعزز تميّزها على صعيد الموسيقى ولا تصبح تجاريّة لأنّ المادة تسقط المؤسسة في أوقات عدّة. ولا يمكن اعتماد مبدأ من يدفع أكثر لأنه يحطّ من مبدأ الإذاعة التي هي رسولة الفنّ الراقي والمبدع والجميل ومهما كان نمطه ولكن ليس مع الأصوات والأغنيات الشاذة التي لا تلقى ترحيباً من الجمهور ويمقتها لأنها من بقايا الكلمات التي اندثرت منذ زمن والتي تم تجديدها بألحان مسروقة والتي دفنها عصر الإبداع منذ زمن.

هم يقلّدون نجوى كرم بصوتها العفوي الجريء ولا يصلون الى 1% من مستوى فنانة تُعتبر خميرة الفنّ اللبناني. يقلّدون اليسا ورومنسيتها وانتقائها للكلام ولا يقدروا على تجسيد واقع الإبداع الا بالإبتذال. وأيضاً نانسي بنجوميتها وصوتها المميز وأدائها و نذكر معهم نوال الزغبي التي جسّدت ألمها بالأغنيات التي أصدرتها مؤخراً فيتوهمون أنهم في الوجع نفسه ولكن لايجسّد الإحساس الا من يشعر به ويبدع في نقل صورته. ولا ننسى الرقيّ في فنّ يارا وغيرهم من الكبار في لبنان والوطن العربي ولست قادرا على ذكرهم كلهم ولكن الجمال لا يُعفى من النظر والثناء عليه.

لذا يا أيتها الاذاعات لا تقعي في فخّ المادّة التي تحطّم الأداء والسمعة وتعتّم على المبدعين على حساب النشاز الذي لا قيمة له، والسبب الوحيد لوجوده هو المال. صرخة نطلقها من كل اللبنانيين وأهل الذوق لتنتبهوا من هذه التجاوزات التي تضرّ بما تقدّمونه للفنّ وللمستمعين الدائمين.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com