خاص – ندق ناقوس الخطر قبل فضيحة مهرجان الأردن بوقت طويل

في الأول من آذار لعام 2010 أُعلن عن تأسيس جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن ومع لهيب الصيف سحبت الجمعية المذكورة البساط من تحت أقدام نقابة الفنانين الأردنيين، وإعتدت على حقّها في تنظيم مهرجان يستحق أن يحمل إسم الوطن وقتلت فرحة الأردنيين في عزّ صيفهم … وجرى الذي جرى.

وكالعادة، رابطة الكُتاب ونقابة الفنانين الأردنيين تسابقتا على إصدار بيانات المقاطعة وصعّدت نقابة الفنانين فلاحقت كاظم الساهر وآمال ماهر عبر القضاء لتجاهلهما دفع ضرائب مفروضة بموجب القانون على أي فنان عربي يقيم حفلاً في الأردن. وطبعًا “عيش يا كديش تا ينبت الحشيش”، لم يتشاطر حضرة النقيب على المخالفين والعابثين بالهُوية الوطنية الفنية بقدر ما كان ذا نَفَسٍ قوي على كاظم وآمال .

أخطاء وعثرات لأصدقائنا في نقابة الفنانين وفضائح وجرائم لشلّة الجمعية المذكورة رصدتُها عن كثب في الصيف الماضي وما تلاه من أيام صعبة هي جزء من عهد ولاية الرفاعي التي كانت فترة “ولا بدّ” على كافة الأصعدة والضحية لتخاذل وفتور النقابة وإجتراء عصابات الدولار على الحقل الفنّي هو الفنان الأردني الذي يمثّل الهُوية الوطنية للفنون في بلدي على إختلافها وتنوّعها – وعندما أقول “تنوّعها” فأنا أقصد التنوّع الطبيعي للأردن وليس ذلك التنوّع الذي تذكره الخطابات الرسمية للمسؤولين في بلدي بصورة يصبح بها الروك مثلاً جزء لا ينفصل عن تراثنا – وعندما أذكر الفنان الأردني الذي يمثّل الهُوية الوطنية ويحترمها، فأنا طبعًا ومؤكدًا لا أقصد طوني قطّان الذي تنكّر للأردنيين بين ليلة وضحاها وهو يتعالج على نفقة الديوان الملكي الهاشمي، أو ديانا كرزون التي لم تفوّت فرصةً لتصوّر الأردن بأبشع صورة وكأنه غابة مليئة بالوحوش أمام الوطن العربي .

عندما أقول الفنان الأردني الذي يمثّلنا ويمثّل هُويتنا الوطنية ويحترمها وجدير بحملها ، فأنا أقصد أسماء عظيمة وكبيرة ، كتوفيق النمري وسلوى العاص وجميل ورويدا العاص ، ورأفت فؤاد وفؤاد حجازي ، إسماعيل خضر ، وفارس عوض وسهام الصفدي ، وعبده موسى ، ومن الشباب الجدد لا يتسع المجال لذكرهم جميعًا ، هؤلاء الذين فنوا أنفسهم من أجل التغنّي بالوطن فأفناهم الوطن وطواهم نسيًا منسيًا متروكًا لآفات الإقتصاد المقرفة ،تتلاعب بهم مافيات الإنتاج الفنّي ويداعبهم حلم فنّي كبير يظل يعطيهم أملاً طوال فصل الشتاء في البقاء على الساحة ، ثم يأتي الصيف ليحرق الأحلام والطموحات ، ولا يجدون صوتًا واحدًا يحميهم ويقف إلى جانبهم، وهم الذين يقفون طوال الوقت إلى جانب الوطن …

لن أظل أولول وأندب حـظنا في الأردن فنيًا، سأخرج هذه المرّة عن صمتي، وأتوجه بشكل مباشر وقبل أن تتكرر الفضيحة مرّةً أخرى، إلى جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن، إتركوا الأردنيين ينظمّون مهرجانهم بعيدًا عن أذواقكم التي لم تستطع إلا أن تكون أذواق إقتصادية ومالية فارغة من أي محتوى فنّي حقيقي، والمتخطية كل حدود الأدب في التعامل مع نصوص دستورية تشدد وتؤكد على العمق العربي لهذا القُطر الأردني الجميل، والمتعدّية على حق الفنان الأردني بالحضور فنيًا، إلخ …

إنني لأرجو أن توّفر جمعيتكم عليكم وعلينا مغبّة الدخول في مواجهة مباشرة لن أتوانى عن الحشد والتعبئة من أجلها لأحمي فناني الأردن من تغوّلكم وإقصائكم المتعمّد له ، فلم نعد نطيق مزيدًا من التعدي والإجتراء والبلطجة على حساب هُويتنا الوطنية وفناننا الكبير الذي يمثّلها ،كما أن مستوى القبول بمهرجان فارغ يحمل إسم الوطن قد تدنّى لأدنى المستويات مما قد يضطرنا لإتخاذ أي إجراء من شأنه إنقاذ إسم الوطن من تخبّطاتكم التنظيمية وأذواقكم الدخيلة والتي لا تتقاطع بأي حال من الأحوال مع تراثنا الفني العريق المكوّن لهُويتنا الوطنية .

إعلامنا الرسمي والخاص، ما رأيكم أن تلتزموا ولو لمرة واحدة من مسيرتكم المهنية وتقررون فيها إتخاذ موقف مهني تطبقون من خلاله نظرية تعتمدها كل الأدوات الإعلامية في العالم إلا أنتم ، مفادها أن الإعلام يبلور الرأي العام ويوجهه ليغيّر أكثر من واقع حتّى وإن كان من المُسلَّمات ؟

متى سنراكم تقودون الرأي العام لتغيير حالةٍ ما بدلاً من أن تقودكم الرهبة من المؤسسات والأشخاص؟ متى سنرى أداة إعلامية واحدة تؤمن بقضية وتتبناها وتبذل قصارى جهدها للدفاع عنها؟ كيف وإذا كانت القضية تتعلق بهُوية وطن وشعب بحاله ؟ ألا تستحق منكم إهتمامًا ولو لمرة واحدة في العمر ؟

حضرة نقيب الفنانين المحترم ،ولتسمح لي أن أخاطبك بالعامّية لأسألك عمّا إنطلق لسانك يخبرني عنه عندما هرعت إليك عبر الهاتف أخبرك عن فضائح مهرجان الأردن، شو صار بالموقع الإلكتروني للنقابة ؟ إن شاء الله ظبط معكم ؟ وكل عام وأنتم بخير …

قبل الفضيحة بوقت طويل، أدق ناقوس الخطر، ولا أنتظر أن يفزع أحد للهُوية الوطنية، هذه المرة سنكون بالمرصاد لأي من محاولات إقصاء الفنان الأردني وتهميشه من أيٍّ كان ، وسيشاهد كل من يحاول ذلك بأم عينه دفاعًا مستميتًا عن الهُوية الوطنية منقطع النظير ،ليعرف أولئك أن الأردن … إسم أكبر من إل ديفو وجدل ومدري شو …

إذا كنتُ أنادي ، وإن كان صوتي مسموعاً إذ ناديتُ حيًّا ، وإذا لم تكن لمن أنادي حياةً ولا حياءً ، فللمشكلة حلولاً أخرى .. أجزم .
  

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com