خاص – خضر علامة لـ”بصراحة”: “نعم… “باكستيدج برودكشن” المنتجة المنفّذة لمهرجانات بيروت الثقافية”

خاص – بصراحة: في خضم ما يمرّ به الوطن العربي من محن ومصاعب، ووسط محاولات كثيرة للنهوض بالسياحة الداخلية في معظم الدول العربية… أبصرت مهرجانات بيروت الثقافية النور لتشكّل حالة تفرّد قلبت الموازين ولفتت أنظار العالم إلى بيروت، ومنها إلى لبنان بأكمله. فمع “رواية بيروت”، مروراً بحفل النجوم، وسباق المشاهير، وختاماً بالحلم الذي لم يعد مستحيلاً، ألا وهو الاصغاء إلى هدير محرّك سيارة الفورمولا1 ومشاهدتها تزهو بفخر في شوارع بيروت… أثبتت مهرجانات بيروت الثقافية، ومن خلالها شركة Backstage Production، أن لبنان كان وسيبقى منارة الشرق وبيروت عاصمة الثقافة وعنوان التحدي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه المهرجانات والتحديات التي واجهتها، إلتقينا السيد خضر علامة، عضو جمعية مهرجانات بيروت الثقافية ومدير عام شركة Backstage Production، وكان لنا معه هذا الحوار…

بداية، كيف تمّ التعاون بين مهرجانات بيروت الثقافية وشركة Backstage Production؟

بعدما التقينا بالسيدة لمى تمام سلام، رئيسة مهرجانات بيروت الثقافية، وفريق عمل ضخم جداً في مقدمته السيد عزت قريطم، السيد وضاح الصادق، وخرجنا بأفكار مشتركة ووضعنا خططاً بأدق التفاصيل… تمّ الاتفاق مع شركتنا على تولّي مسؤولية الإنتاج الخاص بالمهرجانات بأكملها. ميزة هذه المهرجانات أنها قائمة على أفكار مبتكرة وتتلاءم مع تطلعات اللبنانيين على اختلاف أذواقهم وأعمارهم، لذلك كانت الانطلاقة مع فكرة “رواية بيروت” القائمة على3D Mapping  وتمّ تنفيذها تحت إشراف دانيال الجرّ صاحب الأفكار العظيمة. العرض أقيم على مدى 3 أيام داخل أكبر قبة دائرية في العالم تمّ شحنها من الولايات المتحدة الأميركية وتتسع لحوالي 1600 شخصاً، وقد حقق نسبة نجاح هائلة فاقت توقعاتنا وتلقينا طلبات كثيرة لتمديد العرض لكن السيدة سلام ارتأت الحفاظ على مواعيد المهرجانات كما هي على أن يصار إلى إعداد أفكار مختلفة قريباً.

“رواية بيروت” تعكس ذاكرة هذه المدينة وتاريخها وثقافتها، ولكن ماذا عن الحفلات الفنية؟

لقد تعمّدنا أن يكون الحفل الشعبي الأول للسوبرستار راغب علامة في بيروت بعد غياب ضمن هذه المهرجانات بالتحديد، وكان له وقع كبير جداً لدى الجمهور الذي بدا متجاوباً بشكل واضح معه ومع النجمة نانسي عجرم ونجمي إكس فاكتور لاتويا وندجيم. وكذلك، أقمنا حفلة لعشاق السهر تحت عنوان “White Experience” مع النجم العالمي Akon لنرضي كافة الأذواق. هذه المهرجانات سياحية بامتياز وتعمّدنا إقامتها في شهر أيار لتكون بمثابة انطلاقة فعلية للمهرجانات اللبنانية قبل حلول فصل الصيف.

(قطفتوها) كما يقال…

هذه كانت رغبة السيدة لمى سلام وبالفعل كان تفكيرها صائباً 100% وضربة ذكية جداً.

لماذا اقتصرت الحفلات الفنية على حفل واحد في حين استمّر عرض “رواية بيروت” على مدى 3 أيام؟

السبب الرئيس يعود إلى التزامنا بمواعيد محددة تتعلق بالفورمولا1، كما أننا توخينا إرضاء رغبات الجمهور على اختلافها، فمحبو “رواية بيروت” قد لا يكونوا من محبّذي الحفلات الفنية، في وقت أؤكد لك أن الحفلات الفنية كانت ستحصد نجاحات ضخمة فيما لو تمّت زيادة عددها أيضاً، وتحديداً حفل راغب ونانسي حيث نفذت التذاكر بشكل سريع.

إفتتاح القرية الميكانيكية تزامن مع سباق الكارتينغ للمشاهير. ماذا تخبرنا عنه؟

الفكرة رائعة جداً وتمّ خلالها جمع حشد من مشاهير الفن والإعلام تنافسوا في سباق الكارتينغ في خطوة ذكية للتشجيع على السياحة في بيروت. الإعلامية رانية شهاب قامت بعملية التنسيق مع النجوم المشاركين، في حين قامت السيدة لمى سلام بمواكبة السباق وتسليم الإعلامية بولا يعقوبيان جائزة المركز الأول، كما تمّ تقديم الدروع التذكارية للجميع وسط أجواء تفاعلية رائعة.

فاجأتم الجميع بإقامة عرض الفورمولا 1 في بيروت. من أين جاءت الفكرة؟ وما هي الصعوبات التي واجهتموها؟

لم يكن مجرّد عرض بل هو حلم لطالما راود اللبنانيين بمشاهدة سيارة الفورمولا1 تجوب شوارع بيروت وتستعرض حركاتها أمامهم. بالشراكة مع ريد بول، وبعد مباحثات أجريتها على مدى 9 أشهر تقريباً، تمكنا من تخطي الصعوبات الكثيرة كون إحضار السيارة يتطلّب مرافقتها من قبل فريق عمل متخصص ومن جنسيات مختلفة. أهمية الأمر لا تقتصر على السيارة بحد ذاتها بل على الحدث ككل، إذ شهدت بيروت عرضاً عالمياً يحدث على أرضها للمرة الأولى ووصل صداه إلى أبعد مدى، كما كان هناك اهتمام رسمي واضح تجلّى بحضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والرئيس السابق سعد الحريري. عرض الفورمولا1 تمّ بقيادة السائق الإسباني الشهير كارلوس ساينز جونيور الذي أبلغنا عن رغبته بزيارة لبنان مجدداً كونه أغرم به منذ اللحظة الأولى.

تزامن عرض الفورمولا1 مع يوم إنتخابي طويل. ألم يثر الأمر قلقكم؟

لا بل على العكس توقعنا أن يطغى هذا الحدث على أخبار الانتخابات التي ملّ الشعب منها  وبات المواطنون يبحثون عما يبعدهم عن أجوائها، وهذا ما حدث بالفعل. لقد حظي العرض بنسبة متابعة مرتفعة، وقامت بتغطيته وسائل إعلامية محلية وعالمية كان أبرزها الـCNN  والـBBC، فوسط الأحداث السياسية والمشاكل الاجتماعية جاءت هذه المهرجانات لتكون بمثابة حديقة تزهو بمختلف أنواع الزهور وتنثر رحيقها في أرجاء بيروت.

تتحدث بفخر واضح عن نتيجة الدورة الأولى من المهرجانات. هل أنت راضٍ تماماً؟

طبعاً، لقد تمكنا خلال أسبوع واحد وبفريق عمل يتجاوز الـ150 شخصاً، وعلى رأسه السيد علي الخليل المدير التنفيذي لشركة Backstage Production، من إنجاز أكثر من فكرة إبداعية على أرض تمّ تحضيرها لاستقبال المهرجانات في زمن قياسي، واليوم نحن مطالبون بالعمل على تحضير مشاريع أخرى للحفاظ على حيوية المنطقة.

كيف تردّون على الانتقادات التي طالت تسمية المهرجانات بالثقافية وهي تحمل الطابع الفني والرياضي؟

برأيي، كل ما تمّ تقديمه خلال هذا المهرجانات كان ثقافياً بامتياز، ففي الفن ثقافة وفي الرياضة ثقافة، وفي الصوت والإضاءة أيضاً نوع من الثقافة… هذا السؤال يجب توجيهه إلى جمعية مهرجانات بيروت الثقافية كونها تدرك المشاريع التي وضعتها للمستقبل والتي تقع مسؤولية تنفيذها وتطويرها على عاتق شركة Backstage Production، ولكن بإمكاني القول إن كل ما تابعناه في الدورة الأولى يتضمّن منحىً ثقافياً سواء من حيث “رواية بيروت” أو الحفلات الفنية والموسيقية واستقطاب الرياضة الأهم في العالم، فالثقافة هي عالم واسع.

بعد العرض السمعي- البصري الأهم عالمياً واستعراض الفورمولا1 وغيرهما… ألن تجدوا صعوبة في ابتكار أفكار بهذه الضخامة؟

لا على العكس، نحن، بمعية السيدة لمى سلام، نقوم بالتخطيط للخطوات التالية والمشاريع المقبلة طوال الوقت وليس عند انتهاء الدورة الأولى. ثمة أفكار كثيرة وهامة لديها وسنعمل على تطويرها خلال اجتماعاتنا المقبلة، لكني أقول لكم حالياً: إنتظروا الأفضل. مهرجانات بيروت الثقافية إنطلقت بقوة وثبات وأعطت دليلاً قوياً على مدى إمكانياتها وأنها لن تقدم إلا ما يرقى إلى أرفع المستويات.

هل من الممكن تقديم هذه المهرجانات أكثر من مرة خلال عام واحد؟

بالتأكيد، ولكن ذلك يعود إلى الأفكار المبتكرة التي نخرج بها والوقت الذي نحتاجه لتنفيذها.

ما سرّ الحماسة التي صاحبت السوبرستار راغب علامة حيث شاهدناه يزور موقع سيارة الفورمولا1 ومن ثم يقوم بتهنئة السائق العالمي؟

راغب تصرّف بعفوية واندفاع وقام بزيارة الموقع والترحيب بكارلوس ساينز وتفاعل مع الحدث إنطلاقاً من اعتزازه بما يحدث في بيروت وسعادته بهذا الإنجاز كأي مواطن شريف عاشق لوطنه وأرضه. ما قام به راغب أحدث ضجة إعلامية وصدى طيباً على مواقع التواصل الاجتماعي.

هل من الممكن اعتبار راغب علامة الوجه الإعلامي للمهرجانات؟

لا، ليس وجهاً إعلامياً للمهرجانات بل كان يتواجد في أكثر من مناسبة بشكل عفوي وانطلاقاً من رغبته في تشجيع هذه النشاطات التي من شأنها إبراز صورة لبنان الثقافية والحضارية والسياحية. على الرغم من أن شركة Backstage Production هي المنظّمة للمهرجانات وأنني شقيقه ومدير أعماله إلا أن راغب تفاعل مع الحدث تلقائياً ودون طلب أو إلحاح من قبلي.

هل من كلمة أخيرة؟

إنتظروا الأفضل.

 

 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com