خاص- (جوليا) تختبئ في الخزانة المظلمة… الفوبيا تحاصرنا وتمنعنا من العيش بسلام

جوليا (اسم مستعار) 45 عاماً عانت الخوف من العواصف الرعديّة لمدة ثماني وعشرون عاماً. تقول: “لا استطيع أن أقوم بأعمالي المنزليّة أثناء وجود العواصف الرعديّة. عندما تبدأ أختبئ في خزانة ملابس مظلمة، أحياناً، طوال الليل إذا لزم الأمر حتى تنتهي. أمتنع عن الكلام وأصبح عدوانيّة، أتصل عدة مرات إلى مراكز الأرصاد الجويّة لسؤالهم عن الأحوال الجويّة. اني أعلم ان زوجي وابنتي متضايقان مني”.

الخوف شعور مرتبط بخطر محدق، ينتاب الإنسان عندما يشعر ان شيئاً ما يهدد سلامته. يعتبر الخوف استعداداً فطرياً أو استجابة طبيعيّة داخل الإنسان لأمر يهدده، يختلف من حالة إلى أخرى ومن موقف إلى آخر ليساعده على حمايّة نفسه والمدافعة عنها في وجه تهديد يشعر به.

لقد قسم علماء النفس الخوف إلى عدة أنواع منها:

خوف موضوعي: خوف حسي يتركز في موضوع واحد. مثلاً: شخص يمشي وحده في مكان ما ويرى كلباً ينبح، فيخاف منه. الخوف الموضوعي عبارة عن إضطراب لأنه رأى أمامه ما هدده، فخاف. فالخوف هنا ناجم عن شيء محدد، واضح المعالم. فعمد الشخص إلى إتخاذ الإجراءات التي أمّنت له الحماية. هذا النوع من الخوف يدفع الشخص للتحرك ويبعث فيه سرعة التفكير والتصرف، كما يمنحه أحياناً القدرة على الرد والمواجهة.

الفوبيا أو (الخوف الوهمي): الفوبيا (Phobos) كلمة مشتقة من اللغة اليونانيّة وتعني خوفاً وهمياً من شيء معين ومحدد لكنه بذاته لا يخيف.

يرى الباحثون ان الفوبيا تنشأ من البيئة المحيطة للإنسان وترتبط بذكريات كامنة في العقل الباطني. فهي، من دون شك، ذات صلة بمواقف أو اشياء لم يستطع الشخص ان يتقبلها أو يتأقلم معها.

أنواع الفوبيا

أنواع الفوبيا كثيرة وعديدة وأكثرها شيوعاً هي:
-الخوف من الأماكن والمناطق المرتفعة Acrophobia
-الخوف من الظلام (حتى الدخول إلى الأماكن المظلمة في وضح النهار) Darknessphobia
-الخوف من المناطق المغلقة Claustrophobia
-الخوف من المساحات الخالية Agorophobia
-الخوف من الماء (البحر) Aquaphobia
-الخوف من البرق Astraphobia
-الخوف من الرعد Bronophobia
-الخوف من النار Pyrophobia
-الخوف من الجراثيم والبكتيريا Bacteriophobia
-الخوف من الزواحف (أفاعي، عقارب، الخ) Herpetophobia
-الخوف من الحيوانات zoophobia
-الخوف من الإنسان (من الرجل) Anthrophobia
-الخوف من الأرواح الشريرة Demonophobia
-الخوف من الأرقام Numerophobia

الناس لا تستطيع ان تستوعب المصاب بالفوبيا
كلما كان الموضوع الذي يثير الفوبيا شائعاً كان عدم فهم الناس العاديين له أصعب، وعدم تعاطفهم مع المصابين بها أكبر. لأنهم لا يستطيعوا أن يفهموا كيف يمكن لأي شخص أن يخاف من فراشة على سبيل المثال.

يعرفون… ويتجنبون
المصابون بالفوبيا يعرفون عادةً ان خوفهم وهمي، ويرون أن أناساً آخرين لا يخافون على هذا النحو مثلهم ومن الأشياء نفسها. وهم لا يستطعون في الوقت نفسه أن يقضوا على الشعور بالخوف لأنه خارج عن التحكم الإرادي، فلا يمكن تفسيره أو التخلص منه بالتفكير.

لكي يتغلب “المريض” على شعوره بالخوف فإنه يتجنب عادة المواقف التي تثير الهلع في نفسه فيصبح حساس جداً ويضع نفسه في حالة من الترقب الدائم. مثلاً عندما يكون “المريض” يخاف من الجراثيم فإنه يبتعد عن يضع يده بيد أحد لشعوره بأن هناك جرثومة ستنتقل إليه مباشرة.

اعراض الخوف
ان الخوف بشكل عام يُفقدنا الإحساس بالطمأنينة ويُدخل إلى نفوسنا الإضطراب فتتملكنا أعراض نفسيّة وجسديّة ظاهرة على سلوكنا وطبيعة تصرفاتنا تتفاوت من شخص إلى آخر حسب الشخص والحالة وهي:
-الإرتجاف.
-ضيق في التنفس.
-زيادة عدد دقات القلب.
-مشاعر ضيق وألم في منطقة الصدر.
-إفراز عرق بشكل كثيف.
-الشعور بالإختناق.
-الإرتجاف.
-الدوار وفقدان التوازن.
-ألم ووخز خفيف في اليدين والساقين.
-الإغماء.
-الغثيان. القيئ. الإسهال.
-فقدان الشهية
-التبول اللاارادي.
-الإضطراب في النوم.
-الإنكماش.
-الخجل.

الشعور بالإنهزاميّة يضعف الثقة بالنفس. لذا علينا أن نشجع من يقع ضحيّة الفوبيا. فالشجاعة كفيلة بإيجاد الحل.

ولو ان الخوف الموضوعي لا يحتاج إلى علاج، فإن استشارة الإختصاصي قد تعطي الخائف بعض الإطمئنان. فمن المهم ان نفهم مشاكلنا ونسعى إلى التغلب عليها.

عندما تتحول مخاوفنا إلى أمراض نفسيّة وجسديّة تحاصر حياتنا وتمنعنا من العيش بسلام يجب أن نسعى إلى طلب مساعدة مختص فحينئذ يصبح ذلك امراً ضرورياً يمكن أن يكون له ايجابيات كثيرة تنعكس على حياتنا.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com