خاص بصراحة- فضيحة الوطن: الرقابة تمنع عرض “شوصار” و مهرجان بيروت للسينما لم يتخذ قراره بعد!

حلّ مساء الخميس المخرج اللبناني المتميّز “ديغول عيد” ضيفا على الاعلامية الراقية “منى ابو حمزة” في برنامج “حديث البلد” وتكلم عن منع الرقابة لعرض فيلمه الوثائقي “شو صار” الذي يحكي وجعه، اذ انه يروي المجزرة التي اودت بحياة والدته واخته وعدد كبير من افراد عائلته في الحرب الاهلية اللبنانية منذ اكثر من 20 عاما.
وغصّ بدمعته لانهم يحاولون كم فاه ويحاولون محو الذاكرة من رؤوسنا وضمائرنا… بكى ديغول وابكانا لانّه هناك من يحاول طمس الحقائق الماضية ويحاول ان يمحو من ذاكرته صورة مقتل والدته واخته واقربائه عنوة وكانهم يتصورون ان فقدانه لوالدته ولو منذ الف سنة امراً سهلاً او كأنهم يريدون ان يرجعوا هذا الوطن الى عصور الجاهلية والقمع، وكل ذلك بحجة عدم اثارة النعرات الطائفية خاصة ان ديغول جاء على ذكر اسماء منفذي الجرائم والاحزاب التي حمتهم، كما انه صور قاتل والدته وواجهه في نهاية الفيلم في مشهد يمثل ذروة الدراما الحقيقية البعيدة عن التمثيل قائلا له :” انت من قتل امي”، ليترك الأخير غارقا في ضياعه وصدمته وندمه!

المهم، وبعد ان شاركنا منذ ايام في المؤتمر الصحافي المخصص لاطلاق “مهرجان بيروت الدولي للسينما”، لاحظنا ادراج فيلم “شو صار” لـديغول عيد ضمن الافلام التي ستعرض ونظرا الى ان ديغول لم يصرّح في “حديث البلد”، اذا ما كان فيلمه سيعرض في المهرجان ام لا، اتصلنا بالاستاذ ” باسم الحاج” المسؤول المخوّل من قبل ادارة المهرجان للرد على استيضاحات الصحافة وسألناه اذا ما كان فيلم “شوصار” سيعرض في الاونيسكو ام لا فقال:” اللجنة والقيمين على المهرجان اصرّوا على عدم حذف فيلم المخرج “ديغول عيد” من عن قائمة الافلام المشاركة وذلك لحرصهم على الاضاءة على الاعمال المميزة والتي تحمل رسائل اجتماعية ناضجة، ولكن حتى اليوم لم تقرر بعد اذا ما كان سيتم عرض الفيلم ام الاكتفاء بالاضاءة عليه والرضوخ لقرار الرقابة!! “

هذا كان ردّ القيمين على المهرجان بعد ان توقف عرضه في اكثر من مهرجان سابق في لبنان…فهل سيبصر النور يوما ماوسيستطيع ديغول قول الحقيقة ولو لمرة واحدة كما هي من دون “روتوش” و “ترقيع”؟ هل سيسمحوا له بان يعبر عن رأيه و يثأر لدم والدته واقربائه بواسطة الكاميرا والكلمة؟ ام انهم سيسكتوه ويتهموه بمحاولة اثارة النعرات الطائفية خاصة وان قرارا بالعفو العام صدر بعد انتهاء الحرب الاهلية مباشرة و اعطى منفذي جرائم الحرب الحق بالعيش الكريم؟ وهل تصريحات ساستنا الكرام و تهديداتهم و وعيدهم كل يوم على شاشاتنا يساهم في تقريب وجهات النظر و حماية السلم الاهلي وبالتالي لا يشعل اي فتيل لاي حرب مقبلة؟
في النهاية نقول ” ويل لوطن فيه القدح والذمّ والتهديد العلني فضيلة بينما الكلمة الحرة النظيفة الصادقة تسبّب حروبا وتنشئ خرابا! “

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com