خاص بالصوَّر- يتعرضون لإنتهاكات جنسيَّة… يأكلون فضلات الطعام… يدخنون… أطفال شوارع لا يجرؤون على العودة إلى منازلهم دون (الغلة) اليومية

ان ظاهرة أطفال الشوارع ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع الإجتماعيّة والثقافيّة والإقتصاديّة في المجتمع. لقد تبين من خلال دراسات لوضع أسر أطفال الشوارع والبيئة المحيطة بهم ان هناك خللاً كبيراً طرأ على البنية الأساسيّة للأسرة أدى إلى إختلاف الأدوار المنوطة بها وخاصة دور المرأة التي أصبحت هي المعيل للأسرة. وهذا ما أثر على العلاقات الإجتماعيّة وأحدث فيها خللاً.

كذلك تبين ان المستوى العلمي المنخفض للوالدين يؤثر بشكل مباشر ما يجعلهم غير مهتمين بتعليم أطفالهم فيسهم هذا الإهمال بتفشي الأمية.

ينتمي هؤلاء الأطفال إلى أسر كبيرة يُكثر فيها الإنجاب مع جهل الوالدين بشكل خاص وعدم وعيهم الصعوبات التي يسببها العدد الكبير من الأطفال من حيث الرعاية والإنفاق. فغالباً ما تتهرب هذه الأسر من مسؤوليّة التنشئة الإجتماعيّة والإعالة الكاملة لأفرادها فيُدفع بهم إلى الشارع.

ان الفقر والجهل وما ينتج عنهما يُعتبران من الأسباب الرئيسية في إنتشار ظاهرة أطفال الشوارع التي تخطت كل الحدود وباتت تستوجب حملة توعية لمكافحتها وإتخاذ تدابيرٍ مناسبةٍ لمعالجتها. لقد أثبتت الدراسات ان والديّ عدد كبير من أطفال الشوارع (أو أحدهما) على قيد الحياة هم من يدفعون بفلذات أكبادهم إلى الشارع واستغلالهم للقيام بالعمل الذي يمكن ان يدر عليهم بعض المدخول.

لذلك يلجأ هؤلاء الأطفال إلى عدة أعمال منها: التسوّل، بيع السجاير أو العلكة، مسح الأحذية، مسح زجاج السيارات على تقاطع الطرق، بيع أكياس بلاستيك أو ما شابه، أو حمل المشتريات للمتبضّعين من الأسواق الخ…

اعترف هؤلاء الأطفال بأنهم لا يجرؤون على العودة إلى منازلهم إذا لم يحصلوا على الدخل المطلوب منهم خوفاً من تعرضهم للعقاب وسوء المعاملة (كالضرب وعدم السماح لهم بتناول الطعام) من قبل أولياء أمورهم. وقد ذكر كثيرون منهم انهم دائماً يأكلون في الشارع وفي بعض الأحيان ينامون فيه أيضاً.

الطفل بين المناخ العائلي السليم والمضطرب
ان العلاقة الوجدانيّة بين أفراد الأسرة تنعكس ايجاباً على النمو العقلي والعاطفي والإجتماعي للطفل وتتركز على مدى نجاحها في تكوين احكامٍ صحيحة على سلم القيَّم العقليَّة والاخلاقيَّة والاجتماعيَّة. وهذا ما تفتقر إليه عموماً عائلات أطفال الشوارع. فالمناخ المضطرب الذي تعيش فيه هو أحد الأسباب لمعظم الإنحرافات السلوكيَّة والإضطرابات النفسيَّة. فمقومات السلامة النفسيَّة غير متوافرة لديهم وهذا من شأنه ان يسبب عجزاً في أداء العائلة وظيفتها الأساسيَّة ويجعلها دافعاً للإنحراف بدل أن تكون رادعاً له. يضاف إلى ذلك عوامل أخرى كالعامل المادي التي ينتج عنه صراع بين الوالدين؛ وكثرة غياب الأب عن البيت؛ وسلوك سيء للوالدين أمام أبنائهم؛ والقدوة السيئة؛ وغياب الأم أو تخليها عن أبنائها.

أعمار أطفال الشوارع
تتراوح اعمار أطفال الشوارع بين 4 سنوات و16 سنة. وقدرت الإحصاءات:
-10% بين 4 و7 سنوات؛
-40% بين 8 و13 سنة؛
-41% بين 14 و15 سنة؛
-9% 16 سنة.

سمات أطفال الشوارع
الشغب والميل للعدوانيّة – عدم التمييز بين الخطأ والصواب – التمثيل – التشتت العاطفي – الإنفعال الشديد – الغيرة القوية – عدم التركيز – حب التملك والمساواة مع الآخرين – القوة والحركة الخفيفة.

الحالة الصحية لأطفال الشوارع
تنتشر بين أطفال الشوارع أمراض سوء التغذية نتيجة جهلهم الشروط الصحيَّة السليمة وأكلهم فضلات الطعام والتدخين. ويعانون الأمراض الجلديَّة الناتجة عن عدم التقيد بشروط النظافة ولو بالحد الأدنى ووجودهم في الشارع في أغلب الأوقات. وقد أجرى الباحثون الكشف على عينة من أطفال الشوارع فتبين ان:
-70% يعانون من أمراض صدريَّة؛
-75% يعانون من الأمراض الجلديَّة؛
-40% يعانون من الجروح والكسور؛
-40% يتعرضون للاعتداء الجنسي؛

ان حماية الطفولة هي حماية للمستقبل. فالكثير من الأطفال يعانون من الإستغلال والإنتهاك على كافة الأصعدة. فلا بد من وضع الخطط والإستراتيجيات التي من شأنها مكافحة هذه الظاهرة والحد منها والعمل والتنسيق بين الهيئات كافة التشريعيَّة والإجتماعيَّة والتعليميَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة في المجتمع لإنجاح الجهود المبذولة في حماية هؤلاء الأطفال. ومن أهمها:
-العمل على تغيير نظرة المجتمع تجاه أطفال الشوارع.
-اعتبار طفل الشارع ضحية لظروف ليس مسؤولاً عنها.
-إنشاء خط ساخن مجاني لتبليغ عن حالات أطفال الشوارع.
-عند القبض على طفل الشارع على المسؤولين معاملتهم برأفة وعدم استعمال العنف تجاههم.
-إنشاء قاعدة بيانات استناداً إلى تعريف موحد لظاهرة أطفال الشوارع.
-وضع برامج لتأهيل أطفال الشوارع ورعايتهم.
-مساهمة وسائل الإعلام المختلفة في مكافحة هذه الظاهرة عبر توعيَّة الأسر من آباء وأمهات عن خطورة دفع الأولاد إلى الشارع وما يمكن أن يسببه من إنحرافات في الشخصيَّة. فمكان الطفل الطبيعي هو بين أسرته وفي مدرسته.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com