خاص بالصور – حفل افتتاح فيلم “شتّي يا دني” مساء أمس بحضور متري وسفراء ووجوه فنية بارزة

عروضه تبدأ الخميس في صالات بيروت بعد حفلة افتتاحية مساء أمس بحضور متري وسفراء
بهيج حجيج: “شتّي يا دني” ليس فيلما عن الحرب اللبنانية
بل عن العودة الصعبة للمخطوف ومن خلالها عن المجتمع

متري: جوائز الفيلم اقرار بقيمته الكبيرة

 أقيم مساء أمس الاثنين في صالة “سينما سيتي” العرض الافتتاحي لفيلم “شتي يا دني” للمخرج اللبناني بهيج حجيج، بحضور وزير الاعلام طارق متري وعدد من السفراء، على أن تنطلق عروضه في الصالات اللبنانية يوم الخميس 24 شباط (فبراير) الجاري، بعد أن فاز خلال الأشهر المنصرمة بجوائز في مهرجاني أبو ظبي ووهران السينمائيين، وفي المهرجان الدولي السابع والثلاثين للأفلام المستقلة في بروكسيل.
ودعا متري جميع اللبنانيين الى مشاهدة الفيلم، واعتبر أن “الجوائز التي نالها الفيلم في المهرجانات السينمائية خارج لبنان، تشكل تأكيداً لأهميته الكبيرة وقيمته الأكبر”، واصفاً بهيج حجيج بأنه “مخرج لبناني عظيم”.
وقال متري “إن الفيلم ليس عن الحرب، بل عن لبنان والمرأة والحب والألم، وكل هذا المزيج الذي يعني كل عائلة لبنانية”.
أما حجيج فقال إن “الجائزة الأهم” بالنسبة اليه هي “جائزة الجمهور اللبناني”. وأضاف “أفتخر بالجوائز التي حصل عليها الفيلم، وهي كلها تشكل رصيداً مهماً له، لكن ما يعني لي أكثر من أية جائزة، هو رضى الجمهور اللبناني، فهذا الفيلم منه وله”.
وألقى حجيج كلمة مقتضبة قبل بدء العرض، أشار فيها الى “صعوبات كثيرة واجهت تنفيذه، وفي مراحل عدة كاد ان يتوقف”. وأضاف “تابعناه باعجوبة، ونتيجة تعاون كبير من الاصدقاء ومن الممثلين الذين وقفوا الى جانبي وآمنوا بهذا العمل”. وتابع “أتمنى ان يصل الفيلم الى قلوب اللبنانيين وعقولهم”.

ويتمحور الفيلم على شخصية رامز، وهو واحد من آلاف الأشخاص الذي تعرضوا للخطف خلال الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، وبعد اختفائه 20 عاماً قضاها في أحد السجون حيث تعرّض للتعذيب، عاد الى حياته الطبيعية، وهو في العقد الخامس.

لكنّ رامز العائد، مريض ومضطرب ومحطّم نفسياً ومنفصل عن الواقع. يعاني من الربو بدرجة متقدمة، ويصاب بنوبات هلع فيتخيل نفسه ملاحقاً من جلاّديه السابقين، اضافة الى أنه مهووس بجمع أكياس الورق المزخرفة الفارغة.
وتهزّ عودة رامز تهز عائلته وتحدث فيها اضطراباً، وتربك مشاريع ولديه نادية وايلي، وزوجته ماري. وذات يوم، وعن طريق المصادفة، وفيما كان رامز يتخبط في الكوابيس، يلتقي زينب التي تعيش في انتظار عودة زوجها الذي خطف في العام 1984 أيضاً. وتنشأ علاقة صداقة عميقة بين رامز وزينب. وتكتشف زوجة رامز علاقتهما، لكنها لا تغيّر سلوكها مع زوجها، وهي تحاول بدورها إنهاء علاقة مع رجل كانت تعاشره خلال فترة اختفاء زوجها.
وعلى مسار مواز لأحداث الفيلم، وضمن خط درامي مستقل عن القصّة الأصليّة، تظهر مرات عدة في الفيلم، الصحافية نايفة نجّار التي كانت تعمل في جريدة “السفير”، والتي خطف ابنها خلال الحرب، وكان في الثالثة عشرة من عمره، فبقيت تسعة أشهر تنشر مقالات ورسائل الى الخاطفين لكي يعيدوا إليها ابنها، قبل أن تفقد الأمل وتنتحر.

حجيج

وفي مقابلة وزعت ضمن الملف الصحافي للفيلم، قال حجيج إن “ثمة مسافة في الزمن وفي الموضوع وفي النوع على السواء” بين فيلمه الوثائقي “مخطوفون” و”شتّي يا دني”. وأوضح قائلاً “ثمة مسافة زمنية أولاً، لأن الأول تم تصويره في العام 1988، في حين أن فيلمي الجديد الذي صوّر في العام 2009 تدور حوادثه اليوم”. وتابع “ثمة فرق في النوع أيضاً اذ انتقلنا من الوثائقي الى الروائي”.

وأضاف “الفرق الأساسي هو اننا نتحدث عن العودة لا عن الاختفاء. شتّي يا دني يتناول العودة الصعبة للمخطوف”. وشرح: “الفيلم ليس عن مرحلة الخطف بل عن الحياة اليومية في بيروت اليوم من خلال عودة هذا الرجل المخطوف، ومن خلال طريقة تلقي محيطه عودته، وتعاطي عائلته ومجتمعه مع هذه العودة”.
وشدد حجيج على أن شتّي يا دني” ليس فيلما عن الحرب. ويقول “له علاقة طبعاً بآثار الحرب وتداعياتها، ولكن لا يتكلم عن الحرب مطلقاً. ليس فيه أي مشهد يتعلق بالحرب”.
وقال حجيج “جرح قضية المخطوفين والمفقودين ما زال مفتوحاً، ومطروح دائماً في كل النقاشات السياسية، لكنني شئت أن أعالجه من زاوية ما بعد عودة المخطوف، لا من زاوية الخطف بالذات”.
واذ أشار الى انه ركّز على الناحية الاجتماعية الانسانية، اعتبر أن “الدخول في تفاصيل سياسية معينة، يحجّم الفيلم ويقوقعه”. وأضاف “فضّلت أن يكون فيلمي منفتحاً”.
ومن خلال عودة المخطوف، “يضيء الفيلم على مواضيع أخرى، كالتفكك العائلي”، على ما قال حجيج. وتابع “بمجرد أن جاء هذا العنصر، أي عودة ربّ العائلة المخطوف، حتى دخلت العائلة في أزمة، وهذا ما يعكس الوضع الراهن المتمثل في المجتمع اللبناني الذي يعاني أزمة تفكك”. “. ومع ذلك، “تشعر ان العائلة اللبنانية، حتى لو كانت مهتزة ومفككة قليلاً، تبقى عائلة متماسكة، وهذا ما حاولت اظهاره”، على قول حجيج.

وأضاف “بيروت حاضرة في الفيلم، بتبدلاتها وتحولاتها. المدينة تغيرت كثيراً على رامز خلال عشرين عاماً”.
وبحسب حجيج، “يعكس الفيلم أيضاً نمط تفكير الشباب اللبنانيين وسلوكهم، ويظهر التناقض بينهم وبين ذويهم”.
وقال حجيج “ثمة حضور مهم جدا لنايفة نجار. هيه تظهر في مقاطع في الفيلم لا علاقة لها بالقصة في ذاتها، ولكنها تشكل ضمير الفيلم. هي المشكلة الاصلية. أكثر من مرة خلال الفيلم اعود اليها لاعود بالفيلم الى أساس المشكلة. هذه الام التي حملت بابنها تسعة اشهر قررت ان تقتل نفسها بعد تسعة اشهر من اختفائه”.
وشدد حجيج على أن “الفيلم هو تحية للمرأة، من خلال نايفة نجار. وكذلك ثمة تحية للمرأة من خلال زينب المخلصة لذكرى زوجها المخطوف، ومن خلال ماري، زوجة رامز، التي تولت مسؤولية بيتها واولادها من دون زوجها وهي تحاول بعد عودة زوجها وأب أولادها، اعادة تركيب العائلة”.

وعن الممثلين، قال حجيج “حسان مراد كان مختفيا لمدة عن الساحة الفنية، بسبب ظروف عمله. ولكن، بحكم متابعتي لاعماله المسرحية والتلفزيونية القليلة، وجدت فيه ممثلا يمكن ان يؤدي الدور، وشعرت ان لديه التقنية، ولديه تعبير انساني في وجهه، وهو اشتغل كثيرا على الدور، وكان اداؤه إياه صادقاً جداً”.

وروى حجيج:: “عندما كنت أكتب السيناريو، كانت ماثلة أمامي صديقتي جوليا قصار التي اعتبر انها من الممثلات الكبيرات في لبنان، وفي الوقت نفسه كانت صورة كارمن لبّس أمامي لاداء دور زينب، المرأة التي تنتظر زوجاً مخطوفاً لم يعد “.

ولاحظ أن “جوليا وكارمن لم تلتقيا بعد في اي فيلم او في اي عمل مسرحي، وأمر جميل ومهم ان اجمع الممثلتين، وهما في الواقع لا تلتقيان الا في مشهد واحد، وهو مشهد مؤثر”.

ورأى حجيج أن “كلاً من الممثلتين عندها حساسيتها الخاصة بالنسبة الى التمثيل ومختلفة عن الأخرى، وهما ممثلتان قديرتان جدا ولكل منهما خط مختلف ومقاربة مختلفة للدور وهذا أمر يثري الفيلم والشخصية”.

وشكر حجيج الممثلة برناديت حديب لادائها دور نايفة نجار. وقال “انها ممثلة كبيرة قبلت بأن تؤدي دورا صغيراً، ولكن الممثل المهم لا يقيس الدور بالمتر، كما يقال، بل بقوته ودرجة تعبيره، وبرناديت في هذا الدورالذي لا يتعدى خمس دقائق في الفيلم، كان حضورها قوياً جدا. صحيح ان المشاهد التي تظهر فيها، هي بالاسود والابيض، لكنها في الواقع لونت الفيلم”.
أما عن ايلي متري الذي يتولى دور ابن رامز وماري، وديامان أبو عبود التي تؤدي دور ابنتهما، فقال حجيج إنهما “من افضل الممثلين الشباب والطالعين، وهما من طلابي السابقين المميزين”. وأضاف “لقد كان حضورهما في الفيلم مميزاً، وأديا دوريهما بكثير من الصدق”.
ويستند “شتي يا دني”، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني لحجيج بعد “زنّار النار” (2004)، الى نص مسرحيّة قصيرة بعنوان “إنّها تمطر أكياساً” كتبها سام بردويل وإيمان حميدان. وقال حجيج ان العمل على الفيلم استغرق أربع سنوات، وبلغت كلفته نحو 500 ألف دولار، مشيراً الى أنه أنتج بفضل أموال خاصة وبدعم منظمة الفرنكوفونية ومن صندق “سند” الذي أسسه مهرجان ابو ظبي السينمائي.

جوائز
وكان “شتّي يا دني” فاز في 22 تشرين الأول (أكتوبر) بجائزة “اللؤلؤة السوداء” لأفضل فيلم روائي طويل من العالم العربي، في الدورة الرابعة من مهرجان ابو ظبي السينمائي.
وشارك “شتّي يا دني”، بعد أبو ظبي، في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي السنوي الثاني الذي نظمته مؤسسة الدوحة للأفلام بين 26 و30 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وعرض ضمن محور “البانوراما العالمية”، من خارج المسابقة.
بعد ذلك، حقق “شتّي يا دني” إنجازاً جديداً، اذ فاز بطله حسّان مراد بجائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي السابع والثلاثين للأفلام المستقلة في بروكسيل.
ثم نال المخرج بهيج حجيج جائزة أفضل إخراج في مهرجان وهران الدولي الرابع للفيلم العربي، محققاً بذلك التتويج الثالث لـ “شتّي يا دني”.
 
 

  

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com