خاص- “بالصدفة” فيلم لبناني واقعي كارول سماحة: اكتملت مسيرتي وبديع ابوشقرا: هذا ما تعلّمته من الفيلم

670

قبل طرحه في صالات السينما اللبنانية، احتفل فريق عمل فيلم “بالصدفة” بالعرض الأول، في إحدى دور السينما في العاصمة اللبنانية بيروت.

الى جانب مخرج العمل باسم كريستو والكاتبة كلوديا مارشليان وأبطال الفيلم كارول سماحة، بديع أبوشقرا وباميلا الكيك وغيرهم، حضر الافتتاح نخبة من النجوم اللبنانيين والعرب، الذين جاؤوا لمشاركة زملائهم هذه الفرحة، بالاضافة الى أهل الصحافة والاعلام.

أبرز الحاضرين كانت الممثلة المصرية الهام شاهين، التي قالت في حديث لموقعنا انها سعيدة بوجودها مع صديقتيها المقربتين الفنانة كارول سماحة والكاتبة كلوديا مارشليان في افتتاح الفيلم، لمشاركتهما هذه الفرحة، متمنية أن يحصد العمل نجاحًا نظرًا للقضايا المهمة التي يطرحها.

موقع “بصراحة” التقى مخرج العمل باسم كريستو، الذي يخوض تجربته الأولى في الاخراج السينمائي، حيث أشار الى أن الفكرة كانت موجودة منذ زمن، لكن ما شجّعه لخوض هذه التجربة في هذا التوقيت هي العوامل المتكاملة الموجودة في الفيلم، سواء كان النص المميز للكاتبة كلوديا مرشليان، أو الممثلين المبدعين مثل كارول سماحة وبديع ابوشقرا وباميلا الكيك وغيرهم، أو حتى الموسيقى التصويرية والعمل الرائع الذي قدّمه ميشال فاضل، وغيرها من العوامل التي تكاتفت مع بعضها لتقديم عمل مميّز ورسالة مهمّة للمجتمع اللبناني وحتى العربي.

من جهتها، أكدت الكاتبة كلوديا مارشليان كلام كريستو، لافتة في حديثها الى ان الفكرة موجودة منذ زمن لكنها وكريستو كانا ينتظران الوقت المناسب لطرحها، حيث تم العمل عليها لفترة طويلة من الزمن، والتحضير لها بجدية ليكون العمل مميّزاً وينال اعجاب الجمهور.

اما عن القصة المطروحة في الفيلم، فقد أشارت مارشليان الى انها كتبت نصّا يظهر للناس وخصوصا الشعب اللبناني أننا نعيش في هذا البلد “بالصدفة”، حيث سلطت الأضواء على قضايا محقة وحالات موجودة في المجتمع ونواجهها يومياً، متمنية أن تصل الرسالة المرجوة من هذا العمل بطريقة صحيحة.

بطلة العمل النجمة كارول سماحة، والتي تخوض تجربتها السينمائية الاولى بعد أن اختبرت التمثيل في الدراما، عبّرت لـ”بصراحة” عن سعادتها بالعمل  مع أسماء مهمّة ولها تاريخها في مجال الفن والكتابة والاخراج، مشيرة الى ان الجمهور سيشاهد في هذا الفيلم شخصيات واقعية حقيقية، موجودة في المجتمع اللبناني وحتى العربي بشكل عام، ضمن قصّة محبوكة بحنكة، متمنية أن تصل الى الناس بالطريقة الصحيحة ويحصد الفيلم نجاحًا كبيرًا.

الى ذلك، اعتبرت سماحة أن مسيرتها الفنية قد اكتملت مع هذه التجربة السينمائية، حيث خاضت في السابق تجربة المسرح الغنائي والتمثيل الدرامي والمسلسلات، بالاضافة الى الحفلات الاستعراضية، وها هي تكمل هذه المسيرة بعمل سينمائي مميّز.

وبما أن اسم الفيلم “بالصدفة” والأغنية الخاصة به والتي قدّمتها كارول من كلمات وألحان مروان خوري، جاءت تحت عنوان “بتآمن بالصدفة”، كان لابد لنا أن نسأل كارول السؤال عنها، فأجابت: “أؤمن بالصدفة ولكنها ليست كل شيء في حياتنا، فبعض الناس تعرف كيف تستغل الصدف لمصلحتها، في حين يخفق آخرون في هذا الأمر وتنقلب الأمور ضدهم”.

الممثل المميّز بديع أبوشقرا أشار في حديثه الى أن الشخصية التي يجسّدها في هذا الفيلم تقول للانسان إن حادث بسيط قادر على أن يقلب حياته رأسًا على عقب ويغيّر الطريقة التي ينظر بها الى الحياة، حيث يتعلّم أن حتى أبسط الأمور والتفاصيل الصغيرة قادرة على أن تحدث تغييرًا ما.

أما عن مشاركته البطولة الى جانب النجمة كارول سماحة، قال ابوشقرا: “خلص بدنا نردها عالتمثيل”.

أما الممثلة باميلا الكيك، والتي عوّدت جمهورها على تقديم شخصيات جديدة وقوية في كل مرة تخوض فيها عمل جديد، جسّدت في الفيلم دور شابة مصابة بمرض التوحّد. الطريقة التي لعبت فيها باميلا هذا الدور، تُرفع لها القبعات، حيث جسّدت الحالة بحذافيرها، مع لغة الجسد وحركات الوجه واليدين، وطريقة المشي والتكلّم، وكافة التفاصيل التي يتمتّع بها المصاب بهذه الحالة، حتى أقنعت المشاهد بأن ما تقدّمه واقعا وليس تمثيلا.

باميلا أشارت في حديثها لـ”بصراحة” الى أنها قامت، وعلى مدى 4 سنوات، بزيارات عديدة لمراكز متخصصة بحالة التوحّد، حيث جلست مع المصابين بهذه الحالة، وتعلّمت منهم الكثير بهدف تقديم شخصية حقيقية بتفاصيلها الصحيحة.

الى ذلك، لم تنكر الكيك الصعوبات التي واجهتها خلال هذه التجربة، لكنها شددت على أن من لديه الارادة والطموح يفعل المستحيل للوصول الى هدفه، نافية بالمقابل تأثرها بالدور الى حد ان يبقى معها حتى بعد التصوير، حيث لفتت الى انها قادرة على الفصل بين التمثيل والحياة الواقعية.

وفي الختام، اشارت باميلا الى انها تقدّم من خلال هذا الدور رسالة مهمّة وهي ضرورة وجود التوعية في المجتمعات حول هكذا حالات، لأننا محاطون بها من كافة الجوانب، ومن الضروري الاضاءة عليها أمام الرأي العام، وهذه رسالة الفن بشكل عام.

إذا، المسلسل واقعي بامتياز، عرضت فيه الكاتبة كلوديا مارشليان مجموعة قضايا وحالات موجودة في المجتمع اللبناني ويواجهها كل فرد منا بشكل شبه يومي، مثل الاغتصاب، التوحد، الحب، الخيانة، الزواج المدني، السرقة، التجسس، المباني القديمة والمهددة بالانهيار ووعود الدولة الكاذبة، العقم، الانتحار، حال الاعلام اللبناني غير المهني وغيرها العديد، ضمن قصة مميزة واخراج رائع واداء بارع للممثلين.

وبحسب ما أشار كل من المخرج باسم كريستو والكاتبة كلوديا مارشليان، فإن فكرة الفيلم ليست بجديدة وهي موجودة منذ العام 2013 لكنهما أخذا كل وقتهما من أجل بلورتها بالطريقة الصحيحة ليتم تقديم عملاً حقيقيًا وواقعيًا للمشاهد.

هذه الجهود تُرجمت حرفيا بالنص المكتوب، حيث حرصت مارشليان على انتقاء الكلمات والعبارات المناسبة مع كل شخصية ومتلائمة مع الظروف المحيطة بها، اذ يلفظ من يعيش في حي فقير وشعبي عبارات وكلمات مختلفة عن تلك التي يستعملها المنتمون الى طبقات اجتماعية غنية وأصحاب الشركات والمؤسسات الضخمة، حتى بطريقة التعامل مع الآخر، أكان من ناحية الهمجية او الرقي في الحديث.

أما بالنسبة للصورة، فقد ظهرت عين المخرج الصائبة، التي جمعت بين الاحترافية والبساطة في آن، اذ لم يلجأ كريستو الى المبالغة في إظهار الأمور، إنما كانت الصورة حقيقية وواقعية، في ما يتعلق بالمباني والأحياء التي تعكس واقع الناس الذين يعيشون فيها، أو البيوت الضخمة والمؤسسات والسيارات التي يستقلّها من ينتمون الى بيئة غنيّة.

الى ذلك، كان الممثلون واقعيون وحقيقيون، فكارول سماحة التي تجسد شخصية فرح، أرملة ومن عائلة فقيرة، ظهرت بملابس عادية متواضعة تشبه البيئة التي تنتمي لها، كما كانت في كل مشاهد الفيلم بدون مكياج وبتصفيفة شعر عادية جدا، تشبه من يعيش في مثل تلك البيئة.

الامر عينه ينطبق على باميلا الكيك، التي جسّدت دور فتاة مصابة بمرض التوحد، فكانت الى جانب الابداع بأداء الدور، واقعية في اطلالتها من ناحية الملابس او طريقة تسريحة الشعر، ليشعر المشاهد أن العمل حقيقيًا بامتياز بكافة تفاصيله.

في المقابل، الممثل بديع بوشقرا والذي يجسد دور مهندس كمبيوتر، كان وضعه مختلفًا، حيث ارتدى طقمًا في معظم مشاهد الفيلم، واستقل سيارات ضخمة باهظة الثمن تدل على الترف الذي يعيش فيه، كما أن المنزل الذي يقطنه ضخمًا جدًا.

نذكر ان الفيلم يروي قصّة ريشار (بديع أبو شقرا) الذي يتعرّض لعمليّة نهبٍ لحقيبة كومبيوتر تحتوي على أسرارٍ كثيرة مكدّسة في هارد ديسك كونه يعمل في مجال الحماية والمراقبة. أثناء ملاحقته للسارق المراهق يصل ريشار إلى حيّ فقير يضطر للمكوث فيه بغية استرجاع الحقيبة بنفسه إذ أنه من المستحيل ابلاغ الشرطة لحساسية محتوياتها وإذا به يلتقي بالصدفة بسكان هذا الحي فيتعرّف على شخصياته المختلفة وظروف حياتهم القاسية مكتشِفاً عالماً جديداً لم يكن يدري بوجوده أصلاً فيرى تفاصيله ولكن هذه المرة بالعين المجردة و ليس عبر كاميراته التي اعتاد أن يختبئ ورائها . يجد ريشار نفسه منجذباً بشكلٍ غريبٍ تجاه “فرح” السيدة التي إقتحم دارها عنوةً (كارول سماحة) باحثاً عن السارق الذي رآه يدخل بيتها؛ إمرأة عادية وإستثنائية بنفس الوقت تناضل للعيش بكرامة في مجتمعٍ قاسٍ وغير عادل.
الفيلم بطولة كارول سماحة، بديع أبو شقرا، باميلا الكيك بالإشتراك مع الممثل منير معاصري ومجموعة من الممثلين المخضرمين والوجوه الجديدة نذكر منهم كلّ من سامي حمدان، كريتا عون، نتالي فريحة، سليمة طعمة، لمى لوند، سنا نصر، سامي كوجان، دوري مكرزل، جيهان الخماس، وليم الرموز، جوزيف عاد ومنال فرح. أما الموسيقى التصويرية فهي من توقيع المؤلف الموسيقي ميشال فاضل .

وكانت قد أطلقت شركة Day Two Pictures  الأغنية الخاصة للفيلم بعنوان “بتآمن بالصدفة” من كلمات وألحان الفنان مروان خوري.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com