حصري -المقابلة الاولى مع محمود شكري وعائلته بعد الحادث المروّع الذي اودى بحياة رامي شمالي، ووالدة رامي ترّد

محمود شكري ووالداه يؤمنون بعدل الارض ووالدة رامي شمالي تؤمن بعدل السماء

المقابلة الاولى مع محمود شكري وعائلته بعد الحادث المروّع الذي اودى بحياة رامي شمالي، ووالدة رامي ترّد !

زيارة الى منزل محمود شكري طالب ستاراكاديمي سابقاً ، جمعتنا به وبوالديه احمد شكري وبوالدته سناء شكري ، ولم يكن الحديث معهم عادياً بل كان على قدر كبير من المسؤولية نظراً لحساسية ودقّة الوضع النفسي للعائلة ولهول الكارثة التي حلّت على عائلتي محمود شكري ورامي شمالي الذي قضى من جراء حادث مروع على” كبري ست اكتوبر” خلال زيارته الاولى الى مصر للقاء صديقه محمود الذي أصيب بجروح وكسور في الحادث نفسه.

لم تنته فصول هذه القضية بعد ، ونحن الذين اعتقدنا ان الوقت كفيل بتهدئة النفوس وبالتسليم لمشيئة الله والقدر ، تفاجأنا بأن فصول القضية لا تزال في بدايتها وان الموضوع لن ينتهي بهذه السهولة طالما ان القضية لا تزال مبهة وغير واضحة المعالم .

وبين الاتهامات المتبادلة بين العائلتين وبين الحرب المتأججة بين جمهور الشابين ، كان لا بدّ من الوقوف مجدداً عند رأي اصحاب العلاقة وعند تفاصيل العلاقة المتشنجة بينهم علنا نفتح باباً جديداً للفرج وليس للخلاف ، لانه اذا ما التقوا وتعاتبوا وغضبوا فسيبقى هذا الملف قنبلة موقوتة عرضة للانفجار في أي وقت كان…

بداية مع الزيارة الى منزل محمود شكري ، فقد حكينا وحكينا مطولاً في أمور الحياة ومن ثم جرتنا الأحاديث لتأخذنا لموضوع المصاب الكبير الذي وقع بهم قبل عدة أشهر وأعني طبعاً الحادث الأليم الذي أودى بحياة رامي الشمالي .

أخبرتني السيدة سناء والدة محمو شكري كم ساءتها مصيبتها وكم ساءها موت رامي الذي قالت عنه هذا ولدنا الرابع.. قالت بأن رامي كان الصديق الوحيد لابنها الذي أطلق عليه السيد أحمد شكري والد محمود شكري لقب ابني الرابع بجانب أبنائهم محمد ومحمود وشيرين..

ثم تماسكت وتغلبت بعقلها الكبير على عواطفها وحكت عن الصدمة التي عاشتها هي وكل عائلتها .. حيث أنها وحسبما تذكرت والدموع تلمع في عينيها كانت قد وصلت إلى الإسكندرية مع زوجها وعدد من أفراد عائلتها بعدما تركت محمود و المرحوم رامي ليلحقا بهم في اليوم التالي.. إلا أنهم ما لبثوا أن وصلوا إلى الإسكندرية حتى جاءهم الخبر الصاعق فعادوا مسرعين لثقل الخبر ليجدوا محمود في مستشفى ورامي في مستشفى آخر ولم يكونوا قد عرفوا بالأسباب بعد إلا أنهم طبعاً بقوا مع محمود الذي كان مكسواً بالدماء وفي حالة يُرثى لها وبحاجة إلى عملية جراحية وتقطيب وعلاج مكثف وسريع فيما ذهب ابنهم محمد خلف رامي إلى المستشفى الآخر.. وتعتقد السيدة سناء ان السبب في نقل رامي لمستشفى آخر هو أن هذه الآخيرة تستقبل وفيات الحوادث وذلك تماماً ما يحصل في كل البلدان العربية..

قالت السيدة سناء بأنها هي ووالد محمود وبعد عدة ساعات تفاجؤوا بابنهم محمد يبلغهم بالخبر الذي أخفاه عنهم كل هذا الوقت انتظاراً منه لأن يستوعبا صدمتهما بعد رؤية محمود في هذا الشكل وانشغالهم بعمل الإسعافات اللازمة له ونقله لمستشفى متخصص وبشكل طارئ مما اضطره سابقاً ليبلغهم طوال الوقت من المستشفى الآخر الموجود فيه رامي بأنه بخير فيما كانت المستشفى في الواقع تقوم بالإجراءات القانونية التي تخص وفيات الحوادث وخصوصاً وأن رامي ليس مصري الجنسية ولم يكن يوجد أحد من أفراد عائلته مما يتطلب طبعاً إجراءات من نوع مختلف..

اما السيد أحمد شكري والد محمود حكى لنا عن مدى تأثره بالحادث والخبر ووصف لنا كم كان يحب المرحوم رامي وكيف أنه وللمرة الأولى يطلق على أي من أصحاب أبنائه لقب ابني الرابع.. كما وصف المرحوم رامي بالشاب المحترم الراقي ذو الأخلاق العالية..

عن الحزم مع الإعلام وتجنب التعامل أو الرد مع أي من أنواع الإساءة المقصودة أو حتى غير المقصودة ، وعن التعقل مع الصحافة والأخبار التي تُنشر هنا وهناك، قال احمد شكري بأن هذا التصرف هو رد الفعل الطبيعي لعائلة ما زالت تعاني و إلى اليوم من مصاب حل بها فأودى بحياة صديق إبنهم فيما ترك ابنهم إلى الآن تحت رحمة العلاج الطبي والطبيعي وهو غير قادر على رفع يده اليمنى ليس فقط للسلام و إنما حتى للأكل والتصرف بحرية..

إلا أن السيد أحمد شكري أكد لنا بأن إيمانه بالقضاء والقدر الذي كتب نهاية حياة رامي في ذاك اليوم ودخول محمود المستشفيات كل هذا الوقت هو ما أعطاه وعائلته كل هذه القوة وهذا التماسك أمام كل ما حصل وكل ما قيل وقال بعد وقوع الحادث الأليم.. فقط إيمانهم بالقضاء والقدر والله سبحانه وتعالى..

عند سؤاله عن حالة أم رامي الشمالي النفسية الآن وعن كل ما يُكتب عن لسانها ومدى اقتناعهم بصحته ، قال بأنه يقدر مصابها ويعرف مدى تأثرها بفقدان رامي الشاب المؤدب الرائع إلا أنه لا يعرف عنها أي شيء.. وأوضح أن هذا البعد بين العائلتين هي من وضعته وهي من فرضته وذلك بعدم ردها على اتصالاتهم وبدون أن يعرفوا الأسباب..

عن تفصيل ملابسات مكالماته الثلاثة مع والدة رامي الشمالي، قال شكري بأن مكالمته الأولى معها كانت عندما علم بوفاة رامي فتصرف طبعاً كأي شخص مسؤول وناضج وعاقل وبحث عن أي شخص يستطيع الاتصال به ليصل لرقمها ويبلغها بالأمر.. فوجد رقم شخص اسمه جاك فاتصل به وعرّفه بنفسه وقال له بأنه يريد رقم والدة رامي للضرورة ولم يوضح له الأسباب.. فأعطاه جاك رقم شخص يُدعى “ريان” علمنا لاحقاً انه صديق رامي في الاكاديمية ، وقال له بأنه لا يعرف رقم والدة رامي فاتصل السيد أحمد شكري بريان وحكى له القصة و أبلغه بالخبر الصاعق وطلب منه أن يخبر والدة رامي بالطريقة الأسرع والأنسب لأنه موضوع مهم يجب أن تعلم به وكان قد مر وقتها عدة ساعات على وفاة رامي..

ثم تابع السيد أحمد شكري والد محمود وهو في قمة التأثر بأنه وبعد حوالي الأربع ساعات عاد ريان واتصل به و أخبره بأنه لم يستطع بعد إخبار والدة رامي بالأمر وترك له مهمة اخبارها وأعطاه رقمها و أغلق الخط.. سكت السيد أحمد شكري قليلاً وقال بأنه تفاجأ بمرور هذا الوقت كله وشعر بمسؤولية كبيرة تجاه هذه السيدة التي آن لها أن تعرف فاتصل بها وكله توتر ولم يعرف من أين يبدأ وحاول أن يمهد لها الموضوع فعرفها بنفسه وهي بدورها رحبت به جداً إلا أنه لم يعجبه إيقاع المكالمة ولم يعجبه أن يضيع الوقت في الترحاب فيما أنه مازال هناك أمر جلل ينتظر أن تعلم به فأخبرها مباشرةً بأن محمود ورامي تعرضا لحادث كبير جداً.. ومن ثم حاول أن يمهد لها أكثر فأخبرها بأن محمود في حالة خطرة جداً.. وبعدها سكت قليلاً وأخبرها بوفاة رامي..

وتابع أحمد شكري، كأي أم تفاجأت وصرخت وانهارت وانقطع الخط..
أما المكالمة الثانية التي حصلت بينه وبين والدة رامي فقد كانت من ألمانيا أثناء تواجد محمود للعلاج هناك.. اتصل بها ليعزيها ويطمئن عليها.. فيما كانت المكالمة الثالثة بعد علم محمود بالأمر واتصاله بها ليعزيها ويسلم عليها .. وهنا حكى لنا السيد أحمد قصة هذه المكالمة التي كانت تُعتبر المكالمة الأولى بين محمود ووالدة رامي منذ حدوث الأمر..

يقول السيد أحمد أن هذه المكالمة بالذات تمت بعد عدة محاولات قام بها محمود للاتصال بوالدة رامي دون جدوى حيث أنها كانت لا ترد عليه أبداً.. إلا أن السيد أحمد استطاع وبطريقته أن يصل إليها ويجعل ابنه يكلمها.. ولكنه لم يعجبه ما حدث في المكالمة حيث وجد ابنه يبكي ويدافع عن نفسه أمامها وهي تقول له سيأتي يوم وتعترف بالحقيقة وتقول أن رامي ليس من كان يقود السيارة يا محمود .. بينما محمود كان يحلف لها ويبكي بتأثر لأنها تشكك في صدقه فتدخل السيد أحمد وأخذ منه التليفون وكلمها وللمرة الثالثة وسلم عليها وعزاها و أغلق الخط..

ولدى سؤاله عما إذا كان يُصدق كل ما يكتب عن لسان والدة رامي وعن وجود أوراق بحوزتها تثبت حقائق لم تفصح عنها السلطات المصرية ، قال احمد شكري انه وزوجته يجهلان أصلاً أي شيء عنها وعما إذا كانت غاضبة أم لا أو ان كانت هي التي تتحدث بالفعل في الصحافة،وأوضح لي والد محمود بحزم أنه لا يهمه سوى نتائج التحقيقات الرسمية والثابتة بأوراق قانونية من الجهات المختصة وأي ورق آخر لدى أي أحد فليخرجه ويتقدم به للسلطات وليس هناك أي سبب ليتأخر في ذلك..

واضاف بأن رامي عندما جاء الى بيتهم ونام عندهم كان هذا الأمر بعلمها وبإذنها وهي إن كانت تشك في أن محمود شخص كاذب وغير جيد فلماذا وافقت على ان يسافر رامي الى مصر ويأتي لبيت هذا الصديق من البداية.. وأكد على أنها تعلم جيداً أن محمود إنسان جيد وعائلته عائلة محترمة وابنها أيضاً من عائلة محترمة ويجب أن تفهم هي والجميع أن ما حصل قضاء الله وقدره ولا اعتراض على حكم الله وهناك جهات مسؤولة حققت في الحادث وشهود عيان وتحاليل دم أثبتت جميعها بأن الشابين كانا وحدهما في السيارة ورامي هو من كان يقودها على “كبري ست أكتوبر” كما أثبتت التحقيقات والتحاليل بأنهما لم يكونا في حالة سكر أبداً و إنما هو قضاء الله وقدره الذي كتب لهذا الحادث أن يحصل وكتب أن يكون هذا اليوم هو آخر أيام رامي كما كان آخر أيام الأشخاص الآخرين الذين كانوا في السيارة الأخرى والذين ماتوا جميعاً و آمن أهلهم بأنه قضاء الله وقدره ولم يشككوا لا في أي من التحقيقات ولا في أخلاق الشابين..

واكّد لي السيد أحمد شكري ان محمود يعاني من وضع نفسي سيء بسبب كل ما حصل في الحادث وفقدانه صديقه رامي وبسبب معاناته الجسدية بتأثيرات الحادث التي مازال إلى الآن يعاني منها حيث أنه يخضع للعلاج الطبيعي والطبي يومياً وليس قادراً إلى الآن على تحريك يده اليمنى بشكل متكامل حتى أنه لا يستطيع رفعها أو الأكل بواسطتها..

والدا محمود عبرا عن استيائهما من قسوة البعض مع محمود واستغربا كيف للناس أن تستنكر خروجه للسهر مع أصدقائه فهما من أمرا محمود للخروج مع أصدقائه بعدما خاف عليه من عزلته وابتعاده عن الناس وقلقه من أن يعيش حالة اكتئاب ستؤخر من تأثير العلاج إيجابياً عليه..

وأردف ابو محمود قائلاً : ” ما المطلوب من ابني القيام به؟ هل المطلوب أن يحبس نفسه ويعيش بعزلة عن العالم؟؟ أنا أريده أن يخرج من البيت ويسهر مع أصحابه ليبدأ في الشفاء نفسياً ويبدأ في نسيان ما حصل له طوال هذه الأشهر..”

مفاجأة لقائنا مع عائلة محمود شكري هو أنهم أخبرونا أنه حضر أغنية لروح صديقه المرحوم رامي الشمالي إلا أنه لن يستطيع غناءها الآن أو حتى قريباً وذلك خوفاً من تراجع حالته أو تأثر نفسيته سلباً بالأغنية..

اما محمود وأثناء زيارتنا فكان يخضع لجلسة علاج طبيعي مع معالجه المختص ولكن بعدها استطعنا التحدث معه الا انه كان في مزاج سيء جداً وفي حالة نفسية متدنية بسبب صور نُشرت له في الانترنت أبلغه بوجودها بعض من أصدقاءه فدخل وشاهدها وشاهد المواضيع المكتوبة عنه وعن رامي والتعليقات التي وصفها قاسية على صوره وحكى لنا عن مدى تأثره بهذه الأخبار التي قال عنها بأنها جاحفة وغير مبنية على الواقع وبكى من شدة تأثره بما وصفه ظلم الإعلام له وعدم إنصافه وإلى الآن في أي مقال منذ وقوع الحادث..

كما بكى كثيراً على صديقه رامي الذي قال عنه بأنه أفضل ما خرج به من الأكاديمية واعتبر أن كل هذا الأخذ والرد حول ما مر به مع صديقه الراحل رامي حرام في حق رامي أولاً الذي غادر هذه الدنيا بدون أن يؤذي أحداً ولو حتى لمرة وطلب من الجميع أن يكونوا عادلين و أن يضعوا أنفسهم مكانه ومكان عائلته التي عانت معه كثيراً من جراء ما حدث بدون أي ذنب..
طبيب محمود أكد بأن حالته في تراجع واستجابته للعلاج بطيئة بسبب حالته النفسية المتدنية جداً والتي توقع وتمنى لها أن تتحسن بمجرد أن يبدأ في الخروج مع أصدقائه ومحاولة معاودة حياته الطبيعية..

ولاننا نؤمن بحقّ الطرف الآخر في ابداء الرأي والتعليق على ما صرّح به والدا محمود شكري، كان ل “بصراحة” حديث مع والدة الراحل رامي شمالي السيدة كوليت الشمالي للاستيضاح حول حقيقة ما صرّح به محمود شكري ووالديه .
بصراحة – السلطات المصرية وتحديداً الشرطة أكّدت ان رامي هو من كان يقود سيارة محمود شكري ووالدا شكري متقاجئان من موقفك حول هذا الموضوع، لماذا تستبعدين هذا الاحتمال؟

“لأن رامي ما بسوق”

بصراحة – ربما اراد ان يجّرب القيادة في مصر؟

“قولك؟”

بصراحة – انا جادة في سؤالي…
“معقول حدن اول مرة بيضهر من بيتو ، اول مرة بسافر ع بلد صرلو فيها بس 10 ساعات وبالليل طلع عبالو يسوق ؟ وهوي هون بلبنان بيترجّوا ،خالو واصحابو ياخد السيارة لما يكون رايح ع بلونة بقلن “انا ما بسوق قوموا وصلوني”
رايح ع مصر يسوق ابني؟؟

بصراحة-هل كان مع رامي ومحمود شخص ثالث؟

اكيد. كان معهم مصطفى صديق محمود شكري ، الا ان مصطفى قاد سيارة محمود و اوصل نفسه الى منزله لانه يخاف من قيادة محمود شكري المتهورة . وهذا ما حصل مع أسماء صديقة رامي في الاكاديمية التي وصلت الى القاهرة قبل اسبوع من وصول رامي ، وقد قاد مصطفى سيارة محمود من المطار الى منزله من ثم قاد محمود السيارة بنفسه واوصل أسماء الى الفندق . حينها قالت له انها المرة الاخيرة التي تركب فيها معه في السيارة لانها لا تريد ان تموت في مصر…هذا حرفياً ما حصل!!

بصراحة – محمود شكري بصدد التحضير لأغنية خاصة لروح رامي الا انه ينتظر ان يتحسن وضعه النفسي حتى يغنيها…

“انا بدي طربق السما عالارض اذا بيلفظ اسم ابني “

بصراحة -وضع محمود شكري النفسي سيء وصرّح انه حزين جداً لما حصل لرامي الذي يعتبره اخ وصديق ومنزعج من اتهامات الناس له بأذّية رامي ؟

“هوي قتل صاحبو كمان مش بس أذاه واذا نفسيتو تعبانة انا بعرف ليش نفسيتو تعبانة ، انا قلتلو انت انسان بلا ضمير، هوي بيصحى ضميرو من وقت للثاني ، هيدي صحوة الضمير عندك ويلي عم تظلم من خلالها ابني هي يلي مخلاية نفسيتك هيك”

بصراحة – تقول والدة محمود شكري السيدة سناء ان محمود نقل الى مستشفى ورامي الى مستشفى آخر حيث ينقل المتوفين …

(تقاطعني) رامي لم يمت على الفور ، لماذا سينقل محمود ورامي الى مستشفيين مختلفين؟ فلتفسر لي والدة محمود شكري لماذا نقل رامي ومحمود الى مستشفيين مختلفين ؟ وكيف تأكّدت ان رامي فارق الحياة على الفور سيما وان رامي كان لا يزال على قيد الحياة والاسعاف الذي نقلهما لا يحق له الاتصال بأحد وليس هذا من اختصاصه، ولتشرح لي من ابلغها بالحادث لتعود على الفور من الاسكندرية ؟ اكتفي بهذا الآن…

بصراحة -اذا ثبت في جميع التحقيقات الرسمية ان رامي هو من كان يقود السيارة فما ستكون ردّة فعلك؟

من سيؤكّد على ذلك؟ من الشهود على ذلك؟ محمود ووالديه؟ هؤلاء نكرة

بصراحة– والد محمود شكري صرّح بانه اتصل بك عدّة مرات للاطمئان على حالك وان محمود اتّصل بك منذ حوالي الاسبوعين لتقديم واجب العزاء…

“والد محمود يلي بلا ضمير ابلغني بوفاة ابني بعد 13 ساعة على وفاته وقال لي مباشرة انه هو من كان يقود السيارة. “

بصراحة– ولكن والد محمود يقول بانه اتصل بريان وطلب منه ان يعلمك بالامر….

“مش مشكلتي ريان ، ريان صديق ابني بستاراكاديمي ومش هوي يلي لازم يبلّغني ومش شغلتو يبلغني!! واصلا ما قاله ليس صحيحاً فهو اتصل بريان بعد اربع ساعات على وقوع الحادث واخبره ان محمود تعرض لحادث مروع وطلب منه ان يدعي له وطلب منه ان يتصل بي ويخبرني بوفاة رامي فرفض ريان واعطاه رقمي ليتّصل بي فاتصل بعد 13 ساعة على وقوع الحادث”

بصراحة – يقول احمد شكري انه اتصل بك من المانيا حيث كان يتعالج محمود للاطمئنان عن حالك …

كذّاب!! كلّو كذب!!!

بصراحة – هل صحيح ان محمود اتصّل بك لتقديم واجب العزاء؟

من اسبوعين فقط.  اتّصل بي ريان ليخبرني ان والد محمود شكري اتصل به وطلب منه رقمي ليتصل بي محمود ويعزّيني . وكيف لا يملك رقم هاتفي؟؟ اليس والده من اتصل بي وابلغني الخبر السعيد؟؟ والآن فقط تذكّر ان يعزّيني بعد مرور اربعة أشهر على الحادثة؟؟

بصراحة – ماذا قال لك محمود؟

بداية اتّصل والده وقال حرفياً ” معك احمد شكري البقية في حياتك وربنا يصبّرك ، محمود عايز يكلمك “
سالني محمود عن حالي فاجبته انني بافضل حال، ماذا كان يتوّقع ان اقول له مثلاً؟ وعندما قال لي “دا أخويا رامي ” سالته ان كان يتذّكر بعد ان لديه صديق يدعى رامي؟ حينها أجاب ” واللهي دا زي اخويا وربنا يعلم ! وانا لما كنت في لبنان قلتلك دا رامي اخويا ومش ممكن اسيبو” قلت له حينها هذه الكلمة الوحيدة التي صدقت فيها يا محمود شكري انت لم تفارقه، انت قتلته”

بصراحة – وصحيح انه بكى على الهاتف؟

نعم بكى كثيراً. “بس انا لا دموعو ولا دموع التماسيح التي تشبهه ولا دموع حدن بيعنولي”. نحن تدّمرت حياتنا ، انا واخوته انتهت حياتنا. “لا دموعو ولا دموع غيرو كلها رح تهزني “

بصراحة – وماذا قال ايضاً؟

وراح يقول لي “رامي اخويا” أجابته ” اخوك مين ؟ يلي استقبلك وحضنك وعاملك اكثر من خي ونيّمك ع تختو ونام عالارض؟ مين أخوك؟ يلي امّو غسلتلك ثيابك وطعمتك وكويتلك وحضنتك اكثر من ولد من اولادها؟ لا يكون فكرو كنت بدي آخدو بالاحضان وبوسو؟ وصار يقول “واللهي دنت أمي وانا بحبك” فسالته ” اذا باسم كل هذا ، من كان يقود السيارة يا محمود؟” فأجاب “رامي” .

هنا غضبت كثيراً وكررت عليه السؤال وأنا أغلي “مين كان عم بسوق يا محمود؟” فأجاب “واللهي رامي ودي النيابة ….” حينها شتمته وشتمت اهله الذين يملون عليه ماذا يقول . حينها قال لي “والمصحف رامي كان بسوق” فاجبته “لو بتحط ميّة مصحف ما بصدقك، بتعرف ليه؟ لاني انا الوحيدة يلي بعرف ابني ، والمفارقة تكمن حين قلت له ان ابني عرّفك على اعز اصدقائه الذين تربى وكبر معهم وانت شاهدت بام عينك كم مرة عرضوا عليه ان يقود سيارتهم ولم يقبل، فحاول محمود شكري تشويه صورة اصدقاء رامي مجيباً “اصلا رامي ما كنش بيرتحلهم” ، حينها أجبته “انت ارتحلك؟ انت اهم من خاله؟ اهم من الكاهن الذي يعتبره رامي ابوه الروحي؟ رامي يلي اذا جاع ما بيطلب لقمة اكل من حدا، بدو يروح ع مصر يسوق؟ ع بلاد غريبة ما بيعرفا وع طرقات ما بيعرفا وبالليل يطلب منك يا محمود شكري يسوق؟ هيدا روح لعبو على غيري. وانهيت الحديث بالقول ” ادامك تلفون واحد لام رامي اذا صحي ضميرك بيوم من الايام هيدا اذا كان عندك ضمير تقلا مش رامي يلي كان سايق”
حينها ارتبك و قال لي “ابويا عايز يكلّمك” واعطى الهاتف لوالده ليقول لي “ربنا يصبرك نتصل بيكي بعدين واقفل الخط”

بصراحة – كم لديك من الايمان ان حقائق هذه القضية ستظهر عاجلاً ام آجلاً؟

“اكثر ما بتتصوري ” ، قالوا لي ان لا احد يستطيع الوصول الى عائلة محمود شكري ، وبالرغم من ذلك اجبت بجملة واحدة “هني قواية كثير بس مش اكثر من ربنا”

بصراحة – ان اقفلت هذه القضية وبقي رامي بنظر الجميع سائق السيارة والمتسبب بالحادث ، هل ستتقبلين الامر؟

“رامي بنظر الكل مش هوي كان عم بسوق” ، وان كنتم تتابعون ما ينشر على المواقع العربية تدركون ان الناس متأكدة أكثر مني بان رامي لم يكن يقود السيارة.
لا قيمة للانسان في مصر ونعرف الفقر الذي يعيشه المواطنون ونعلم جيداً الرشاوى التي تدفع ، وان كان كل ذلك سيحول دون الكشف عن الحقيقة سيبقى عندي ايمان بعدل السماء . ” انا بعرف ابني منيح. لو ابني شاب متهور يمكن بشك، بس انا الوحيدة يلي بعرف ابني . بعرف ابني اديش بيتأنى. بكل شي بحياتو بيتأنى . ابني ما بيخطي خطوة غير ما يكون واثق منها .انا متاكدة انو حتى لو ثبتوا انو كان عم بسوق بكونوا ثبتوا بالرشوة ما ثبتوا الحقيقة ابداً”

بصراحة -الدفاع عن محمود شكري من قبل المصريين مبرر لانه ابن بلدهم…

خاصة اذا كان والده…بلا ما نحكي. منحكي بوقتا

بصراحة – اتهم رامي فعلاً بالتسبب بالحادث وبمقتل عائلة مصرية كانت داخل السيارة الأخرى، فهل طالبتك السلطات المصرية ام القضاء المصري بالتعويض لهذه العائلة؟

لا النيابة العامة ولا الشرطة ولا احد بلغني اي بلاغ. انا قلتها وأكررها، لماذا لم يطالبنا احد بالتعويض على القتلى الذي تسبب رامي بمقتلهم ان كان فعلاً هو من يقود السيارة؟

بصراحة – -غريب…

ما في شي غريب، وساتكلم في الوقت المناسب.

بصراحة – كلمة أخيرة لمحبي رامي ولكل من وقف الى جانب العائلة، ماذا تقولين لهم؟

” يلّي بحبّو رامي ما خلّوني قول شي. صدقيني ما خلوني قول شي لانن قالوا اكثر مني”

بصراحة – هم موجوعون…

يمكن قدي بس بالنهاية ما حدن بينوجع متل الام

بصراحة – من يزورك من اصدقاء رامي في الاكاديمية؟

فقط ريان ورحمة و” الباقيين ما تسألي عن حدن”

بصراحة – هل عرضت الدولة اللبنانية اي مساعدة ؟

وعدنا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بمتابعة القضية الا انه لم يحدث شيئاً حتى الآن.نحن ما زلنا بانتظاره.

بصراحة – كلمة أخيرة لرامي ، ماذا تقولين له؟

“اوووف كلمة؟ ( وتشهق بالبكاء ) ما بعرف شو بدي قول لرامي ما بعرف . لو بدي احكي العمر كلو ما رح بقدّيني .انا متأكدة انو حق رامي ما رح يروح. والله كبير”

بصراحة – بين عيد الميلاد المجيد العام الماضي والعيد هذا العام ، ماذا ستفتقدين؟

“هيدا العيد كثير صعب علي، رامي كان يبقى بقلب الكنيسة عالعيد. كان يرتّل بالكنيسة .ولو العيد بيعنيلي ولادة يسوع بس اكيد ما بقا يعنيلي مثل قبل (وتبكي بحسرة)
اريد ان اختم بشيء مهم جداً، حلم رامي الذي تحدّث عنه الناس يؤكّد ان ذلك لم يكن مجرّد حلم لان الحلم تحلمين به مرة واحدة فقط وحين يتكرريصبح “رؤية من عند ربنا” . ورامي شاهد موته قبل ان يموت . خلال الرؤية، كان يدافع عن نفسه لانه كان مظلوماً وكان يكّرر القول “مش انا يلي سايق” .

أنتهى الحوار مع والدة رامي.

وإن كنا قد فقدنا حبيبنا الغالي رامي فالأفضل بنا أن ندعو لمحمود بالشفاء لأننا كجمهور عربي لن يرضينا أن نفقد إثنين من أفضل طلاب الأكاديمية والذين كانوا سيحملون للفن نوعاً جديداً من حماس الشباب المبني على الأدب والأخلاق والموهبة..

لندعو لرامي بالرحمة والغفران ولنتمنى لوالدته الصبر والسلوان وقوة الايمان والرجاء ولندعو لمحمود بالشفاء العاجل على امل ان تجتمع العائلتان في اقرب فرصة وان يزّلل سوء الفهم وان يصل لكل ذي حقّ حقه .

من لبنان – باتريسيا هاشم
من مصر – سهى الوعل

تقرأون هذه المقابلة أيضاً في مجلّة الشبكة في عددها الصادر اليوم

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com