حصريا لموقع بصراحة، وليد توفيق قريبا ملحنا مع وائل كفوري بعد الوسوف
هل توقعت النجاح الكبير لاغنية “ما في شي بيتغير” ؟
بصراحة لم اتوقع نجاح الاغنية بهذه الطريقة، كنت اتوقع ان تمس المستمعين لانها واقعية و ممكن اسقاطها على اكثر من جهة ، الحب و المعاملة و الوفاء و الحياة و مشاكل اليوم. لكن لهذه الاغنية قصة خاصة جدا، ففي احدى جلساتي مع والدتي الغالية، ادندن على العود و ننشد المدائح النبوية كون والدتي صاحبة صوت جميل، صرت افضفض لها عما في قلبي و اعترفت لها اني منذ مدة احاول تغير الكثير في حياتي دون جدوى، فابتسمت ببساطة اهل الخير و قالت لي :” لا تتعب قلبك يا امي ، ما في شي بيتغير”. ورأيت في عبارتها مطلع اغنية مؤثرة و صرت ادندن كلاما “ملونا” ممازحا الوالدة: بتقلو اخضر بيقلك اصفر.. غامزا الى الواقع السياسي اللبناني. حملت المطلع الى الشاعر منير بو عساف الذي كلمني بعد يومين و بحوزته هذا الكلام الجميل الذي اثر في ايما تأثير و لحنته و سجلته مع المهندس موريس طويل من توزيع داني حلو.
– لمن كانت فكرة الفيديو كليب؟
كانت فكرتي الاساسية لكن المبدع وليد ناصيف طورها حسب رؤيته الخاصة. الا انه وجهها ناحية السياسة اكثر بداية فطلبت منه تغيير بعض المشاهد و اضافة اخرى تمس الواقع المعاش اكثر مثل اطفال الشوارع الذين تعد الدولة بحمايتهم و “ما في شي بيتغير” و غيرها من الحالات التي صورها الكليب.
– في هذا الفيديو كليب و كما في اغنية بيروت لم تكن انت اساس الفيديو كليب بل الصورة و القصة. فكيف سمحت بذلك نرجسية الفنان؟
منذ تصوير اغنية يا بحر اعجبتني فكرة التوجه الى الصورة و المكان و المعنى. في كليب بيروت لم اضع صورتي لان بيروت اكبر من أي فنان و الوطن اكبر من الجميع. اما اغنية مافي شي بيتغير فان الفكرة فرضت نفسها كرسالة اجتماعية توعوية لا تحتاج وجودي كبطل مطلق بل كشاهد. لقد اتصل بي كم كبير من الاصدقاء الفنانين عند بدء بث الاغنية في الاذاعات و كذلك بعد صدور الفيديو كليب. حتى ان وائل كفوري طلب لحنا مني و اعدكم انه سيكون مفاجأة.
– اعتقد ان هذا خبر حصري ايضا! لقد كنت دائم الاشادة بموهبة وائل كفوري و قلت انه يذكرك ببدايتك القوية في استديو الفن. نادرا ما نسمع فنانا يشيد بآخر. لماذا؟
لان الحب بين الفنانين قليل جدا و قد لا نراه الا مع مطربي الخليج واشهد لهم بجلساتهم الفنية الراقية و لقاءاتهم الجميلة و منافستهم الفنية و ليس الشخصية. و نحن في لبنان نحتاج الى ذلك و بشدة.
– نعلم ان صداقة متينة تجمعك بسلطان الطرب جورج وسوف. لكنك لم تستغل تلك العلاقة في الاعلام ابدا حتى اليوم. لماذا؟
بكل بساطة لان صداقاتي ليست مبنية على مصالح، علاقتي بجورج وسوف وطيدة و قديمة و كذلك الامر مع عاصي الحلاني و فضل شاكر.
جورج وسوف فاجأني في الاستديو و اسعدني بانتقاء اغنيات كنت ساسجلها و سيضمها الى البومه المقبل. حتى انه اعجب كثيرا باغنية ما في شي بيتغير و مازحني مصرا على تسجيلها بصوته ايضا. “بيعملا الوسوف!” انا احب صوته كثيرا حتى لو اتهم بالتعب فان التعب في صوته جميل و احساسه نادر و علاقتنا عميقة ملؤها الاحترام.
– سئل الوسوف عن الاغنيات التي ينوي طرحها من الحانك و تحدث عن الموضوع بكل فخر للمقربين مشيدا بك كفنان و صديق. ما تعليقك؟
لا استغرب ذلك لان جورج رجل اصيل و ما بيننااكثر من مجرد لحن!
– هل صحيح ان هناك اغنية كان من المزمع ان يطرحها الوسوف من الحانك و لما تأخر قدمتها انت في احد البوماتك؟
صحيح كانت اغنية “يا ما قلوب” و لحنتها خصيصيا لصوته و طبقات صوته لكن مرضه حال دون ان يضع صوته عليها و كونها كانت جاهزا من حيث الموسيقى و التوزيع و التسجيل، غنيتها انا. لكني متأكد انها تكون اجمل بصوت و اداء و احساس الوسوف. كان اللحن دسما مناسبا لاسلوب الوسوف الغنائي.
– لماذا اخترت باسمة لتقديم ديو؟ هل ستصورانه؟
انا اقارن باسمة بسميرة سعيد و اظن انها سميرة سعيد لبنان. كنت دائم الاعجاب بصوتها و اتابع اعمالها و ارى ان لديها كل مقومات النجاح و اتساءل لماذا كانت تغيب طويلا.كنا قد تقابلنا في امسية جميلة في منزل الملحن سمير صفير و طلبت مني ان نتعاون مرارا و وعدتها بلحن لكن الظروف شاءت ان نلتقي في هذا الديو، “لابعت سلامات”. و تجاوبت باسمة بكل رقي و فرح و اخلاق، في وقت اعطيت لفنانة مبتدئة موعدا للتسجيل رغبة مني في مساعدتها، و تخلفت. و اظن اننا سنصور الاغنية.
– بعد خلافك مع سالم الهندي، توالت الحالات المشابهة من نجوم كبار و صغار. فما تعليقك؟
في ازمتي مع روتانا كنت واثقا ان الحق سيظهر لاني لا اتجنى على احد. ظلمت في الشركة فنيا مدة 5 سنوات كنت اتأمل فيها منهم ان يساعدوني لتقديم جديد لم استطع ان اقدمه من قبل و ان اضع في المقابل بتصرفهم خبرتي الطويلة في الفن. خلافي لم يبدا مع سالم الهندي بل مع موظفين في الشركة و تطور و كبر. لكن من اللحظة التي دخل فيها سالم الهندي الى بيتي و تعانقنا انتهى الخلاف الى غير رجعة. لكن الوم الشركة كونها توقف عرض اغنيات الفنانين المغادرين و هذا تصرف غير مبرر و غير مقبول. احترم صاحب الشركة كثيرا لان اياديه البيضاء تترك بصمات الخير في كل مكان و هو شخصية نادرة. و يجب ان اقول ان شركة روتانا رغم تقصيرها مع الكثيرين الا انها دعمت اسماء اخرى ربما ما كانت تحلم بانتاح اغنية خاصة لولا روتانا. كنت اتمنى كذلك ان تضم روتانا السيدة فيروز و السيدة ماجدة الرومي و ملحم بركات قبل اسماء اخرى.
– لكن سالم الهندي يدلو بتصريحات اعلامية تمس الفنانين و هذا امر غير محبب. فما رايك؟
عامة الفنان ليس بالانسان السهل و لا التعامل معه يعد امرا بديهيا, على الارجح ان الضغوط التي يتعرض لها سالم في العمل و مطالب الفنانين و مشاكلهم ولها تأثير بالغ على ردات فعله. لكن ربما من الافضل الا يلجا الى الاعلام في ظروف الغضب.
– لو كنت مديرا لشركة انتاج فني كبيرة ماذا كنت تفعل؟
كنت بكل بساطة استثمر الثروة الموجودة في احداث مفاجآت فنية جميلة و اجمع اسماء في ديوهات قد لا تجتمع ابدا ، كنت ساخطط حتما لكل عمل قبل طرحه لان الشركة لم تكن تناقشني و ربما لم تناقش غيري في أي عمل قبل طرحه و هذا لا يجوز. و طبعا لن يكون في عائلتي اكثر من مئة طفل و لا اقوى على تربيتهم.
– متى سيبصر البومك الجديد النور؟ هل هو من انتاجك؟ اية شركة ستوزعه؟
سيبصر الالبوم النور في يونيو القادم من انتاج شركة لايف ستايل و من توزيع بلاتينوم و ميلودي.