تغطية خاصة – روميو لحود بين الماضي والحاضر في “منكبر بكبارنا”.. وهذا ما قاله بحرقة

يارا حرب – بيروت: أطل الفنان الكبير روميو لحود في حلقة تقديرية مميزة من البرنامج “منكبر بكبارنا” عبر أثير راديو “صوت فان” في حوار شيق ومتشعب تناول مسيرته الفنية الكبيرة وما تخللها من خيبات ونجاحات ضخمة، وعن حياته منذ الطفولة وحتى اليوم… فأفصح أنه كان تلميذ “داخلة” في مدرسة مار يوسف عينتورة، ذاك المكان الذي يحن إليه كثيرًا وتدمع عيناه كلما مرّ من أمامه، واعتبر لحود أنّ “النظام الداخلي” أفضل للتلميذ لأنه يجعله يعتاد ويلتزم بالنظام مشددًا أنّ الحرية الكبيرة التي تعطى اليوم للتلاميذ هي غير مفيدة وغير جيدة لهم!

وعن أخلاقه الكبيرة وتعامله الأخلاقي مع الجميع، أجاب روميو أنه ليس قديسًا ولكنه مسيحيًا ويمسي بروح الدين المسيحي وبالتالي فهو من الأشخاص الذين يحبون أن يقدموا المساعدة للآخرين، وكونه لا يملك القدرة الكافية ليساعد ماديًا فهو يساعد فنيًا ويساهم في إيصال وتعليم عدد كبير من الفنانين وهذا ما يجعله يشعر أنه فعل شيئًا مهمًا في حياته!

وأفصح لحود أنه كان يحلم بأن يصبح رسامًا ولكن رؤيته للوحات المهمة والضخمة الموجودة في متحف اللوفر العالمي شكلت له عقدة، إذ يعتبر أنه لن يتمكن أبدًا من رسم لوحات مهمة وتضاهي تلك اللوحات روعةً وجمالاً، فتوجه إلى دراسة الهندسة!

من ناحية أخرى صرح لحود أنّ زوجته علمته أن يسامح وكان هذا العلم أصعب أمر في حياته، ولكنه تعلم أن يسامح وتعلم أن يبتسم أكثر، وأضاف أنه مهما عصّب أو نرفز ومهما قال، فهو يعتذر إذا لم يكن على حق سواءً من الصغير أو من الكبير!

وبالإنتقال للحديث عن توجهه نحو الفن، ردّ روميو أنّ ما أخذه إلى الفن هم “النسوان” بضحكة كبيرة، إذ كان يحب فتاة كانت “ترقص” وكان يذهب ويشاهدها في فرنسا فاستهواه عالم المسرح والديكورات المسرحية الضخمة… وأضاف أنه بعد أن عاد من فرنسا إلى لبنان وتزوج وعمل في مهنته كمهندس ديكور لمدة عامين ملّ من “النسوان” توقف عن مزاولة هذه المهنة وتوجه نحو الفن! ودخل على الفن وعلى الجمهور اللبناني من مهرجانات بعلبك بعد أن عرفته شقيقته الراحلة ألين على لجنة مهرجانات بعلبك التي طلبت منه أن يقدم أول مهرجان في بعلبك والذي أطلق عليه إسم “الليالي اللبنانية” عام 1963. واعتبر أنّ طينة مهرجانات بعلبك آنذاك كانت مختلفة تمامًا عن اليوم!

وأكد لحود أنه مخرج في الدرجة الأولى، وأنه يأتي بالدرجة الثانية كشاعر وكملحن وأنّ غيره شاعر أكبر، مضيفًا:” ولكن أنا لست تاجرًا لا أغنيات ولا ألحان! فأنا قدمت الأعمال الغنائية لمسرحياتي!” وبالحديث عن أغنية “أخدوا الريح” التي غنتها السيدة الكبيرة صباح، أشار روميو أنه لم يكتبها كأغنية إنما أعلن ولأول مرة أنه كتبها كقصيدة وكشعر ولكنه لم يكملها، إلى أن رأتها الصبوحة وطلبت منه أن يلحنها لها، فسأله مطر محمد إذا ما كان يستطيع تلحينها فوافق وهكذا لحن مطر المقطع الأول مستخدمًا لحنًا قديمًا من ألحانه، فيما أكمل روميو تلحين باقي مقاطع الأغنية ولكنه ترك اللحن موقعًا بإسم مطر!

من ناحية أخرى، أكد روميو لحود أنه المخرج العربي الوحيد الذي دعي لتتويج الشاه الإيراني ودشن أول مسرح في طهران بحضور الشاه والشاهبنو اللذان استقبلوهم بعد الإفتتاح وأكثر شخصين هنأوهما كانا هو ومطر محمد… كذلك أفصح أنّ العائلة الملكية البلجيكية قامت بدعوته ليفتتح عمل في مسرح الفنون الجميلة في بلجيكا، ونوه أنها كانت تجربة مميزة ورائعة حيث استمع كل المدعوين وراحوا يرقصون ويقفزون في مقاعدهم وهم يشاهدون “الليالي اللبنانية”! وأخبر كيف قام الجمهور في بروكسل بتقطيع فستان الصبوحة بعد عرض العمل المسرحي ليأخذوا القماش كذكرى لهم منها!

أما في ما يختص بمسرح الأولمبيا العريق، فأشار لحود إلى أنّ صاحب الأولمبيا كوكاتريس وقع عقد معه ليأتي إلى المسرح ويجلب معه صباح، وهكذا عرضا ليلتين هناك، ومن ثم أتت السيدة أم كلثوم بعدهما إلى الأولمبيا! وكذلك السيدة فيروز التي أتت بعدهما بعشر سنوات!

وبالإنتقال للحديث عن السينما التي قدم لها ثلاثة أفلام فقط، نوه روميو أنه حين كان في فرنسا كان يلحق بالسينما أكثر من المسرح وكان لديه إلمامًا بالسينما أكثر من المسرح، ولكن “لدي تفكير في السينما ليس له علاقة بالتفكير اللبناني والعربي والمصري في تلك الأيام! فأفكاري مستحيل كان يمشوا ولا بأي شكل من الأشكال! فأنا لدي رؤية سينمائية مختلفة، وهي رؤية غربية أكثر مما هي شرقية! ومن ثم لم يكن هناك سينما “ماشية” في لبنان، ولكي أقدم أفلامًا للدول العربية فأنا “عمري ما فكرت بذلك”! لأنني من الأشخاص الذين يعملون لبلدهم، تمامًا كما غيري يعمل لبلده وليس لبلدي! المهم أنني أنا روميو لحود أعمل من أجل لبنان!”

ومع تنهيدة كبيرة وعميقة، أعلن الأستاذ روميو لحود أنّ لديه اليوم عتبًا كبيرًا على المهرجانات اللبنانية فقال:” أنا لا أتكلم من منطلق صراع أجيال ولأنني كبرت وأرى أنّ فنانو جيلنا كانوا أفضل! كلا فلدينا عدد كبير من الفنانين الشباب جيدين جدًا ومتعلمين أكثر من فنانو جيلنا، ولكن لدينا منتجين “ما إلن عازة”! ولدينا شركات إنتاج “ما إلن عازتين”! إنما يمكننا الإتكال على الشباب اللبنانيين ولكن على اللبنانيين أن يغيروا هذه السكة التي يسيرون فيها خلف “فلان وفليتان”! وينتبهوا قليلاً لكلام الأغنيات حاجة بقى سخافة لهذه الدرجة! فصحيح أنّ الموسيقى تغيرت في العالم كله ولكن إنتبهي إلى الأمركيون فكلام أغنياتهم جميل جدًا أما الفرنسيون فلا! فالأمركيون يتقنون الكلام، الإيطاليون لم يتغيروا أيضًا، فيما الفرنسيون تغيروا كليًا، لم يعد هناك أغنية فرنسية! كل ذلك لنقارن مع لبنان، فالأغنيات في لبنان اليوم تعتير!” أما المهرجانات اليوم في لبنان فهي مهرجانات غنائية لا أكثر ولا أقل أي إنها حفلات! ولكن الجميل أنّ هناك الكثير من المهرجانات وهذا أمر رائع للبنان، إنما سموهم مهرجانات غنائية! حتى المهرجانات الكبيرة أصبحت كلها تشبه بعضها، فبعلبك وبيت الدين وجبيل التي أنا أسستها، يتنافسون مع بعضهم ويقدمون تقريبًا البرامج نفسها، ولم يتخصص كل منهم بلون معين كمهرجان البستان مثلاً الذي لا يقدم سوى أعمالاً كلاسيكية… فكل ما هو جميع يأتي بجمهور كبير وعريض وكل الناس تأتي لمشاهدته! فلم يكن أحد يذهب إلى المسرح وفجأة قدموا مسرحية “فينوس” مع ممثلين فقط فذهب كل الناس لمشاهدتها واستمرت لمدة شهرين “telpmoc”! وهذا دليل على أنّ كل ما هو جميل يتم مشاهدته! فلا أحد يقول أنّ الجمهور لا يحب أمرًا معينًا! فهل هناك أحد هو بنفسه جمهور حتى يتكلم باسم الجمهور؟! فلا أحد يعرف ماذا يريد الجمهور! الجمهور هو وحده من يقرر!

وبين لجان تحكيم ايام زمان واليوم، قال لحود ان هذه البرامج مشتقة من برنامج استديو الفن. واعتبر ان كل النجوم الذين تخرجوا من استديو الفن نجحوا وان كل نجوم اليوم تخرجوا من استديو الفن. ووجه تحية كبيرة للمخرج الكبير سيمون اسمر واكد انه يبقى هو الاول. كما وجه تحية كبيرة للشعب الارمني.

وقبل الختام، قال بحرقة ان كل الاشخاص الذي احبهم رحلوا عن هذه الدنيا.

وفي النهاية، اكد انه عائد بمسرحية “بنت الجبل” وهي من بطولة الين لحود في تشرين الاول المقبل.

هذا وتخلل الحلقة إتصال مع السيد ناهي لحود الشقيق الأصغر للفنان روميو لحود الذي أفصح أنّ روميو كان منذ الصغر أنيقًا جدًا “وكانوا الستات يركضوا وراءه بشكل فظيع”! وعاد بالذكريات لطفولتهما الجميلة، وأكد أنّ موهبته خارقة وأنه كان البطل بالنسبة له، وهو الأخ الحنون الذي يعطف عليه ويهتم به، وكان يحب دائمًا أن يكون قريبًا منه لأنه كان بمثابة الأب بالنسبة له… وصرح ناهي بأنّ روميو هو كنز ولكن هذا الكنز لم يُقدّر كما يجب وبشكل كافي في لبنان!

وتسلم روميو لحود درعاً تكريمياً قدم باسم صوت فان من مدير الاذاعة الاستاذ افيديس غيدانيان.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com