تحقيق خاص-الناقد الفنّي د. جمال فياض: وائل كفوري مقصّر بحق ألبومه الجديد‎

رأي خاص: لطالما خدمت الاعمال المصورة أغنيات النجوم لما تؤمنه من متعة للمشاهد الذي يبحث عن ارضاء حاستَي السمع والنظر لديه فيكمّل العمل المصور الاغنية بمشاهد تلتقطها العين وتحفظها الذاكرة، هذا بالاضافة الى حفظ الفيديوكليبات في المكتبات الفنية للمحطات التلفزيونية ما يؤمن لها رواجاً جماهيراً أكبر كون الاذاعات تحولت اليوم لتكون عدوة النجوم بسبب اتباعها ما يعرف بسياسة الدعم فتُقتلع الاغنية عن الهواء وتوضع على رفوف هذه الاذاعات فور انتهاء فترة دعمها فيكون التلفزيون -وهو الوسيلة الاعلامية الاولى- بديلاً اساسياً والتعويض عنها.هذا بالاضافة الى اهمية مواقع التواصل الاجتماي خاصة “يوتيوب” الموقع الاشهر الذي بات يعتبر مؤخراً ارشيف الاغنيات العربية والغربية.

الاعمال المصورة في الغرب تعتبر جزءا لا يتجزأ من اي اغنية جديدة يطرحها النجوم بغض النظر عن اهمية وقيمة مضمونها وفكرتها واخراجها في حين لا تعدُ في الشرق الا من الكماليات، فيختار النجم اغنية او اثنتين من البومه المؤلف احياناً من اكثر من عشر اغنيات ليصورها على طريقة الفيديوكليب واحياناً قد يمتنع عن تصويرها لأسباب كثيرة أبرزها الميزانية المفقودة لدى معظم شركات الانتاج لتمويل تصويرها او رفض النجم تصويرها بحجة انه يكره التمثيل والوقوف امام الكاميرا.

أكتب كل ذلك اليوم لأنه استوقفني ألبوم النجم وائل كفوري الجديد والفائز بالمرتبة الاولى في استفتاء أجرته مجلة “زهرة الخليج” الاماراتية، فألبوم وائل الذي احدث حركة غير اعتيادية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل وخلال اصداره يمّر اليوم في مرحلة “جماد” اعلامية ان صحّ التعبير على الرغم من ان جميع النقاد أجمعوا على انه واحد من أروع اصدارات العام 2014 الا انه وفور انتهاء دعم الاغنيات على هواء الاذاعات المحلية، بدأ نور هذا الالبوم يخفت اعلامياً، خاصة وان وائل لم يصوّر أياً من اغنيات هذا الالبوم لأسباب بتنا جميعاً نعرفها وهي تتعلق بوائل شخصياً والذي لا يهوى التصوير.

وللاستفسار اكثر حول اهمية الاعمال المصوّرة او الفيديوكليب في مسيرة النجوم الفنية وان كان الفيديوكليب أساسياً او ثانوياً لانجاح اي البوم او اغنية جديدة وللسؤال حول خريطة العمل الاعلامية التي يجب على النجوم اتباعها، كان لنا هذا اللقاء الخاص مع الناقد الفني د. جمال فياض .

أفصح “فيّاض” في البداية الى أنّه أنهى كتابة مقال سينشر هذا الأسبوع في مجلّة “زهرة الخليج” وتطرّق فيه لهذا الموضوع وعن التّكلفة التّي تذهب سدىً بإصدار البوم يحمل 10 أغنيات فيما الفنّان يدعم مجرّد أغنيتين فقط خاصةً وأنّ تكلفة الأغنية لا تقلّ عن 25 ألف دولار!

عن اهمية العمل المصور:
وفيما يختصّ بموضوع تصوير الكليب وجد “فياض” أنّ الإيجابية في تصوير كليب تكمن بأنّ الأغنية تصبح جاهزة للعرض التّلفزيوني ولكنّه أكّد أنّه يؤمن دائمًا أنّ الأغنية الجميلة لا تحتاج للتّرويج حتّى تنجح وتنتشر “فهناك أغنيات نجحت وكسّرت الأرض من دون كليب وحتّى من دون دعم في الإذاعات!”، مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر نادر عادةً ولكنّه يحصل، معطيًا مثالاً على ذلك أغنية “يا غايب” لفضل شاكر. وأضاف متحدّثًا عن أغنية “مش بالكلام” للسّوبر ستار راغب علامة وكيف عادت و”ضربت” بعد أن سجّلها راغب منفردة في حفل له وبثّها على التلفزيون بعد حوالي العام على صدورها في البومه، فاعتقد النّاس أنّها أغنية جديدة “وهذا مثال على أنّ الأغنيات المظلومة يجب على الفنّان أن يغنّيها في البرامج التّي يطلّ فيها تلفزيونيًّا ليروّجها ان لم يكن يريد ان يصورها على طريقة الفيديوكليب”…

عن سبب تراجع الاغنية العربية:
من ناحية أخرى نوّه جمال فيّاض أنّنا اليوم نعاني قحطاً فيما يختصّ بالملحّنين! فهناك شعراء غنائيّين مهمّين جدًّا ولكن لم يعد هناك ملحّنين مهمّين، ففي فترة من الفترات كان عبد الوهّاب والسنباطي وذكريّا أحمد وفريد الأطرش وحلمي بكر وبليع حمدي ومحمّد الموجي وكمال الطّويل يتنافسون والأغنيات تكسّر بعضها البعض وتنجح جميعها! وهناك فترة لحّن بها صلاح الشّرنوبي لجميع المطربين ومن ثمّ رحل، وكذلك فعل وليد سعد، ولكن من هو اليوم الملحّن الأوّل في العالم العربي؟!”

وعمّا إذا كان السّبب في ذلك يعود للكلام الذّي ربّما لا يستفزّ الملحّنين لتقديم ألحان رائعة؟! قال: “أنا أقرأ كلاماً رائعاً جدًّا لمنير بو عسّاف، وهناك بلال الزّين الذّي يقدّم ألحانًا جميلة ولكن مجرّد ثلاث أغنيات تضرب في مجمل العام من ألحانه وسمير صفير يصدر أغنية أو اثنين وأصبح يطلّ في مقابلات إعلاميّة أكثر ممّا يلحّن! وفي مصر هناك وليد سعد وآخر مرّة قدّم فيها لحنًا جميلاً كان منذ عام!” وبرأي فياض ليس هناك الكثير من الملحّنين الذّين يتنافسون على المطربين بل تتكرّر أسماء الملحّنين نفسها في معظم الألبومات فيقدّمون الجوّ والرّوح نفسها! وأضاف: “راغب علامة كان لديه إحسان المنذر ولكن بعد إحسان لم يعد لراغب ملحّن يأتيه بأغنيات خاصة به دائمًا وكذلك الأمر مع عماد شمس الدّين الذي اعطى اجمل الاعمال لنجوى كرم، فلم يعد هناك ملحّنين أقوياء وأنا أقولها لك على مسؤوليّتي! فنحن لدينا قحط بالمواهب وجشع بالإذاعات فبعد أن توفيت المطربة وردة الجزائريّة لم ترضَ أي من الإذاعات أن تبثّ أغنيتها اللبنانيّة الأخيرة “أيّام” من دون دعم مادي! فأنا تكلّمت معهم جميعًا، والوحيد جو معلوف هو الذّي بثّها حوالى الأسبوع مجّانًا إكرامًا لي!”

من هنا أكّد أنّه ما إن تنتهي فترة الدّعم المادي للأغنيات حتّى تموت وتختفي عن الإذاعات! معلنًا أنّ معظم نجوم الصفّ الأوّل ينتجون على حسابهم الخاص ويعطون شركات الإنتاج مجانًا! فشركة روتانا تأخذ مجانًا من النّجوم ولا تدفع “وأنا أتحدّى أن يقول أي شخص أنّ كلامي غير صحيح ولكن فنّانو الصفّ الثّاني طبعًا يدفعون على الألبوم لروتانا لتوزّعه لهم… لذلك نحن اليوم في أزمة إنتاج وأزمة ترويج وأزمة مواهب!”

وائل كفوري يخسر باقلاله من الاعمال المصورة
هذا واعتبر فيّاض أنّ النّجم وائل كفوري يخسر بعدم تصويره الكليبات مفصحًا أنّه حين تكلّم مع وائل في هذا الموضوع كان ردّه أنّ مايكل جاكسون كان يصوّر كليبًا مرّة كلّ 10 سنوات! فعلّق فيّاض: “ولكن مايكل جاكسون يبيع 200 مليون نسخة من البومه من دون كليب لذلك ليس بحاجة ليبيع 250 مليونًا بفضل الكليب، فيصوّر كليباً واحداً بكلفة ملايين الدّولارات! ودعى وائل إلى القيام بالمثل وتصوير كليب ضخم مرّة كلّ ثلاث سنوات… وأشار أنّ بعض الفنّانين يصدرون الكثير من الكليبات في فترة زمنيّة قصيرة ووجد أنّه بذلك يملأ الهواء للمحطّات التّلفزيونيّة فقط لا غير! وأكّد أنّ الكليب لن يضيف رصيدًا لوائل لأنّ الموضوع لم يعد مهمًّا خاصةً وأنّ بعض المحطّات يبثّون الأغنيات مع غرافيكس وهي طريقة أوفر من تصوير الكليب وتوصل الأغنية للنّاس. وأضاف: “لذلك لم يعد الفنّان مضطرًا أن يدفع فلوس إضافيّة على الكليب خاصةً حين يتقاضى المخرج أكثر من نصف ميزانيّة الكليب كما يفعل المخرج سعيد الماروق فكليبه يكلّف حوالي 80 ألف دولار فيحسب حوالي 40 أو 50 ألف أجره الخاص وهذا ما يقوم به العديد غيره!

ومقارنةً مع الغرب وجد فيّاض أنّ فنّانو أوروبا وأميركا لا يصوّرون العديد من الكليبات فينتجون كليبًا واحدًا وليس 5 كليبات للألبوم الواحد كما يفعل الفنّانون هنا! وأعطى مثالاً على ذلك الفارس عاصي الحلاّني الذّي يتّبع سياسة إصدار كليب كلّ شهرين أو ثلاثة، مشيرًا إلى أنّ الحلاّني لا يوفّق في كلّ كليباته! وعن تعرّض كليب راغب علامة الأخير لإنتقادات كثيرة علّق جمال أنّ الكليب صوّر بتكلفة بسيطة ولم يحمل إبهارًا ولكنّه أفضل من أن تبثّ الأغنية مع غرافيكس! هذا وأشاد بكليب النّجمة نوال الزّغبي الأخير “ولا بحبّك” مؤكّدًا أنّه رائع جدًّا “كليب بجنّن فنوال تصوّر كليباً واحداً كلّ عام ولكنّها تسخى عليه ويكون رائعًا!” فحتّى الكليب الذّي سبقه لأغنية “غريبة هالدني” مع المخرج جاد شويري كان رائعًا وفازت عنه بأفضل فيديو كليب في مجلّة “زهرة الخليج”! فهي تصرف على كليب واحد لتقدّم عملاً مبهرًا بدلاً من أن تصوّر 10 كليبات من دون قيمة! وتبقى لكلّ فنّان سياسته الخاصة في موضوع الكليبات، ويجب أن نقوم بإحصاءات ونساءل النّاس من نجحت سياسته أكثر؟ وهكذا يقرّر الجمهور إذا كان إصدار كليبات كثيرة كعاصي الحلاني أفضل، أو سياسة راغب علامة بإصدار كليب أو اثنين في السّنة أفضل، أو سياسة وائل كفوري بعدم إصدار الكليبات أبدًا؟!”

لماذا تراجع البوم وائك كفوري اعلامياً؟
أمّا عن فوز وائل بأفضل البوم عن البومه الأخير في مجلّة “زهرة الخليج” وعلى أي أساس يعتمدون لإعلان النّتائج، أوضح فيّاض أنّ وائل ووليد الشّامي هما اللّذان فازا، وأنّ مجلّة “زهرة الخليج” لا تعتمد نتائجها على آراء النّاس بل على آراء النّقاد والصّحافيّين في العالم العربي. وردًّا على سؤال أيّهما أصدق استفتاء النّقاد أم استفتاء النّاس أجاب ضاحكًا: “لم أعد أرى نقاد في هذه الأيّام أصلاً! إنّما هم يعطون آراءهم كمتابعين لما يحصل على السّاحة ، بينما الشّعب العادي فلم يعد بالإمكان الإتّكال على آرائه لأنّه أصبح كلّه فانزات! ويحبّ فنّانه المفضّل “على العميانة” ويجده الأفضل والأروع مهما فعل، لذلك لا يعوّل على آراء هؤلاء الأشخاص لأنّه تمامًا كتصويت البرامج التّلفزيونيّة! فرحم الله منصور الرّحباني كان يقول لي: “يا ابني الدّيمقراطيّة إذا ذهبنا إلى قرية فيها خمسة آلاف شخص منهم 4 آلاف أمّيين وجهلة ولا يعملون شيئًا في هذه الحياة وألف شخص فقط متعلّمون وقمنا بانتخابات يفوز الأربعة آلاف ويحكمون الألف! فلن يتمكّنوا الألف من الوصول إلى السّلطة لتحسين وضع القرية! لذلك فإنّ الدّيمقراطيّة تصلح للدّول التّي تكون كلّ النّاس متعلّمة فيها كالدّانمارك والسّويد والدّول المتحضّرة! أمّا في الدّول المتخلّفة فإذا كانت الأقليّة هي من المتعلّمين والمثقّفين فلندعهم يحكمون البلد ليحسّنوا وضعه ويجعلون الكلّ يصبح متعلّمًا!” وأكّد أنّه نظرًا لهذه الحالة فإنّ هناك العديد من الفنّانين مظلومين فيما كثيرون وصلوا إلى الصّف الأوّل ولا يستحقّون ذلك! “هناك فنّانين يعرفون كيف يلعبون على الإعلام والدّعاية والبروباغاندا، وعاملين حالن نجوم في حين أنّهم لا يملكون ربع موهبة أشخاص لا أحد يسأل عنهم ولا أحد يعطيهم الفرصة للوصول! لذلك لم يعد هناك معيارًا معيّنًا في هذا الموضوع سواءً في السّياسة أو الإقتصاد أو الفنون أو أي مجال كان!”

في سياق آخر، صرّح فيّاض أنّ الزّملاء الصّحافيين باتوا يصبّون كلّ اهتماماتهم على مواضيع من تطلّق ومن تزوّج معلّقًا: “أصبحت الصّحافة صحافة النّميمة الله يبعدنا عنها ويزيلها!” وردًّا على سؤال حول البلبلة الإيجابيّة التّي حدثت قبل صدور البوم النّجم وائل كفوري وعمّا إذا كان سبب انطفائها فجأة يعود لعدم إعجابهم بالألبوم؟ أجاب فيّاض: “كلاّ بالعكس فالألبوم جميل جدًّا ولكنّنا أصبحنا في عصر البروباغاندا حيث النّاس تدوبل على بعضها، فأحيانًا تتركين غيرك يمرّ لأنّك لست على استعداد للدخول في جدال ومعركة وتلوّثين نفسك به، ولكن هذا لا يعني أنّه استطاع أن يسبقك! فاليوم من يعوم على وجه الماء ويراه كل النّاس هو الأخفّ أمّا ذو الوزن الثّقيل الذّي يبقى تحت الماء لا يعني أنّه من دون قيمة بل هذا يعني أنّ قيمته ثمينة جدًّا!”

وائل كفوري مقصّر بحق البومه:
وأضاف فياض:” لو كنت مكان وائل كان يجب عليه القيام بأمر واحد وهو أن يظهر إعلاميًا أكثر”… فالألبوم الجديد يحتاج برأيه إلى العناية والإهتمام الكبير ليصل أكثر إلى النّاس… وأضاف: “راغب ونوال وإليسا مجتهدين جدًّا فيما يختصّ بهذا الموضوع، ولكن أين وائل كفوري على مواقع التّواصل الإجتماعي؟ حضوره الخجول على هذه المواقع لا يكفي… حتّى الوسّوف كان يحدث بلبلة سابقًا حين يصدر أغنية أو البوم أمّا اليوم فالبلبلة أخفّ إعلاميًّا ربّما بسبب مرضه…” واعتبر فيّاض أنّ وائل لم يقم بأي جهد ليعزّز مكانته في العالم العربي بعد أن كان على مدى ثلاثة أشهر مباشرةً على الهواء في برنامج “أراب أيدول”!

راغب علامة أخطأ بحق نفسه:
كما اعتبر أنّ راغب علامة أخطأ بعدم أخذ معه صحافيّين من لبنان ليغطّوا حفله في الأولمبيا في باريس حيث وقفت أم كلثوم! ووجد أنّ هذه عثرة لراغب لأنّه لا يجب عليه أن يكتفي بإرسال الصّور والبيان الصّحفي للصّحافيّين لينشروه! “فأنا مكانه كنت اشترطت على المتعهّد 10 بطاقات سفر إضافيّة ليأتي معي الصّحافيّون وحتّى لو كنت سأدفع البطاقات وإقامتهم من جيبي كنت أخذتهم معي! لأنّ هذا حدث تاريخي في حياة راغب الفنيّة أن يقف على المسرح الذّي وقفت عليه أم كلثوم وعبد الحليم وفيروز وماجدة الرّومي، فهذا تكليل لمشوار طويل!”

وضع عمرو دياب ليس أفضل بكثير:
وبالحديث عن عمر دياب أشار جمال فيّاض إلى أنّ دياب يصدر كليبًا واحدًا كلّ 4 أو 5 سنوات، وأرجح سبب سوء وضعه الإعلامي إلى عدم وجود ملحّنين كبار وأقوياء في العالم العربي، “هناك شعراء يكتبون كلامًا جميلاً ولكن ليس هناك ملحّنين يلحّنون لحنًا جميلاً، فلا يستطيع بلال الزّين أن يحمل على عاتقه ألحان العالم العربي بأكملها، ففي الخليج ما زالوا لحدّ اليوم لا يملكون سوى الملحّن ناصر الصّالح فهو الوحيد الذّي يلحّن ألحانًا جميلة”… وأكّد فيّاض أنّ أهميّة الملحّن تكمن في موهبته وليس في دراسته الموسيقيّة معطيًا مثل على ذلك الملحّن الكبير فيليمون وهبة. ورأى أنّه من المهم أن يتمّ تطوير هذه الموهبة للإرتقاء بها أكثر كما فعل الأخوين رحباني ولكن برأيه فإنّ موهبة الملحّن لم تعد موجودة اليوم!

 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com