بين 0 و 36 سنة عيد وائل كفوري

و حين يعجز القلم عن وصفك , و حين الكلمات لا تستحق أن تقال إلا لجلالتك , و حين اللحن لا يرنم و لا نسمعه إلا بنبرات صوتك , و المكروفون يرضخ لمشيئتك و يكون عبدًا لجبروتك , فأنك لست شمشوم و لا هيروهيتوس و لا سقراط , بل أنت بطل من أبطال الموسيقى الفنيقية , نعم أنت بطل يا وائل كفوري.

ها انا اليوم أقف و أتأمل إلى صورك و أسمع أغانيك الخالدة , و أقارن بين اليوم و 6570 يومًا إلى الوراء , و أقول لنفسي , لو لم يتجه وائل في هذا المسار , ماذا حصل في الفنّ؟؟ هل الأغنية اللبنانية ستبقى أم أغاني الهيب هوب و الروك أند رول و أغاني غير اللبنانية طغت على تراثنا و حياتنا و لهجة التي نتناولها في يومياتنا؟؟

و أيضًا أقول كم كبرت يا وائل 18 سنة من العمل الدؤوب و المتواصل , في رصيدك الكثير و الكثير من الأعمال , و في رصيدك المعنوي أجمل التمنيات و أجمل كلمات التي تعجز عن وصفك, و أيضًا لحظت أن كلّ اغانيك يا عظيم لا تحتاج إلى فيديو كليب , حين تطرح في الأسواق , في كل ذهن من أذهان الناس , يتكون لهم الكليب , لأن كلّ أغانيك تتناول جميع المواضيع إذ تنتسب لجميع من يعشق أو من تعذب في الحب , أم أمّ ذهب إبنها إلى خدمة العلم أو حبيبة , أم إلى الوطن الذي ترعر فيه أم إلى هذا الأب الذي يحمل هم إبنه , أم التحدي ………

و اليوم أيضًا و أنت في 36 من عمرك , لا تعلم كم هذا اليوم بالنسبة إلينا هو عيد وطننا الكفوري , و فخامتك كلّ سنة تُكبر لنا هذا الوطن بأعمالك, و يترعر أولادنا بأغانيك التي لا فناء لها . فيكبر فينا أحساس الكفوري العظيم , فدمنا هو كفوري , حياتنا و مجتمعنا نجعله محيطَا بك , فهذا لا هوسًا بك , بل هذه المحبة التي تحملنا مسؤولية كبيرة و خصوصًا جمهورك اللبناني الذي يكدح كي نوصل لك محبة أخواتنا العرب و الاجانب .

مهلًا تذكرت ان حلم كان يراودني تكررًا بأنك على مسرح عظيم و أجيال يردِدون أغانيك و أنت تقف أمامهم و تعز عليك هذه الدنيا و تبكي من الفرح لم يطل كي يتحقق لأنك دائمًا و بأعمالك الخالدة سوف نربي أبناءنا عليها, و هي الآن عبرة لكل عشاق و لكل أبن يقصر مع أمه فتجعله يكرس وقته لأجلها , و المغترب في وطن الأغتراب تشعره و كأنه في حضن أمّه الوطن, انت يا وائل لست بإنسان طبيعي أنت إنسان , الله خلق فيك موهبة عرفت أستخدامها و جائت الصدف كي تعرفنا على هذا الصوت و لكن انت لا تعرف كم من هذه الموهبة نحن العشاق و المستمعين نتجلى لهذه الأخيرة.

أترجاك يا وائل ان لا يطيل غيابك عنا و لا يصيبك مكروه و ايضا اتمنى من ربي ان يزيد في عمرك اجمل الأيام و أن يبعد عنك كل ما يؤذيك و يؤذي فنّك , و دائمًا كن على يقين بأننا لن ندعك تواجه المصاعب كلها بل سندافع عنك , لأن صوتك النادر الذي لا يخلق مثله بحاجة ماسة إلى دعم إن كان معنويا و ماديا.

لن أختم رسالتي إليك بعبارات الوداع و التمني بالصحة و العافية لأنك تعرفهم و تعيشهم بل سأنهي رسالتي بالطلب إليك أن تظل رافعًا راية لبنان و أن يبقى صوتك صلة الوصل بين البلدان لعلنا نستبدل كلمة العولمة بصوت وائل كفوري.

” كل عام و إنت بخير يا ميشال و نشاء الله مش بس تبقى الأول تصير بالمرتبة لي ما فوق الأولى , و نشوفك عريس “

Zeina gedeon

G.W.K.L

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com