بين عودة وائل كفوري ومغادرة سيرين عبد النور ، هل تعيد شركة روتانا حساباتها؟

تشهد شركة روتانا هذه الايام حركة مغادرة وعودة كثيفة ، ففي حين يفسخ عدد من الفنانين عقودهم معها ، يعود اليها آخرون ويوّقعون عقوداً جديدة ، ولو اعتبرنا ان هذه الحركة طبيعية ومبّررة لشركة تضّم أكثر من مئة وعشرين فناناً من خيرة فناني الوطن العربي، الا ان اسباب المغادرة واسماء المغادرين لا تزال تستوقف وتستفزّ أقلام الصحافة التي لا تبّرر لهؤلاء الفنانين مغادرتهم ولا للشركة تخلّيها عنهم .

ولو مهما تعدّدت حجج شركة روتانا والتهم التي تلقيها على عاتق فنانيها المعترضين ام المغادرين ، الا ان النتيجة واحدة وسبب المغادرة واحد وهو اهمال الشركة لهؤلاء الفنانين وتقصيرها تجاههم ، فما من فنّان – مهما علا شأنه – يرضى ان يتخلّى عن امبراطورية بحجم شركة روتانا ان كانت هذه الاخيرة تعتني به وتحترم موهبته وتقدّرها وتجيّر له خبراتها وقدراتها وتنتج له الالبومات والفيديوكليبات وتؤمّن له الحفلات والمهرجانات .

فالمنطق يجزم اذا ان شركة روتانا هي الداء والدواء ، الداء لمن تتخلّى روتانا عنه، “تحجّمه” او تعاقبه والدواء لمن آمنت روتانا به وشرّعت له الابواب .
وبحسب متابعتنا لعملّيات الكّر والفّر في شركة روتانا ، وبحسب متابعتنا ايضاً للاطلالات التلفزيونية وتصريحات رئيس مجلس ادارتها الاستاذ سالم الهندي ، ندرك ان روتانا مستعدّة لاعطاء فنانيها أكثر من فرصة ليبرهنوا عن كفاءتهم العالية وعن جدارتهم بثقتها الا انها تضطر آسفة في نهاية المطاف الى كفّ يد العون والمساندة حين يخفق الفنان ويخذلها اولا يكون بالمستوى المطلوب ولا تحقّق البوماته مبيعات عالية ولا حفلاته اقبالاً جماهرياً.

ولكن للاسف، واقع الحال يؤكّد على عكس ذلك، فخيرة فناني روتانا ومعظمهم فناني صّف اول غادروا الشركة وهم في اوج عطائهم الفنّي وهم في ذروة نجاحاتهم ولا مبّرر لمغادرتهم روتانا ان لم تكن هذه الاخيرة قد حملتهم فعلاً على ذلك حين ضاقوا ذرعاً من تقصيرها تجاههم وتجاه أعمالهم التي وضعتها في الدرج ولم تلق الضوء عليها ولم تدعمها بشكل مناسب ولائق باسمهم وبفنّهم ، وهذا ليس بجديد وخافٍ على أحد، اذ اتّهم معظم هؤلاء الفنانون وفي أكثر من مناسبة شركة روتانا بالتعتيم عليهم وعدم ايلائهم الاهتمام والرعاية الكافيين ، فوجدوا انفسهم مرغمين على مغادرة الشركة التي عوّلوا عليها لتحقيق انتشاراً أوسع وأكبر بالرغم من مبدأ الحصرية والاحتكار المعتمدين في روتانا…
أبرز العائدين الى شركة روتانا مؤخراً هو الفنان وائل كفوري الذي يضع اللمسات الاخيرة على البومه الجديد من انتاج شركة روتانا التي غادرها في وقت سابق وقد كثرت آنذاك التأويلات والافتراضات حول اسباب هذه المغادرة ، الا ان الفنانة اليّسا ومتعهّد الحفلات الاستاذ ميشال حايك كانت لهما أياد بيضاء في هذه العودة التي لم تتوّج بعد بعقد بين الطرفين بالرغم من الانسجام التام الحاصل بين كفوري والاستاذ سالم الهندي والذي ترجم خلال أكثر من مناسبة جمعت الرجلين.

نتمنى الا تخذل شركة روتانا وائل كفوري مرّة جديدة وان تكون العودة مشرّفة تليق بصوت كبير كصوت كفوري ، وان ترّد الاعتبار لصوت لبناني أصيل نفتخر به وقد لا يتكرّر في ايامنا هذه ، وان يدرك كفوري اننا لن نقبل – ولو قبل هو – ان يتعرّض مرّة جديدة للاهمال او الاستخفاف بهذه الموهبة الكبيرة التي يملك ، كما لن نقبل ان يهمّش صوت كفوري الجبّار الذي حمل هموم وشجون الاغنية اللبنانية وسافر بها الى جميع أنحاء العالم وكان وفياً للعمالقة الذين سبقوه وثبّتوا هويّة الاغنية اللبنانية ، كما نتمنى ان تقدّم روتانا له ما يستحق من رعاية ودعم والا تفرّق بين نجومها وتفضّل فنّاناً على آخر فتكون عادلة فيما بينهم وتحرص على ان تعطي كل ذي حق حقّه من التقدير والدعم والتكريم.

عودة وائل كفوري الى شركة روتانا تعتبر الاختبار الاصعب لروتانا ، اذ تشكّل هذه العودة حدّا فاصلاً ومغرياً لعودة باقي الفنانين في حال نجحت روتانا في تقديم ما يليق بكفوري والاّ تتكرّر تجربة من سبقوه بالعودة فاهملت الشركة أعمالهم . اما في حال فشلت روتانا بارضاء وائل كفوري وجمهوره ولم تكن على مستوى هذه العودة، فسيكون سقوطها مدوياً قد لا تتحمّل روتانا وزره وتبعاته وستفقد بالتالي مصداقيتها مع باقي الفنانين الذين سيغادرونها تباعاً وهذا ما لا نتمناه لها.
اما آخر المغادرات لشركة روتانا فهي الفنانة سيرين عبد النور. وقد علمنا انها عقدت الاسبوع الماضي اجتماعا مع مدراء في شركة روتانا من أجل فسخ العقد حبّياً ، العقد الذي لم تلتزم شركة روتانا بتنفيذ بنوده، وكانت سيرين عبد النور قد تهّمت وفي أكثر من مناسبة شركة روتانا بالاهمال والتقصير من ناحية انتاج الفيديوكليب الثاني من ألبومها الاخير ” ليالي الحبّ ” وبعد مرور أكثر من سنة ونصف على الفيديوكليب الأول لأغنية ” عمري معاك” ، كما لم تنف سيرين خلال اطلالتها الأخيرة في برنامج “حديث البلد” على شاشة ال mtv اللبنانية الاهمال المستمر لها بالرغم من الشكاوى المتكّررة ، كما أكّدت عدم التجاوب مع مطالبها التي اعتبرتها محقّة وملزمة . كما احد لا ينسى المظاهرة السلميّة التي نظّمها نادي معجبي الفنانة سيرين عبد النور الذين جالوا على عدد من المناطق اللبنانية حاملين يافطات تضمّنت شعارات تطالب شركة روتانا بانتاج فيديوكليب أغنية “العيون العسلية”، الأغنية التي راهنت عليها سيرين لتكون هيت الالبوم .
فهل تستجيب شركة روتانا لطلب سيرين فسخ العقد معها والامتثال لقرارها مغادرة الشركة حبيّاً ام نشهد في المرحلة القادمة خلافاً جديداً وجدّياً بين شركة روتانا وسيرين عبد النور قد يصل الى أروقة المحاكم ؟؟

يبقى ان نتمنى التوفيق لسيرين داخل ام خارج شركة روتانا ، فهي فنانة شاملة نجحت وتميّزت غناءً وتمثيلاً في لبنان ومصر حيث لمع نجمها فابدعت بتمثيل أجمل الادوار الى جانب أبرز الممثلين المصريين وعلى رأسهم الممثّل الكبير والقدير عمر الشريف.

في النهاية، ان عملية العودة والمغادرة في شركة روتانا تطرح الكثير من التساؤلات لناحية نجاح الشركة في ادارة اعمال فنانيها ، فهل الشركة تحرص على انتاج اعمال راقية تسهم في رفع مستوى الفنّ العربي وبالتالي تتمسّك بالفنانين الذين يحرصون بدورهم على تقديم هذا الفنّ، ام انها تتعامل مع الموضوع من جانبه الانتاجي والتجاري البحت؟؟
ويبقى السؤال الاكبر وربما الاصعب ، هل التاريخ الفنّي سينصف شركة روتانا لمساهمتها بتطوير الاغنية العربية ام سيحاكمها على اخفاقها في تحقيق ذلك؟!

مجلّة الشبكة نهار الجمعة 2 نيسان 2010

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com