بعيداً عن اللبناني والمصري والخليجي، هل يوّحد الفنّ أمتنا العربية؟

اذا سلّطنا الضوء على نجاح الأغنيات في العالم العربي في السنوات الاخيرة ، نلاحظ أنّ الأغنية اللبنانيّة تتصدّر المراتب الأولى عربيًّا تليها الأغاني الخليجيّة.

فبعد أن كانت الأغنية المصريّة تحتلّ المراتب الأولى في العالم العربي وتجذب كبار الفنانين غير المصريين لغناء الأغنية المصريّة لتكون “هيت” ألبوماتهم ، هنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر النجمة الذهبية نوال الزغبي التي هي من أكثر الفنانين المحبوبين في مصر ولديها شعبيّة كبيرة هناك إذ أن معظم أغنياتها باللهجة المصريّة وكانت في التسعينيّات وحتى ال2004 بألبوم “عينيك كدّابين” تحيي حوالي العشر حفلات والأعراس شهريًّا كذلك نجم النجوم راغب علامة فهو من الفنانين الأوائل في مصر وريبرتواره الغنائي يضم أغنيات مصريّة حققت نجاحًا كاسحًا عربيًّا وحتى الـ2010 أغنية الهيت في ألبومه الجديد “سنين رايحة” حتى قبل ان تبصر النور هي باللهجة المصريّة كذلك النجم فضل شاكر الذي غنّى المصري وحقق نجاحًا كبيرًا والنجمة المغربيّة سميرة سعيد التي برعت في الغناء باللهحة المصرية بسبب إقامتها هناك فألبوماتها لا توجد فيها إلّا أغان باللهجة المصريّة ولم تغنّي المغربي إلّا نادراً كما المطربتين أصالة نصري ولطيفة معظم أغانياتهما باللهجة المصريّة وهذه كانت الحال أيضًا مع النجمات نانسي عجرم، إليسا وهيفاء وهبي.

محاولات عدّة من فنانين كبار غنّوا الأغنية المصريّة مثل عاصي الحلاني، وائل كفوري، حسين الجسمي، نوال الكويتيّة،عبدالله الرويشد، نبيل شعيل، ملحم بركات، صابر الرباعي، ديانا حداد، كارول سماحة، رامي عيّاش، يارا ولكنّ عدد الأغاني المصريّة التي غنّوها كانت تجارب معدودة ومحدودة .

وفي السنوات الأخيرة ومع حرص عدد كبير من الفنانين غير المصريّين بأن تكون “هيت” ألبوماتهم أغنيات باللهجة المصريّة لم يوفقوا بأغان ضاربة مثال على ذلك في ألبوم نوال الزغبي الأخير عام 2008 “خلاص سامحت” لم تنجح الأغنية التي حملت عنوان الألبوم ولم يتضمن أي أغنية مصريّة ضاربة فكان نجاح أغنية “ليه مشتقالك” عاديًّا مقارنة بأغانيها المصريّة السابقة فكانت الأغنية اللبنانية “قلبي سألوا” هي هيت الألبوم والتي حققت نجاحًا كاسحًا عربيًّا وحققت أغنيتها السينغل “أمانة” عودة موفقة لها في الأغاني المصرية التي نجحت في العالم العربي وتصدّرت المراتب الأولى.

في ألبوم إليسا الأخير والذي حمل عنوان “تصدق بمين” نجحت فيه الأغاني اللبنانية (عبالي حبيبي، وبيستحي، سلّملي عليه،أمري لربّي و لوفيي) فكانت الأغاني المصرية ضعيفة باستثناء أغنية “مصدومة” مقارنة بالاغاني اللبنانية وهيت الألبوم “عبالي حبيبي”.

ألبوم كارول سماحة تضمن هيتات لبنانيّة رغم حرصها على تصوير كليب لأغنية مصرية “أقول أنساك” لكن الأغاني اللبنانية كانت الأقوى في الألبوم (ما بخاف،خليك بحالك، حدودي السما، مين قلّك،على صوتك)

المطربة أصالة نصري التي أصدرت ألبوم خليجيّ “قانون كيفك” و منذ أيّام أصدرت سينغل باللهجة الخليجيّة أيضًا جمعها مع المطرب حسين الجسمي.

ألبوم نانسي عجرم الجديد يتضمن أغنيات مصريّة كعدد أكبر ولكن أكثر الأغاني التي نجحت جماهيريًّا في العالم العربي
أغنية “شيخ الشباب” اللبنانيّة وأغنية “ياكثر” الخليجيّة ويتضمن أغان لبنانية رائعة (تأخرت شويّ، اللي ماعندوو حكايات الدني) ولكنها لم تتوفق بأغان مصريّة عكس ألبوماتها السابقة إذ أن الأغنيتين المصريتين الأجمل في الألبوم
هما “في حاجات” و”بيّاع وشاطر”.

وهذه هي الحال مع عدد كبير من النجوم والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا تراجعت الأغنية المصريّة جماهيريًّا في العالم العربي؟

هل لأن الحفلات الكبيرة في مصر قد قلّت وسوق الحفلات تراجع بشكل لافت وكبير؟

هل لأن الشعراء والملحنين المصريّين يحتفظون بالأغاني “الضاربة” والهيتات للنجوم المصريّين مثل عمرو دياب، شيرين، تامر حسني، محمد حماقي، أنغام،محمد فؤاد وهاني شاكر؟

هل لأن المواضيع التي تطرحها الأغاني اللبنانية والخليجيّة مواضيع تتضمن مضموناً دسماً ويحمل صوراً ومعان قوية؟

أو لأنّ الجمهور العربي قد ملّ من الأغاني المصريّة بعد أن كانت مسيطرة على السوق العربي لسنوات طويلة؟

أسئلة كثيرة تبقى بحكم التكهنات والافتراضات وتسقط جميعها امام الهدف الاكبر والاسمى وهو توحيد الوطن العربي ، فلا تهم الجنسية واللهجة والثقافة طالما اننا نغني “بالعربي” ، فامام عظمة اي ابداع فني تسقط الجنسية والهوية فيوّحد الحبّ والهوى والشوق قلوب الشعوب العربية ، علّ الفنّ يجمعها …ولو لمرّة واحدة!!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com