بدل الشعور بالاسى لخسارة المتحف المصري احدى أهمّ لوحات العالم “زهرة الخشخاش” ، فيلم كوميدي عن الحشيش قريباً

ذكر موقع اليوم السابع ان المنتج والسيناريست عادل عمار أوشك على كتابة فيلم سينمائي بوليسي كوميدي يتناول حادث سرقة لوحة “زهرة الخشخاش” التى مازالت وقائعها أمام النائب العام، وقد اختار للفيلم اسم مؤقت بعنوان “سرقوا اللوحة وشربوا الخشخاش”، وتم الاتفاق بشكل مبدئي مع النجم هاني رمزي للقيام ببطولة الفيلم ومرشح لمشاركته البطولة كل من وسامح حسين ونيكول سابا وعزت أبو عوف.

الفيلم، كما يؤكد مؤلفه، سيكون فى إطار بوليسى كوميدي حول عصابة يكونها مدمن حشيش من أصدقائه الذين يشاركونه شرب الحشيش، ويعلم أن هناك لوحة غالية الثمن بالمتحف عنوانها “زهرة الخشخاش” وأن أكبر تاجر حشيش يريد هذه اللوحة مقابل 500 كيلو حشيش و50 مليون جنيه، فيتوجه المدمن للمتحف ويسرق اللوحة ليحصل على الحشيش والفلوس، خاصة فى ظل الأزمة الحالية للحشيش في مصر

للأسف ان قضية ضخمة بحجم سرقة لوحة الخشخاش للمبدع فان غوغ والتي هزّت مصر منذ أسابيع تتحوّل الى عمل كوميدي هزلي في حين يستحق الموضوع البكاء والبكاء الشديد ونحن الشعب العربي وكما يقولون بالمصري “مش فالحين الا بكدا” ، ننتج أفلاماً عن قضايانا ومشاكلنا وهمومنا ، نعالجها فقط في الافلام والقصص والروايات ونجد لها خواتم سعيدة فيما تتخبط مجتمعاتنا العربية بها وتعاني لدرجة النزف والانهيار .

كنت سأتفهم لو صوّرت افلاماً تبحث في عمق القضية وتلقي الضوء على فظاعة ما حصل وعلى أهمية هذه اللوحة التاريخية التي يقدّر ثمنها بخمسين مليون دولاراً اميركياً، كنت سأفهم ولم قام الجسم الفني في مصر من ممثلين ومغنين بعقد حلقات حوار متلفزة والشرح للناس مدى أهمية ما تم سرقته من المتحف الوطني ومناشدة السارق اعادة اللوحة بدل انتاج فيلم كوميدي يتحدث عن تعاطي المخدرات اي الخشخاش ومعالجة أزمة الحشيش في مصر.

سرقة لوحة الخشخاش من المتحف الوطني المصري في عزّ النهار في حين كانت جميع أجهزة الانذار والكاميرات وبوابة الحديد الرئيسية معطّلة وفي حين كان حرّاس المتحف في غيبوبة ، كل ذلك كان يستدعي بالفعل حداداً وطنياً واقامة مراسم عزاء بسبب هذه الخسارة الكبيرة وهذا الاهمال الفظيع وهذا التراخي بالتعاطي مع القضية بدل تصوير فيلماً كوميدياً يعالج موضوع مدمن مخدرات يسرق اللوحة ، فربما حان الوقت لنخجل من التمادي في معالجة الادمان في مجتمعاتنا العربية ، فالاحرى بنا وبدل ان نصوّر القتيل ونبالغ في ذلك، ان نبحث عن القاتل ونعالج مسببات القتل ودوافعه وهذا ما لن نقوم به ابداً لاننا في الوطن العربي مستسلمون نبحث عن الحلول الاسهل ونتفادى التحليل ثم الحّل والتورّط فيما نعتقد انه لن تحمد عقباه .

في النهاية، انا اعتقد انه بدل دفع تكاليف هذا الفيلم الكوميدي عن الحادثة كان مجدياً أكثر لو توضع هذه الاموال في صندوق للتبرعات للمساهمة في اعادة تأهيل هذا المتحف ام سواه للمحافظة على ما تبقى من إرث فني فاللوحات المعروضة اليوم في متاحف مصر تقدّر بمليارات الدولارات ، فالاحرى على المصريين تقدير هذه الثروة الفنية القيمة والمحافظة عليها ان تقاعصت الحكومة ولم تقم بواجباتها .

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com