بالفيديو- زافين قيومجيان المتصالح مع نفسه يلّقن الاعلاميّين اللبنانيين والعرب اهميّة احترام مشاهديهم

منذ أسبوعين وفي حلقة برنامج “سيرة وانفتحت” التي كانت عن موضوع “اهمّ الزلازل في العالم، واحتمال حدوثها في لبنان”، حصل موقف غريب، استغربناه جميعا، لأنّه لم يكن مبرّرا أبدا.

وفي التفاصيل، أنّه أثناء الحلقة، أخد الاعلاميّ “زافين قيومجيان” مداخلة من رجل لبنانيّ يدعى “أحمد شحادة”، وأثناء المداخلة وفي أوّلها، قاطع زافين بشكل مفاجئ المواطن، وانتقل الى اتصال آخر، رغم أنّه كان يروي حادثة قديمة مهمّة، كان شاهدا عليها . وحينها استغربنا الأمر، بل استنكرناه، لأنّه المشارك لم يتفوّه بأيّ كلمة مؤذية او خاطئة حتى يتمّ قطع الاتصال معه بهذا الأسلوب…فاعتقدنا أنّ في الأمر سرّ!!

ولكن، زافين المحترف جدا، لم يسمح لنا بأن نتساءل كثيرا، بل لم يترك لنا الفرصة لنعاتبه، او نوجّه له الملاحظة، لأنّه وفي الحلقة السّابقة، عرض روبرتاجا يتناول زيارته للرجل الذي قام بالمداخلة، معتذرا منه عن قطع الاتصال به لأسباب لم نعرفها حتى اللحظة، ومؤكدا أنّ الأمر حصل خطأ.

واليوم، نحن لا نتناول قضيّة قطع الاتصال، بل قضيّة حرفيّة زافين العالية جدا، ومهنيّته التي لم تسمح له بأن يتغاضى عن الأمر، وكأنّ شيئا لم يكن، كما يفعل معظم اعلاميّونا، بل قام بنفسه بزيارة الشخص، واعتذر له على الهواء وأمام كلّ مشاهدي المحطّة والبرنامج.

وهذه خطوة جريئة، وتنمّ عن صدق زافين، وادراكه لقيمة المواطن-المشاهد الذي تكبّد عناء الاتصال والمشاركة.

ونحن اليوم عبر بصراحة، نوجّه للصديق والاعلاميّ زافين قيومجيان تحيّة مكللّة بكلّ الاحترام، لأنّه تجرأ على الاعتراف بالخطأ، كما على اعلان الأمر، بينما كان بامكانه أن يتغاضى عن الموضوع، او حتّى أن يقوم بمواجبه بعيدا عن الأنظار.

ولكن، يبدو أنّه أراد أن يكون الأمر درسا له، ولكلّ الاعلاميّين اللبنانيين والعرب، الذين عليهم أن يدركوا اهميّة ان يكونوا على الهواء، وأهميّة أن يتواصلوا مع النّاس وأن يكونوا أقرب اليهم وأهميّة ان يكونوا متصالحين مع أنفسهم قبل التصالح مع الآخرين فالامر يتطلّب جرأة كبيرة لان اعلاميينا معتادون على لعب دور الشهرة وعيشه بأدّق تفاصيله وبريستيجهم لا يسمح لهم بالاعتذار من متّصل عادي وعرض مشهد الاعتذار امام آلاف المشاهدين. وما الأمر الا سرّا من أسرار استمرار زافين، في تحقيق النجاحات تلو الأخرى، في مسيرة اعلاميّة طويلة.

شكرا لزافين و لكلّ من يسعى دائما الى عرض القضايا الاجتماعيّة، الانسانيّة، والثقافيّة، التي تعني النّاس وتلامس اوجاعهم…وشكرا أيضا لأنّه تفرّد في مواجهة نفسه امام الكلّ ومن على منبر برنامجه الناجح على امل ان نتعّلم جميعاً من هذه الحادثة وكيف نعتذر ممن نسيء اليهم مهما علا شأننا وبالرغم من كل انشغالاتنا ومهما انغمسنا في تفاصيل الحياة اليومية المضنية .

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com