بالصوَّر- هل سيتحول يوم عيد الحب إلى اليوم العالمي لممارسة الجنس بعد الإقبال الكثيف على “سكس شوب” لشراء محفزات جنسية؟

في عصر العولمة الكاسحة وفي ظل سطوة الآلة الإعلاميَّة بمختلف وسائلها طغت لغة الماديات وتفوقت على لغة المشاعر الرومنسية التي تكاد تكون خارجة عن القاعدة. بات قسماً كبيراً من شباب وفتيات أو أزواج من مستويات اجتماعيَّة وثقافيَّة مختلفة ومن فئات عمريَّة متعددة متحمساً للاحتفال بعيد الحب يوم 14 شباط/فبراير وادراجه ضمن المناسبات التي يخصص لها ما يليق بها من واجبات وهدايا وبأساليب متعددة عبر ارسال ورود، بطاقات، سهرات، أزياء، مجوهرات والكثير غيرها يتبادلونها عربون للحب والعشق لكي تلعب دوراً مهماً محفزاً لاستنهاض مشاعر الحب.

هل يجوز ان تبقى الدلالة الرمزية غائبة عن المُحتفلين بعيد الحب عبر الاصرار على الاحتفال به على هذا الشكل كسلعة تجاريَّة تستثمر فيه الرأسماليَّة وهج المشاعر الصادقة خدمة لأهداف تجاريَّة؟

ليس المهم التباهي بالقيمة المادية للهدايا واثمانها وكلها اشياء بعيدة عن مفهوم الحب. الأهم ان تنتصر القيمة الحقيقية للحب على كل ما عداها دون الحاجة للهدايا عبر التفاهم والصدق بين الحبيبين وهو اغلى من كل الماديات.

نذكر ان بعض الدراسات التي أجريت مؤخراً اثبتت ان الإقبال على المتاجر المخصصة لبيع مواد جنسية أو ما يُعرف بـ “Sex Shop” بمناسبة عيد الحب، تزداد بنسبة عالية وُصفت بـ “الجنونية” بسبب تهافت العشاق لشراء مواد محفزة جنسية وهدايا ترمز للجنس، ليتبادلها العشاق في الرابع عشر من شهر شباط/فبراير، وهذا ما دفع بالتجار للاهتمام بهذا اليوم بشكل أكبر لإرضاء زبائنهم. فهل ستتحول تسمية هذا اليوم من عيد الحب إلى اليوم العالمي لممارسة الجنس؟

عيد الحب تاريخياً
كان الرومان الوثنيين يحتفلون بعيد الحب (لوبركيليا) في منتصف شهر شباط/فبراير منذ سبعة عشر قرناً وكانوا يمارسون الطقوس فيقدمون القرابين لآلهتهم كيوبيد (وهو طفل له جناحين ويحمل قوساً ونشاباً) وذلك تعبيراً عن الحب الإلهي. وعندما اعتنق الرومان المسيحية ابقوا على الاحتفال بعيد الحب ولكن بمفهوم جديد ممثلا بالقديس فالنتين الداعي إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ايمانه.

الاسقف فالنتين Bishop Valentine أحد اساقفة روما استشهد من أجل ايمانه بالمسيح في عهد الأمبراطور كلوديوس الثاني يوم 14 شباط/فبراير سنة 270 ميلاديَّة وقد اشتهر الأسقف فالنتين بمحبته للناس حتى أصبح رمزاً للحب. لاحقاً بُنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350 ميلادية تخليداً لذكراه.

سنة 496 ميلادية أراد بابا روما “جيلاسيس” ان يصنع عيداً للحب فوجد في الأسقف “فالنتين” مثلاً للحب الصادق المسيحي فما كان منه إلا ان حدد يوم استشهاده عيداً للحب ومنذ ذلك الحين سُمي يوم 14 شباط/فبراير عيد العشاق وفالنتين شفيعهم.

في زاوية “شو رأيك” وبمناسبة عيد الحب في 14 شباط نطرح للنقاش موضوع عيد الحب؛
ماذا يعني لك عيد الحب؟
هل تجد ان لغة الماديات طغت على لغة المشاعر في عيد الحب؟
هل تنتظر يوم 14 شباط/فبراير للاحتفال بعيد الحب؟
كيف تحتفل بعيد الحب؟

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com