بالصوَّر- دعوة الى فناني وفنانات لبنان أوقفوا الثرثرة واقفلوا “فرن النسوان”

يتحول الوسط الفنّي مؤخراً الى “فرن” للنسوان والرجال على حدّ سواء ويشهد ربما على اسؤا مرحلة وصل اليها فنانونا لان وضعهم النفسي بدأ يتفاقم ويتخبطّون في حقدهم وضغينتهم وغرورهم وتعجرفهم ، وبغياب التأثير الفاعل للنقابات و بغياب تأثير كبار الفنانين وتدّخلهم لتصويب ما يحصل على الساحة الفنية اليوم ، نشهد تدهوراً أخلاقياً ربما هو الاسوأ ، فيما كانت الامور في السنوات الماضية تقتصر على خلافات ثنائية في الوسط دافعها النزاع على النجومية وعلى الجمهور ،فيحاول كل فنان ان يثبت نفسه ويناضل لانتزاع المراتب الاولى وتقديم أغنيات “تكسّر الدني” فيوسّع شعبيته ويضمن استمراريته ، اما اليوم وبالرغم من استمرارية الفنانين واستماتتهم للحفاظ على مكانتهم على الساحة الفنية ولدى الجمهور الا ان الوسط الفني بات للاسف يهتم بالقشور ويغض الطرف عن “لبّ” النجومية الذي يقوم اولاً وآخراً على الأخلاق والمنافسة الشريفة.

قشور الفنانين في ايامنا هذه كثيرة تقوم أولاً على المظاهر المخادعة في غياب جوهر قيّم يجب ان يعتمد على الموهبة والاختيار الموفق للاغنيات والعمل الدؤوب للمحافظة على النجومية ، بل يعيش الفنان في ايامنا هذه، حالة متدهورة من “الزيف”، الزيف بنواياه تجاه الناس وتجاه زملائه فيتصّرف خلافاً لما يفكّر ويقول ، الزيف بانسانيته فيعيش انفصاماً بهويته الانسانية فيكون الخير والشّر تحت سقف واحد، الزيف بمظهره فيشوّه ما وهبه اياه الله وينصاع الى اغراء عمليات التجميل ، الزيف بتواضعه فيبالغ بالتحدّث عن ذلك في مقابلاته التلفزيونية والصحفية في حيت يمارس ابشع انواع الغرور والتعجرف في حياته، الزيف بكرمه فيقتصر على سياراته واسفاره وكل ما يخصّه في حين يشحذ الاعلانات ويشترط مجانية خدمات وسائل الاعلام ، الزيف بأعماله الانسانية فيقتصر عمل الخير على دقائق تلفزيونية وفلاش عدسات المصورين ولا يتخطى اطار “المنظرة” و”المظاهر” والاهم الزيف في المحبّة ، فتنخر النميمة والضغينة في تفاصيل حياته فيدّعي حبّ زملائه واحترامهم وهو احقر الحاقدين يضمر الاذية والكراهية لكل من ينافسه وكل من يحاول النجاح او التفوّق عليه فيلجأ الى أساليب غير شريفة للمنافسة ، أساليب ملتوية معتمداً مقولة “بالحبّ والحرب كل شيء مسموح” بهدف الغاء الآخر بل الغاء الجميع والتربع وحيداً على عرش بارد من النجومية …

ايها الفنانون المحترمون ، واعني بالفنانين طبعاً المغنيين والممثلين والمخرجين والمنتجين والشعراء والملحنين …الخ ، الذين يحيدون مؤخراً عن مبادىء الاخلاق والمنافسة الشريفة ، أوقفوا كل أشكال والوان”اللألأة” والنميمة التي تتفاقم في حياتكم ، انا انظر من بعيد وأشاهد اليوم سيركاً فنياً و”فرن ” لم يعد حكراً على النساء ، حالتكم مزرية و”بتوّجع القلب”، تقتلكم الغيرة وتموتون موتاً بطيئاً ، تأبهون لكل شيء الا الفنّ الذي بسببه انتم موجودون وبدل التفرّغ لتقديم فنّ قيّم وحقيقي ، تضيعون وقتكم في “اللألأة ” والتخطيط لكيفية تحجيم “الآخر” والغاء “الآخر” و توريط “الآخر” و تشويه صورة “الآخر” و “أخذ اللقمة من فم” “الآخر” وسحب السجادة من تحت اقدام “الآخر” وهذا “الآخر” ليس الا زميلاً في المهنة ، منافساً يجب ان يكون تعاملكم معه شريفاً قائماً على احترامه والاعتراف بوجوده وبجمهوره وبحقّه في توسيع رقعة نجاحه ونجوميته .

لم لا تتعلمون من الغرب كيف يصفقون لبعضهم بحرارة خلال الحفلات التكريمية الكبرى وكيف يضمون ويقبلون بعضهم وكيف يتمنون لبعضهم الخير في حين ترفضون انتم التواجد في اي حفل تكريمي ان لم تكونوا من بين الفائزين والمكرمين ، من ثم ترفضون الاتصال بالفائزين للتهنئة وترفضون الاعتراف بحقهم بهذه الجوائز وترفضون الاعتراف بنتيجة التصويت لهم لانكم أصلاً ترفضون الاعتراف بجمهورهم ، لما كل هذا؟؟

الساحة تكاد تساع للجميع ، كلمة برّاقة “بلا عازة” تلجأوون اليها في مقابلاتكم لتوهموا الناس انكم كبار النفوس كلكم شهامة واخلاق وانكم منافسين شريفين تقدمون فنّاً راقياً ولا تمانعون بالتصفيق لمن يستحق. كاذبون ومنافقون ، هذا للأسف ما انتم عليه وحالتكم مزرية تدعو فعلاً الى الشفقة!

شاهدوا أنفسكم في البرامج التي تطلون فيها ، اشعروا بكم الحقد والكراهية التي كالسّم يخرج من فاهكم حين يوجه اليكم سؤالاً عن زميل منافس في المهنة نفسها ويطلب منكم ابداء الرأي فيه، شاهدوا كمّ “العجرفة” التي “تشرشر” من حولكم حين تتحدثون عن انفسكم، راقبوا انفسكم حين تقومون بواجب عزاء لاحد الزملاء فانتم تستغلون المناسبة للحديث عن بعضكم بالسوء ، راقبوا انفسكم وانتم في “صبحية” ، Brunch او Lunch او حتى في عشاء مع الاصدقاء لا توقفون “النّم” و” بخّ السّم” وكأن نجاح الآخر “همّ” يعكّر صفو حياتكم .

عيب!! عنجد استحوا! واوقفوا هذه المسخرة !! فقد حوّلتم الفنّ الى “فرن نسوان ” بعدما كان الفنّ لسان حال الوطن والمجتمع والانسان ، التفتوا الى ما يستحق عناء الحديث والكلام، الى ما يستحق هدر وقتكم ، كونوا مؤثرين لا ثرثارين ، اضمروا الخير والنجاح لسواكم فيرتّد عليكم ايجاباً ، كونوا محبين لا مبغضين فالمحبة تعدي وتؤسس لمستقبل أفضل .

كل ما تتفوهون به في السرّ ينقل بالعلن الى المعنيين المباشرين، وكل ما تقولونه همساً يذاع على الهواء على مسمع الملايين ، فاوقفوا النميمة واللألالة على بعضكم والتفتوا الى أعمالكم و”عيشوا واتركوا غيركم يعيش” فانتم لا تسيئون الى خصمكم فحسب بل الى جمهوره ايضاً وفي ظل المواقع الاجتماعية وابرزها موقع الفايسبوك ، انتم ومن حيث لا تدرون تزرعون الفتنة بين الجمهور وتؤسسون للحقد والضغينة فارأفوا بحال هؤلاء الشباب وتحملوا مسؤولياتكم وكونوا على مستوى آمال هذه الجماهير التي تتأثر بكل ما تقولونه وتقومون به فكونوا خير مثال وعلموهم ان يحترموا “الآخر” وان يحبوه ويفرحوا لنجاحه ويحزنوا لاخفاقه فهكذا وهكذا فقط تكون المنافسة شريفة!!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com