بالصوَّر: بعد الحريق في احد اكبر فنادق لبنان … المفرقعات الناريّة ظاهرة تحوّل الأفراح إلى أحزان

يبدو ان ظاهرة المفرقعات الناريّة المنتشرة تخطّت كل الحدود واصبحت مصدر ازعاج يقلق الناس ويثير فيهم الخوف ويؤرّقهم. فما من مناسبة تطل حزينة كانت أم سعيدة حتى تبدأ أصوات المفرقعات الناريَّة تدوّي في سمائنا من دون اعتبار للزمان ليلاً كان أم نهاراً، أو للمكان، أكان بين المنازل أو في الأحياء المكتظّة.

لقد بدأت هذه ظاهرة تشكّل خطراً ليس على مستخدميها فقط بل في محيط استخدامها لما تسبّبه من حرائق في البيئة ومن اصابات جسديَّة تحدث تشوّهات قد تخلّفُ عاهات مستديمة. ناهيك عن ان استخدامها في ساعة متأخرة ليلاً تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع وتترك فيهم آثاراً نفسية بالغة السوء.

وهذا ما حصل منذ أسبوع في احد اكبر فنادق لبنان حين اشتعلت الستائر في مسرح صالة الاعراس قبيل دخول العروس اليها بدقائق وامتدت لاحقاً لتقضي على جزء كبير من الصالة، وتسبب حالة من الهلع ليس فقط للموجودين في هذه الصالة بل بالصالات الأخرى ولجميع سكان غرف الفندق.
هذا الحريق اصيب به اشخاص كثر بجروح خطرة وتسبب ايضاً بحالات اغماء للعديد منهم من بينهم العريس، هذا ما ادى إلى تدخل فرق الصليب الأحمر لنقل المصابين الى المستشفيات وحيث تسارعت فرق الدفاع المدني لاخماد الحريق الذي كاد ان يمتد الى كامل اقسام الفندق ويتسبب بكارثة.

بعيداً عن ما حدث في الفندق، فالأمر الغريب انه لا يكاد أي محل تجاري أو سوبرماركت يخلو من وجود هذه المفرقعات برسم البيع والتسويق، مع ان المفروض أن يكون خاضعاً بيعها لإجازة خاصة. وقد وصلت الفوضى والإستهتار إلى حد بيعها إلى أطفال دون الخامسة من العمر دون تردد أو رادع أخلاقي أو تفكير بالعواقب التي يمكن ان تحدث.

لقد أصدرت وزارة الداخلية عام 2008 تعميماً على قوى الأمن الداخلي “للتشدد في منع الألعاب الناريّة والمفرقعات ومباشرة التحقق من الوضع القانوني لشركات بيع هذه الألعاب والإستيراد مع تنبيه الوحدات إلى وجوب قمع أي ظاهرة من هذا النوع على الطرقات العامة”.
وقد اعادت وزارة الداخلية التذكير بالتعميم عدة مرات على أثر حوادث جرت ومن بينها اصابة الطفل محمد رعد ابن الخمس سنوات من منطقة الضاحية الجنوبية في الصيف الماضي حين انفجرت احدى المفرقعات في يده لتتسبب ببتر اثنين من اصابع يده اليسرى.

غير ان التعميمات الصادرة أو اعادة التذكير بها يبدو كأنها لا تجدي نفعاً وكأنها اصبحت في خبر كان بل بقيت حبراً على ورق ما يجعل هذه الظاهرة خارجة عن نطاق السيطرة.

لقد بتنا نتساءل اليوم لماذا هذا التساهل والإهمال في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة والمقلقة؟

إلى متى يمكن ان تستمر هذه الفوضى التي باتت تهدّد كل الناس وتعكّر صفو المناسبات وتحوّلها من مناسبات فرحٍ إلى إطارٍ تُنتج فيه ظروف قد تنتهي بنتائج حزينة مفجعة؟

اليكم هذه الصوَّر من الحريق الذي اندلع في احد اكبر الفنادق وكنا قد تكلمنا عنه في حينه

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com