باتريسيا هاشم- اليوم أحتفل معكم بعيد ميلادي ، فكل عام وانتم أحبائي

في عيد ميلادي تتخبّط في داخلي مشاعر كثيرة ، لا بل اشعر ان مشاعري تتصارع على حلبة هواجسي و مخاوفي ، والحكَم نجهل ان كان عادلاً او غير عادل ، فالحياة بجميع تعقيداتها ومتطلباتها وحسناتها وسيئاتها تفاجؤنا أحياناً بكرمها وتغدق علينا بهباتها ونعمها وأحياناً تصدمنا بالعزلة التي تضعنا فيها وبكم الاخفاقات التي نتخبّط بها ، وبين السعادة والامل والاستمتاع بهما من جهة وبين الحزن واليأس ومكافحتهما من جهة أخرى نتلّهى بالسنوات التي تمضي كالبرق وتمّر كلمح البصر ، وما الاحتفال بعيد ميلادنا كل عام الا استراحة و اعلان هدنة بين النجاح والاخفاق ، بين الامل والياس بين الخوف والحرّية ، بين الابتسامة والدموع ، بين الاحلام والواقع ، بين كل أشكال الطموح ومخلّفات الخسارة ،

عيد ميلادنا هو المناسبة الوحيدة التي نحتفل بها كل عام ونحن نعلم انه يوم توديع لسنة كاملة شهدت على زوبعة من العواطف في فنجان الحياة و نطفىء شمعة سنة كاملة خبرناها بكل جمالها وبشاعتها لنحنّ الى أخرى جديدة نجهل ان كانت ستجلب لنا الحظ او ستسلبنا اياه فقط لاننا نأمل في عمق اعماقنا ان تتجدّد فينا السعادة فنعتقد اننا ان قلبنا صفحة جديدة من كتاب حياتنا او تجاهلنا فصلاً كاملاً منه قد نتجنّب مزيداً من الاسى والاحزان، وهذا طبيعي ومتوّقع لأننا بشر نعيش على فتات الاحلام ونتمسّك بقشّة أمل …

في عيد ميلادي اليوم ، أستذكر من كان يحمل لي قالب الحلوة كل عام ويصّر على ان يكتب اسمي عليه، اشتاق في عيد ميلادي الى رائحة التعب على يدين لم تملا من حمل قالب الحلوى لأكثر من ثلاثين عاماً….
في عيد ميلادي احّن الى عناق من جسّد الحب والامل وكل الاحلام في حياتي ، أحّن الى قبلاتك والدي فاي قبلة من صديق وحبيب وقريب وأي عناق لا يعوّضان دفء حضورك القوي في حياتي ، فأوّل مرّة اليوم أتمنى الا أطفىء شمعتي ، فكل عام يمضي ، يضعف ذاكرتي ويبهت ذكرياتي وأنا متمسّكة بكل تفاصيلها لأنك تعيش فيها وهي تعيش فيك…

اليوم أحتفل بعيد ميلادي والى جانبي ملائكتي الثلاثة وشقيقة يدغدغ فؤادي حنانها ووالدة خسرت نصفها فوجدته بيننا وزوج انحني أمام حبّه الكبير وكرم مشاعره ، اليوم أحتفل بعيد ميلادي مع عائلتي الوحيدة التي لم تتخلى عني يوماً بل دعمتني و وقفت الى جانبي وضحّت لأجلي ومدتّني بفيض من المشاعر الصادقة والحقيقية.

اليوم أحتفل مع عائلتي الجديدة ، أسرة موقع بصراحة ، ريتا وعلاء ,لينا ومحمد وسهى وريمي وماريو ومع كل متابعي الموقع الذين أصبحوا أفراداً من هذه العائلة ، وأطفىء معكم شمعة نجاح مشعّة لأضيء أخرى أكثر توّهجاً …
اليوم أستقبل عاماً جديداً من حياتي أتمنى ان يحمل معه الصحة والسعادة وطول العمر لمن أحب ، والقدرة على المسامحة لمن أسيء لهم، والصبر لمن أعمل معهم، والحكمة لمن يكرهني ، والايمان لقلبي المنشغل عن الله بأمور الدنيا ، و الحرية لكل شعوب العالم ، والسلام للأمة العربية وأخيراً اتمنى ان أعيش عاماً إضافياً “لأشبع” من رائحة أولادي وعناق زوجي وقبلات شقيقتي و حنان أمي …

كل عام وانتم أحبائي…

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com