الى مارسيل خليفة… عذرك أقبح من ذنبك

1

بعد ان تعرض لسلسلة من الانتقادات اللاذعة في الساعات الماضية إثر امتناعه عن عزف النشيد الوطني اللبناني في حفلته في افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية التي ترعاها وزارة السياحة.

صدر عن الفنان مارسيل خليفة بياناً، يوضح فيه ملابسات الموضوع، ويبرر تصرفه المسيء بأن شوارع البلد تفيض بالزبالة. الكهرباء مقطوعة ٢٤ على ٢٤ البيئة ملوثّة: الأكل والشرب والامراض. الناس تموت على باب المستشفيات. جبال الوطن تحولت الى حصى ورمل. وأن نشيده في افتتاحية بعلبك كان لوطن عاصي ومنصور الرحباني وذكي ناصيف وتوفيق الباشا وصباح ووديع ونصري شمس الدين. مشدداً أنه يريد وطناً يمارس فيه حرياته الكاملة دون خوف ودون تشويه ودون تهديد”.

وكتب مارسيل خليفة على حسابه على فايسبوك:

“كلنا للوطن..
شوارع الوطن تفيض بالزبالة . الكهرباء مقطوعة ٢٤ على ٢٤ البيئة ملوثّة: الأكل والشرب والامراض. الناس تموت على باب المستشفيات. جبال الوطن تحولت الى حصى ورمل.
نشيدي في افتتاحية بعلبك كان لوطن عاصي ومنصور الرحباني وذكي ناصيف وتوفيق الباشا وصباح ووديع ونصري شمس الدين.
وطنهم هو وطني.
كيفما التفت خصومك يحاصرونك بثرثراتهم. وأعداؤك يطالبونك بأن تدعهم يحبونك.
ماذا تقدر أن تفعل ضد محبتهم؟
أقاوم الإعصار بوتر العود.
(سهلنا والجبل، منبت للفتن)
أمكنة دبقة ومهسترة. لم يعد من الممكن العيش فيها مع الحياة . كل شيء موسّخ . ضاق ضاق الوطن!
ليتنا نصبح على وطن لا يزال فيه العشب أخضر والماء ماء والأحلام أحلاماً… ولو خابت..
الوطن الذي نريد هو الوطن الذي سيعيد إلينا الضحك على مدى صوته. سيعيد الى الناس العيد والاحتفال سيحمل في ما سيحمل إلينا الحب الى العرش. لأنه نور الخبز وخمره. الخبز يابس بلا فرح الخمر وصوفية نشوته.
اتسع الشعور بالفراغ: “الله” واحد. الخراب واحد. الحاكم واحد. الصفر واحد .
سنحاول ان لا نكون “واحد” لنواجه الواقع وحتى لا تصرعنا الخيبة .
لنا وطن الحب وليس لنا غيره. سنمسك الأمل المطل كما يمسك الغريق خشبة الخلاص.
أكثير ان نحلم بهذا القليل.
فليطلع ذلك الوطن من كل الجراح. فلينبثق من الخوف. بإيمان الصغار الذين ينتظرونه.
أتذكّر عندما كنّا صغاراً كنّا نلوك النشيد في ملعب المدرسة قبل الصعود الى الصفوف تحت الشتي والبرد والشمس الحارقة. “ملء عين الزمن”
كيف سننهض من قهرنا في زمن القسوة. نبكي اعماراً قتلوها . اسكنوا فيها الخوف. ومتنا من القلق من الحسرة من التهديد من الذل من الخوف من الظلم من القهر ومن الاغتراب.
كانت تحتلنا الجيوش صارت تحتلنا الأشباح في وطن الطوائف.
نريد وطناً لا يمنعنا ببطشه ان نكون أحراراً بل بالعكس يساعدنا ان نمارس حرياتنا كاملة دون خوف ودون تشويه ودون تهديد وفي إطار من الحياة المتفاعلة ومن البشر المتفاعلين. وطن يمهد لقيام مجتمع لا يعود في إمكانه أن يغدر بمواهب موهوبيه وأصالة اصيليه ولا يعود محتماً عليه كي يحافظ على نفسه ان يفسد البراءة في النفس البريئة ويخنق الصوت الصافي في حنجرته ويقضي على كل تطلُّع الى المستقبل ويخمد نار الحماسة بقذارة اليأس. وطن البشر لا نشيد وطن الطوائف.
تصبحون على وطن”.

كل الشعب اللبناني يدرك الوضع المتأزم الذي وصل اليه البلد ولكن رغم كل الأزمات والمصاعب التي تواجه هذا الشعب الذي تحمّل كثيراً في الحرب وفي السلم، إلا أنه يتوحد عندما يشعر أن لبنان يُهان أو يتعرض لعدوان.

كل المطالب التي وردت في بيان مارسيل خليفة يطالب بها كل مواطن لبناني حر، ولكن هذا لا يبرر أسلوبه الحاقد على لبنان في امتناعه عن عزف النشيد الوطني اللبناني في مهرجان ترعاه وزارة السياحة، وتقاضى اجراً بألوف الدولارات من 3000 شخصاً حضروا لمشاهدته.

عاصي ومنصور الرحباني، ذكي ناصيف، توفيق الباشا، صباح، وديع الصافي، نصري شمس الدين وغيرهم من عمالقة الفن اللبناني حافظوا على لبنان الوطن ورفعوا إسمه في كل العالم ولم يهينوا النشيد او الوطن وشعبه كما فعلت انتَ.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com