الشاعر خالد الظنحاني يطالب وسائل الاعلام المحلية بمواكبة الحراك الثقافي المزدهر بالامارات

استضاف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس الأول الكاتب والشاعر الاماراتي خالد الظنحاني في محاضرة بعنوان” المشهد الثقافي الإماراتي في الإعلام المحلي – الواقع والطموح”. وذلك في مقر المركز في منطقة البطين في أبوظبي.

وفي بداية المحاضرة التي شهدت حضوراً متميزاً يتقدمهم الاستاذ منصور سعيد المنصوري مدير ادارة الثقافة والاعلام بالمركز تقدم الظنحاني بالشكر والتقدير الى سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام على الدور التنويري التثقيفي الذي يقوم به المركز، وقال ان المركز بما يقوم به مه جهود ثقافية يشكل رافداً مهما للثقافة في العاصمة ابوظبي والامارات عموماً .

عقب ذلك تحدثت المحاضر عن العلاقة بين الثقافة والإعلام وقال ان كلاهما مهم للاخر .حيث تعتبر الصحافة ووسائل الإعلام الناقل الأمثل للثقافة والراعية لها والداعمة للعمل الثقافي، موضحاً ان أي نهضة ثقافية أو فكرية لا بد وأن تستند إلى الإعلام في شراكة تعمل على تقديم الثقافة في حلة بهية، وتوصل رسالتها إلى الجمهور المستهدف بطريقة سهلة.

وتوقف المحاضر عند الثقافة الإماراتية مبرزاً قول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه:”إن العلم والثقافة أساس تقدم الأمة وأساس الحضارة وحجر الأساس في بناء الأمم، لإنه لولا التقدم العلمي، لما كانت هناك حضارات ولا صناعة متقدمة أو زراعة تفي بحاجة المواطنين.

واكد أن الثقافة تعد من أهم ركائز التقدُّم والتنمية والحضارة للدول والمجتمعات، حيث تكمن أهميتها في مجموعة من النقاط ابرزها ترسيخ مبادئ الدولة وقيمها، ورفع مستوى الوعي الثقافي والمجتمعي وتحقيق الرِّيادة في التنمية الثقافية والمجتمعية.وتعزيز الهوية الوطنية في نفوس أبناء الوطن.وتعميق قيم الولاء والانتماء للوطن وللقيادة.كما ان الثقافة تشكل صمام أمان للشباب والمجتمع ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة والظلامية.

واشاد الظنحاني في هذا الصدد بمبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله وخاصة مبادرة عام القراءة، كما اشاد بمبادرة تحدي القراءة التي اطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقال ان هاتين المبادرتين حركتا المشهد الثقافي، موضحاً ان دولة الإمارات العربية المتحدة مشهود لها باهتمامها الكبير في ميدان الثقافة ودعم المبدعين من أبنائها في كل المجالات. الأمر الذي خلق لها ثِقلاً أدبياً كبيراً وبوَّأها مكانة ثقافية عظيمة بين الدول والشعوب بحيث تطورت الحياة الثقافية في دولة الإمارات بشكل يدعو إلى الفخر بمستقبل ثقافي مبهر، وقد تعددت مظاهر التطور الثقافي من خلال العديد من المهرجانات والملتقيات الفكرية والأدبية والشعرية والثقافية التي تنظمها المؤسسات الحكومية والأهلية في مختلف مناطق الدولة والتي صبغت بيئة المجتمع الإماراتي بصبغة ثقافية مميزة.

وعرج المحاضر على العديد من اوجه الثقافة في مدن الدولة ومناطقها.وقال إن كل هذا الثراء في الفعاليات والأنشطة الثقافية وتنوعها جعل من دولة الإمارات مهرجاناً ثقافياً زاخراً ومستمراً . وما الإشادات الدولية التي تقرُّ وتؤكد فاعلية الدولة والمراكز المتقدمة التي تبوأتها في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية إقليمياً وعربياً ودولياً إلا دليلا على نجاح هذه السياسة الحكيمة التي أسهمت في رفعة الوطن وتقدمه، وجعلته في مصاف الدول المتقدمة، وهو ما نلمسه ونراه دوماً خلال مشاركاتنا في مختلف المحافل الأدبية والثقافية الإقليمية والدولية.

وذكر الظنحاني ان من اهم النتائج للسياسة الحكيمة في ما يخص الجانب الثقافي. تكاتف شعب الإمارات والتفافه حول قيادة البلاد الرشيدة خصوصاً خلال الفترة المضطربة التي عمت معظم أنحاء المنطقة العربية، وقد أظهر أبناء الوطن أنبل ملاحم الولاء والإنتماء والتلاحم والإعتزاز بوطنهم من جهة، وبقيادتهم الرشيدة من جهة آخرى.

عقب ذلك تحدث الظنحاني عن الإعلام المحلي مشيرا الى بداياته وتطوره سواء في الصحافة او الاذاعة او التلفزيون وتطرق الى كل واحدة منها وقدم شرحا حول النشاة والتطور فيها .

واكد ان العلاقة بين الثقافة والإعلام علاقة تكاملية وتبادلية، إذ لا ثقافة من دون إعلام، ولا إعلام من دون ثقافة، فالثقافة تغذي الإعلام، والإعلام وسيلة لإيصال الثقافة .

وقال ان النشاط الثقافي لا ينمو إلا باحتضانه إعلامياً، كما ان النشاط الثقافي أو الفني الذي يخلو من التغطيات الإعلامية، ووجود الصحافيين، هو نشاط يدور في دائرة مغلقة، كما أن العنصر الإعلامي اليوم بات جزءاً لا يتجزأ من مراحل المعالجة الثقافية في المجتمع، فالأخير لا يتطور ولا يطور إلاَّ بالصحافة، وكلما تنوّع وجودها ازدادت الثقافة قوة، ونمت نمواً طبيعياً، وتفاعلت مع غيرها بما يضمن لنا مجتمعاً صحياً .

واشار الى ان الثقافة عموماً والأدب على وجه الخصوص باتا اليوم يحتلان ذيل القائمة بالنسبة إلى المشهد الإعلامي العربي، وهذا الأمر ليس عربياً فقط، بل في مختلف الدول والمجتمعات، فالترفيه والمتعة دائماً يتصدران المشهد، داعيا وسائل الاعلام الى الاهتام بشكل اكبر بالثقافة وعنوانيها المختلفة .

وحول الإعلام الحديث ودوره الثقافي اوضح الظنحاني ان انتشار شبكات التواصل الاجتماعي احدث تحوّلاً كبيراً في المجتمعات،

وحول الإيجابيات والسلبيات في المشهد الثقافي الإعلامي شدد المحاضر على ان الإعلام الإماراتي بقي محصوراً في الإطار الوظيفي، كما انه لا يوجد تنسيق بين المؤسسات الثقافية والإعلامية، خصوصاً لجهة الأنشطة الثقافية.  مشدداً على اهمية التخصص وتعاون القطاعين الحكومي و الخاص، وعمل توأمة مع القطاع الثقافي الحكومية ليعم الفعل الثقافي كل أرجاء الوطن. مع اهمية ايلاء العنصر المواطن اهمية خاصة .

وواضاف ان الساحة الثقافية بحاجة ماسة إلى رؤية ثقافية شاملة أكثر تصالحاً مع الواقع بحيث تكون هناك مواءمة بين الفكر المجرد والحقائق الموضوعية التي تسود الواقع المعاش.

واختتم المحاضرة ورقته حول الطموح والمأمول من الاعلام الإماراتي ـ بدعوة الإعلام الإماراتي الى تخصيص جُلّ وقته لتقديم ما يرقى ويواكب الازدهار الثقافي الإماراتي، موضحا انه لا يمكن أن يتولى ذلك إلا محترفون في ميدان الوعي والتوعية والتنوير الفكري، مؤكداً ان ما نطمح إليه هو أن تصبح دولة الإمارات عاصمة للثقافة العالمية.

وفي ختام المحاضرة التي ادارها الاعلامي والمترجم عبد الرحيم ايت علا دار حوار بين الظنحاني والجمهور تركز على الفجوة بين بعض وسائل الاعلام والثقافة ودعوة وسائل الاعلام الى تخصيص مساحة اكبر للثقافة ونقل تقافة الامارات الى العالمية ، مشددين على المسؤولية الجماعية في ذلك .

عقب ذلك كرم الاستاذ منصور سعيد المنصوري المحاضر وقدم له درعا وشهادة تقديرية .

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com