الشاعرة سهام الشعشاع لـ بصراحة: في قلبي وجع داخلي يصعب عليّ تجاوزه؛ إليسا انسانة طيبة ولكن (باب نارها قريب)؛ التقيت نجوى كرم لكن لم يعجبها ما كتبته من أجلها، وإذا ما وصلِت الكلمة لها بكون في مشكلة من طرفها

من تقديم البرامج و الكاميرا و الأضواء إلى كتابة الأغنيات والعمل من وراء الكواليس.. الشاعرة السورية سهام الشعشاع التي ولدت وعاشت في بيروت ثم انتقلت فيما بعد إلى الإمارات العربية المتحدة، تبدو اليوم في عز نضوجها و رونقها الفني مع كل التقدير و الإعجاب اللذين تستحوذهما من الفنانين والجمهور في آن..

صدر لها في الشعر ديوان “كأني لم أكن” و “إني اخترتك آدماً”.. و لم تلبث أن أخذتها تجربتها الصحفية المكتوبة، فعملت مقدمة برامج تلفزيونية، وصولاً إلى تجربتها الأكثر لمعاناً هذه الأيام و هي شعر الأغنية..

كتبت لأسماء كبيرة و تعاملت مع أهم المطربين العرب الذين غنوا من كلامها أمثال: راغب علامه، صابر الرباعي، وليد توفيق، عبد الرب ادريس، زياد برجي، الملحن زياد بطرس، عبادي الجوهر، طلال سلامة، ابراهيم الحكمي.. و من الفنانات: أحلام، لطيفة، أمل حجازي، اليسا، رويدا المحروقي، مها الريم و غيرهم من الأسماء…

سهام التي حضرت مهرجان بيروت الدولي للتكريم BIAF نهار الأحد 27 تشرين الثاني لتحتفل مع المكرّمين و تشاركهم فرحهتهم بالتكريم، التقيتها على الطاولة رقم 20 التي كانت تجلسها مع الزميلة رئيس التحرير باتريسيا هاشم، و كان لي معها هذا الحوار الشيق..

– ماذا يعني لكِ تكريم نجوم لبنان و الوطن العربي من العاصمة بيروت؟
برأيي أنه لا أجمل من أن تصفّق لفنان تحت الضوء يستحق التصفيق.. و السبب يعود أننا غالباً ما نتأخّر في إعطاء المبدعين حقوقهم، و لعلّ هذا ما يبرّر سبب وجودي اليوم في هذا المهرجان الذي أحيّي كل القائمين عليه..

– ماذا تقولين لسوريا اليوم من بيروت؟
“انشالله غيمة و بتمرّ”.. فبالرغم من مشاركتي في العديد من المهرجانات و الاحتفالات إلا أنني كمواطنة سورية تحزّ في قلبي سوريا اليوم، و في قلبي وجع داخلي يصعب عليّ تجاوزه بسهولة.. أعتبر أنّ كل نقطة دم سُفكت في الشارع السوري من أي شخص مدني أو رجل أمن أو مطلق أي مواطن سوري تعني لي الكثير، فكل شهيد سوري هو قريبي بالروح.. و إنه لأمرٌ محزن جداً الذي يحدث.. أتمنى أن يعود و بأسرع وقت السلم الذي كان يرافق سوريا دائماً و في كل المراحل، و أن يتخطى وطني هذه المحنة.. و أتمنى أن يتم أخذ القرار المناسب من قبل القائمين على موقع القرار و أن يسرعوا لتجاوز هذه المشكلة التي تواجهنا..

– ما جديدك مع إليسا؟
(تضحك) في الواقع أحضّر أعمالاً لإليسا و غيرها من الفنانين.. كتبتُ كلمات أغنية للفنان منصور الزايد ألحان سليم عسّاف، بالإضافة إلى أغنية “إضحك” للفنانة منى أمرشا ألحان عصام كمال، و أغنية “لو بالكذب” للفنانة ميريام فارس ألحان محمد رحيم. . و لكن مع الملحن محمد رحيم نفسه كان لي تعاوناً آخرَ معه بعد أغنية “و بيستحي” مع إليسا بأغنية بعنوان “ما بدّي غيرك” التي عُرفَت بـ “كلّ اللي من قبلك”..

– هل ارتحتِ للتعامل مع الفنانين من خلال كلمات الأغنيات؟
طبعاً أنا سعيدة جداً بهذه الإطلالات و التواقيع المتعددة مع أكثر من فنان..

– سمعنا عن تعاملكِ بأغنية أخرى لإليسا في ألبومها المقبل من ألحان الملحن طارق أبو جودة.. ماذا تقولين عن هذه الأغنية؟
نعم، هذه الأغنية أحضرها و لكن أتكتّم عن الإدلاء بتفاصيل نظراً لحساسية الأمر بهذا الموضوع، و خاصّة مع إليسا..

-عندما تُسألين في الإعلام عن إليسا تقولين إنها إنسانة عفوية و صادقة بعكس ما يؤخَذ عليها أنها مزاجية و سيّئة في التعامل..
(تقاطعني) أنا لا أوافق إطلاقاً على ما يُقال عن إليسا، فهي انسانة طيبة جداً و لكن “باب نارها قريب” أي أنها تُستفزّ بسرعة لأنها طبيعية..
هناك أشخاص يملكون طاقة على التمثيل ربّما أو تجميل الأشياء، فيدركون جيداً كيف يتجاوزون بدبلوماسية الأمور التي تُزعجهم.. أما إليسا فهي لا تملك هذه القدرة لأنها ببساطة ليست ممثلة..

– تقولين عنها في مقابلاتك أنها طفلة..
(تبتسم) هذا صحيح، فعلاً فهي قلب طفل.. و أنا سعيدة جداً أن نكون قريبتين إلى حدّ يمكّنني من التقاط هذه الطفولة التي ليس باستطاعة الكثيرين التقاطها فيهربون من التعاطي مع إليسا و يتهمونها بصفاتٍ بشعة.. أحبّ طبيعة إليسا، فعندما يكون الإنسان أمامك طبيعي إلى هذا الحدّ يصبح بإمكانك العثور على كلّ مفاتيح أقفاله..

– لماذا لم تتعامل سهام الشعشاع حتى الآن مع نانسي عجرم أو نجوى كرم أو أي نجمة صف أول غير إليسا؟
سأقول لك شيئاً.. الفنان هو الذي يجب أن يسعى للتعامل مع الملحن و ليس العكس.. التقيت و نجوى كرم، لكن لم يعجبها ما كتبته من أجلها..

– ماذا قالت لكِ نجوى عندما رفضت أن تغني سهام الشعشاع؟
قالت لي: “أنا بعرف إنو في عندك شعر بعد ما انكتب لإلي بعد، لأنو بحب شو بتكتبي”… ببساطة لم يناسبها الذي كتبته لها، و هذا عادي، و لكن لا أعتقد أنها قد تجدني أكتب يوماً نوع الأغنيات التي تغنيها حالياً “أكيد لا”.. لكي أكتب لنجوى يجب أن تجد الحلّ الوسط الذي يجمعنا، فيجب أن تتنازل قليلاً من جهتها وأنا من جهتي سأتنازل أيضاً و لكن مع المحافظة على لمستي الرومنسية، سأكتب شعري الذي يشبهني..

– لكن في آخر أعمال نجوى لا بدّ أن تكوني قد انتبهتِ لأغنية كلاسيكية هي ضمن الألبوم و هي “لو بس تعرف”..
بجب أن تسأل نجوى عن هذا الموضوع، فأنا قدّمتُ ما لديّ و الكلمة لها..

– هل يزعجك الموضوع؟
بشكل عام لم أنزعج و لم يستفزني الموضوع، لأنني أثق بشعري و أعرف ان كلمتي مطلوبة و تصل للآخرين بشكلٍ صحيح.. و “إذا ما وصلِت لنجوى بكون في مشكلة من طرفها و ليس من طرفي”..

– حسناً.. و ماذا عن نانسي عجرم التي أبدت إعجابها الشديد بأغنية “و بيستحي” لإليسا؟ لأشهر مضت كان هناك مشروع تعاون معها أليس صحيحاً؟
نعم كان موجوداً.. اتصل بي مدير أعمالها الأستاذ جيجي لامارا عدّة مرات تمهيداً لعملٍ سوياً.. بصراحة نانسي من أكثر الفنانات التي أحبّ التعامل معها، لأنه متفقٌ عليها من الجميع.. تتابع و تقول: “ما في حدا بيكره نانسي”!

• تتدخل الزميلة رئيس التحرير باتريسيا هاشم و تسألها عن بداياتها مع راغب علامة، و تسألها عن التعاون الذي لم يتكرّر بعد هذه التجربة..
“والله ما بعرف”.. عندما نلتقي أنا و راغب أقول له دائماً: أنتَ الفنان الأول الذي غنى من كلماتي و “كان وجّك خير عليّ”.. و لكن هو غيّر استراتيجيته لناحية اختيار الكلمات، فبات يأخذ كلاماً ملحّناً للأسف..