الحرية في وطن الرحابنة… مهدّدة

لعلّ ما يحصل في كواليس منع عرض حلقة الغد من برنامج “مش غلط” الذي يقدّمه الزميل وسام بريدي والذي من المفترض ان يستضيف الاعلاميَّة الزميلة نضال الاحمدية بمناسبة الذكرى 24 لرحيل الموسيقار عاصي الرحباني لتتحدث عن النزاع القضائي القائم بين ورثة منصور من جهة، وورثة عاصي الرحباني من جهة أخرى (السيدة فيروز وأبنائها زياد وريما)، حيث تقدّم ورثة الكبير منصور الرحباني بطلب الإستدعاء الى القاضي المنفرد المدني في بيروت الناظر بقضايا الأمور المستعجلة عبر وكيلهم القانوني المحامي كمال أبو ظهر بمنع اجراء هذه الحلقة وعرضها في محاولة منهم لقطع الطريق على التداول بالخلاف الفضيحة بشكل علني.

هذا الاسلوب الرحباني الذي لم نعتد عليه أيام العملاقين منصور وعاصي ، يطرح العديد من علامات الاستفهام ويستفز كثيرين لرفع الصوت عالياً سيما وان الحرية الاعلامية مهدّدة وعلى المحك. فلم نشهد منذ زمن محاولات مماثلة لكمّ الافواه والتعرّض للاعلاميين ولوسائل الاعلام وممارسة أسلوب التهديد والوعيد ، فهل هذا الامر اصبح محّللاً مؤخراً لورثة الكبير منصور الرحباني رحمه الله ، حيث لا يفوّت المتحدّث باسمهم اسامة الرحباني فرصة لكي يقف بالمرصاد لكل من يجرؤ على انتقاد الاخوين رحباني (كما حصل في حلقة “المايسترو” مع الموسيقار ملحم بركات ) او من يجرؤ مؤخراً على البحث أو المناقشة في الخلاف الحاصل بينهم وبين سفيرة لبنان الى النجوم السيدة فيروز؟

لن أدخل في التفاصيل القانونية لأنني لا افقه بها كثيراً، لكن ، ان يسمح ورثة منصور الرحباني لأنفسهم بمنع حلقة هنا وايقاف حلقة هناك ، لا يشجع كثيراً على التفاؤل، سيما وان الاخوين الرحباني كانا اول المطالبين بالحرية، حرية الوطن والمعتقد والتعبير، فكيف يأتي اليوم ورثة احدهما ليأخذ قراراً بمنع عرض حلقة تلفزيونية مباشرة على الهواء لا يعلم بمضمونها الا معدّها ومقدّمها وضيفتها الاعلامية السيدة نضال الاحمدية؟ هل نحكم على الافتراضات ام اصبحنا في بلد يحكم قضاؤه على النوايا؟

نأمل ألا ينحاز القضاء مرّة أخرى لفريق على حساب الآخر، فيضرب بعرض الحائط احترامه لحرّية الاعلام . وبهذه المناسبة ، نسأل أين وزير الاعلام من كل ما يحصل وهل هو راضٍ عن هذا التعاطي الجائر مع الاعلام في القرن الواحد والعشرين؟

بغض النظر من هم  أصحاب الحق وبغض النظر عن مجريات وتفاصيل القضية العالقة بين ورثة منصور من جهة وورثة عاصي من جهة أخرى، فنحن يعنينا الشق الاعلامي من القضية وهذا حقّ مشروع وعادل ، فلكل وسيلة اعلامية الحرية في التعبير عن آرائها ولها أن تستضيف من تشاء لتوضيح الأمر للرأي العام الذي له الحق ايضًا بالاطلاع على حقيقة ما يجري، ولا داعي لكل هذه “الشوشرة” من قبل ورثة منصور الرحباني الذين على ما يبدو، لا يتعاطون بحكمة مع الأمور مؤخراً، فقليل من “التواضع” يا سادة، أنتم الرحابنة “على عيننا وراسنا” ولكن الغرور والتعجرف بالتعامل مع الاعلام والصحافة ممنوع والتطاول على الاعلاميين والصحافيين خط أحمر …

وسام بريدي ونضال الاحمدية نحن بانتظار حلقتكم غداً على أمل ألا يأخذ القضاء القرار بإيقاف أو منع الحلقة، فما زال هناك قضاة شرفاء يحكمون بالعدل ويؤمنون بحرية الكلمة التي ان قُمعت… سقط وطن الحرية الذي جاهر به الرحابنة على مدى عقود.

وتصبحون… على وطن

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com