ارتكاب جريمة مثليَّة في “سيرة وانفتحت” والأدلة الجنائية تكشف اللغز

تحت عنوان “الجريمة المثلية” قدم زافين حلقة مميزة من برنامجه “سيرة وانفتحت” مساء الاثنين فحول أستوديو البرنامج إلى مسرح جريمة حيث حضر فريق مجهز من الأدلة الجنائية بقيادة رئيس مكتب الحوادث المركزي الرائد يوسف خير الدين، وقام بجمع الأدلة والبصمات مباشرة على الهواء للمرة الأولى على الشاشة اللبنانية وشرح للمشاهدين كيفية تفكيك لغز الجريمة للوصول إلى المجرم.

وكان زافين قد استهل الحلقة بالإشارة إلى تزايد الحديث عن المثلية الجنسية في المجتمع اللبناني محاولا كسر الصورة النمطية السائدة عبر الحديث عن شخصية المثلي القاتل والتحول الذي يحدث لحظة الجريمة للأشخاص الذين ينظر إليهم المجتمع بأنهم من الجنس “الناعم”.

الضيوف:
– رئيس قسم المباحث العلمية العميد هشام الأعور.
– الطبيب الشرعي والأخصائي في تحليل الجرائم الدكتور سامي قواص.
– الطبيب النفسي المتخصص في علم الدماغ السلوكي الدكتور أنطوان سعد.

من الحلقة:
قال الدكتور قواص: نحو مليار شخص حول العالم يحملون هوية جنسية ملتبسة، وهم ينقسمون ثلاث فئات: المثلي العلني، الفخور والذي يعلن مثليته على الملأ. وهناك المثلي السرّي، الذي يتصالح مع نفسه لكنّه يخفي مثليته، وهم النسبة الأكبر. وهناك المثلي الهامشي، الذي يعيش عقدة ذنب بينه وبين نفسه، وربما يتزوج من أجل إخفاء أمر مثليته.

وهؤلاء الهامشيون، أضاف الدكتور قواص، هم الأكثر عرضة للتعرض للجرائم، منها القتل، لأنّهم يبحثون دائما عن ليلة عابرة مع شخص غريب. وهذا الغريب (الصيّاد) يصطاد المثليين ويسرقهم وقد يقتلهم. وهؤلاء ربما يكونون السبب في تزايد جرائم القتل في صفوف المثليين.

وفي موضوع القتل، تكون إمكانية الجريمة بين المثليين أكبر، خصوصا الرجال وليس النساء، لأنّ الرجل المثلي يحمل “شغف المرأة وعدوانية الرجل وعنفه”.
ففي العادة تكون المرأة أكثر شغفا، الشغف الذي يدفعها أحيانا إلى الغيرة العمياء والمجنونة إذا كانت مغرمة، لكنّها لا تملك العدوانية والقوة والجرأة على تحويل جنونها إلى عنف أو جريمة.

وشدد الدكتور أنطوان سعد على أن العنف يبدأ من التربية في الصغر، حيث يعاني المثلي من نقص عاطفي لدى الأهل، ثم من سخرية الزملاء في المدرسة والحي من تصرفاته التي تظهر خنوثة ما، ثم يصطدم بالفشل في علاقاته مع الفتيات إلى أن يستيقظ من سباته ويكتشف، أو يعترف، بأنّه مثلي، فيستغله أحدهم، وربما يهينه أو يستخدم العنف الجسدي والنفسي معه، ويصل الأمر، في فترة ما من حياته الكئيبة، بعد سنوات، إلى ارتكاب جريمة بحق من يذكره بهذا التاريخ الطويل من القهر والإهانات، مما يدفع المثلي إلى دفع ثمن هذا التاريخ كلّه.

هناك أيضا، لاحظ قواص، اختلاف في دوافع القتل بين المرأة والرجل، فالمرأة تقتل لتتخلص من الرجل، الذي يكون قد أطبق على حياتها. أما الرجل فيقتل ليمتلك المقتولة ويمنعها من الانفصال عنه والذهاب إلى أحضان رجل آخر.
بدوره رفض العميد الأعور مقولة ازدياد الجرائم المثلية معتبرا أن خلال السنوات العشرة الماضية لم تسجل إلا خمس جرائم مثلية موصوفة غير انه لاحظ أن هذه الجرائم تتسم بالعنف والدموية حيث يعمد القاتل إلى التنكيل بضحيته بما يصعب وصفه أحيانا.

في محور مسرح الجريمة
من الثوابت الراسخة في علم الجريمة، أن المجرم، في أكثر من 99 بالمئة من الجرائم، يترك أدلة وراءه في مسرح الجريمة. لذا، فإنّ الأكثر إلحاحا لدى “أول الواصلين إلى مسرح الجريمة”، بحسب الخبراء، وبحسب “دليل أول الواصلين إلى مسرح الجريمة”، الذي أعدّه قسم المباحث العلمية في قوى الأمن الداخلي، هو تأمين الإسعافات للجرحى، ثم توقيف المشتبه بهم، ثم حماية مسرح الجريمة من العبث المقصود وغير المقصود.

الطبيب الشرعي، الذي يصل ويسمح له بالدخول إلى جانب الأدلة الجنائية والمباحث العلمية، يحرص على التأكد من أن لا أحد يعبث بمسرح الجريمة ويضيع معالمه، إن عن قصد أو غير قصد. ويبدأ البحث، بعينه الثاقبة وقدرته على تصوّر كيفية وقوع الجريمة، من خلال المعاينة النظرية بالدرجة الأولى، ويبدأ في جمع المعلومات والصور والأدلة، من دماء أو شعيرات أو ثياب أو كؤوس عليها بصمات، بالطبع بمساعدة الأدلة الجنائية والعلمية ورافعي البصمات. واعتبر الدكتور قوّاص أن الطبيب الشرعي الجيد هو الذي يعرف كيف “يجعل الجثة تتكلم”.

كما تحدث العميد هشام الأعور عن أكثر الطرق العلمية والطرق التي يفكر بها رجال الأمن والمباحث العلمية في مسرح الجريمة، وإلى أين تذهب التحقيقات وكيف. كاشفا أن مهمة المحقق هي وضع نفسه مكان المجرم لفهم كيفية قيامه بعمله الجرمي.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com