رأي خاص-في مسلسل اتهام،المنتج مفيد الرفاعي رفع مستوى المنافسة، كلوديا مارشليان رفعت الصوت ونحن نرفع القبعة لنجوم العمل‎

ها قد شارف شهر رمضان على نهايته، وككل عام تتنافس الدراما اللبنانية والعربية لتقديم أبرز وأقوى الإنتاجات والأعمال وهذا التنافس الشريف جعلنا نشهد هذا العام مسلسلات رائعة قدمت في حبكات مميزة فكان المشاهد اللبناني والعربي هو الفائز الأكبر!

ولعل أبرز ما شاهدناه هذا العام كان مسلسل “إتهام” الذي خاض السباق الرمضاني وبقوة كبيرة فنال نسبة مشاهدة عالية جداً جعلته يتربع على عرش اهم المسلسلات الرمضانية العربية فبرهن أنه مسلسل متكامل بكافة عناصره ومقوماته فأشاد به النقاد وأهل الصحافة واعتبروه من بين المسلسلات الأكثر جماهيرية لرمضان 2014.

وكانت مشاركة الفنانة ميريام فارس في أول عمل درامي في مسيرتها الفنية حدث انتظرناه بترقب، وإذ بنا نتفاجأ بها ممثلة من الطراز الجيد وربما فاقت كل توقعات المشاهدين ولم تخيب ظنهم بل نجحت بجدارة وأدهشتهم الا ان ذلك لم يحل دون بعض الانتقادات من قبل اهل الصحافة والاعلام من النقاد ربما لأنهم يعرفون ميريام على حقيقتها او بالاحرى على طبيعتها فكان حكمهم عليها اقسى !

وبعد أن كانت رقماً صعباً في عالم الغناء والإستعراض، اثبتت ميريام رغم كل ملاحظاتنا أنها رقم صعب ايضاً في عالم التمثيل والدراما. فميريام التي لم تدرس التمثيل أبداً، أصبحت حديث البلد والدول العربية منذ عرض الحلقة الأولى من “إتهام” فتقمصت شخصية “ريم” متقنة الدور بحرفية عالية، فتألمت وحاربت بكل قوتها واستحقت أن تكون نجمة تمثيل الا ان الملاحظة الابرز على اداء ميريام فتكمن في تصنعها المبالغ فيه وفي طريقة كلامها فخفتت وبدلت صوتها من دون اي مبرر ما افقد بعض المشاهد والمواقف بريقها وقوتها وطبيعيتها فربما اعتقدت ميريام ان ذلك قد يخدم الشخصية الا ان ذلك لم يحل دون مقارنة المقربين من ميريام من اهل الصحافة بين ميريام الحقيقية وميريام الممثلة الا ان ذلك لم يؤثر في الجمهور الذي يتعرف على ميريام الممثلة الدرامية لأول مرة فاقنعتهم بأدائها وبالدور الذي لعبته. ولأننا مؤمنون بأن الجمهور هو الحكم الاقوى والاهم فنترك لهم الحكم النهائي على ميريام ونحترم تقديرهم لها واعجابهم الكبير بها.

ميريام فارس أنت متهمة اليوم بأنك سرقت قلوب المشاهدين بادائك وتمثيلك الرائعين فباتوا يتمنون ألا ينتهي المسلسل، ويترقبون بتشويق كبير أحداث الحلقة الاخيرة…وأنت متهمة بأنك جعلتهم يعيشون “ريم” فبكوا وتألموا معك، وفرحوا لضحكاتك وجعلتهم ينسون لشهر كامل ميريام الفنانة وتفاعلوا مع ميريام الممثلة، فقد خلعت ثوب النجومية وظهرت حتى بدون مكياج في الحلقات الاولى وبملابس عادية فغابت ميريام المغنية وحضرت ميريام الممثلة .

ولعلك تقصدت فعل ذلك والفصل بين تجربتي التمثيل والغناء، لدرجة أنك رفضت غناء اغنية شارة “إتهام” الرائعة كلاماً ولحناً فكانت من نصيب الفنان آدم الذي قدمها بصوت قوي جعلنا نتأثر بها لدى سماعها.

ولكن هذا النجاح الصاعق، والبريق المدوي للمسلسل لم يكن ليكتمل إلا بإكتمال كل فريق العمل فرداً فرداً وبتقديم كل منهم عمله بشكل إحترافي وعلى أكمل وجه…فالنص الواقعي الحقيقي والحبكة الرائعة للكاتبة المبدعة كلوديا مارشليان جعلونا نصغي وبإمعان تام لكل كلمة وحرف وفاصلة في الحوار الشيق، فنتمنى أن يطول الكلام أكثر وأكثر، هذا الكلام المعتمد على السهل الممتنع الراقي الذي يلامس المشاعر ويجعلنا نصاب بالقشعريرة عدا المواضيع الحساسة والدقيقة التي عالجتها في هذا المسلسل بدءاً بقضية الاتجار بالفتيات وانعكاسها عليهن وعلى المجتمع مروراً بقضية الامراض النفسية ومحاولات الانتحار وصولاً الى قضية وقوع المراهقات بحب رجال متقدمين في السن !! والإخراج الجميل والمتميز للمخرج فيليب أسمر الذي وضع كل مشهد في كادره المناسب وكل ممثل في الصورة التي تليق به وتظهره بما يتناسب مع الحالة والشخصية وهذا ليس جديداً على فيليب اسمر الذي عودنا على اعمال راقية و”نظيفة” بالمفهوم الدرامي التي من شأنها ان تُمتع المشاهد وتخدم القصة …

أما إختيار الكاست والممثلين فكان متقناً وصائباً، إذ أن كل ممثل خلق لدوره ولشخصيته، فمشاركة الممثل اللبناني لقدير صلاح تيزاني (ابو سليم) كضيف شرف في المسلسل كانت مؤثرة وقيمة جداً خاصة لدى المشاهد اللبناني الذي يعيش ابو سليم في ذاكرته الجميلة، والممثل القدير عزت أبو عوف كان اسراً وراقياً جداً بتمثيله الأرستقراطي المخضرم ونعتبره اضافة للمسلسل وكذلك الممثلة القديرة تقلا شمعون التي جعلت كل أم تعاني لمعاناتها وتغصّ بوجع ودموع لألمها وكانت المحترفة التي يليق بها الشهر الفضيل، والممثل القدير أحمد خليل الذي حتى دور الشرّ قدّمه بحنان وبأداء تمثيلي عالٍ…والممثل الرائع حسن الرداد خطف أنفاسنا بتمثيله الشفاف والصادق وبالكاريزما الكبيرة التي يتمتع بها…والممثل المحترف فادي ابراهيم الذي يجسد كل دور يقدمه بتميز كبير ونحن نشعر بفخر كبير كونه واحد من اعمدة الدراما اللبنانية، والممثل طوني عيسى قدم شخصيته بكل قوة وذكاء فجلعنا نكره “وليد” ونشتمه والممثلة المميزة نهلا داوود التي اقنعتنا بطيبتها ومحبتها رغم تورّطها بالقضية إذ أنها العنصر المدبّر لما حصل ومع ذلك جعلتنا نتعاطف معها والممثلة الرائعة ناظلي رواس التي أجادت دورها بتميز، إضافة إلى العديد من الوجوه المميزة كالممثلتين الشابتين جوي سلامة وآية طيبا اللتين اظهرتا قدرات تمثيلية كبيرة، والممثل الرائع وليد العلايلي، والممثل علي منيمنة الذي اطلّ وبعد غياب بهذا الدور القوي والممثل الشاب نيكولا مزهر الذي يعد بمستقبل لامع، والممثلة الشابة تانيا فخري، وكل الممثلين الذين اضافوا للمسلسل نكهة مميزة وبريق جعل نوره يشعّ ويسطع عالياً جداً!

ومن بين هذه الوجوه الرائعة والمخضرمة، ممثلة شابة تستحق أن نتوقف عند موهبتها المتميزة وقدراتها التمثيلية العالية،هي سارة أبي كنعان، فبعد عدة تجارب تمثيلية ناجحة خاضتها، ها انها اليوم تقدم إحدى أروع ادوارها دور”سهى” البطولي والأساسي في المسلسل، تقدمه باسلوب لافت ومذهل تاركة إنطباعاً جد مميز إذ أنها تتقن الدور بجدارة وتدخل في عمق الشخصية التي تجسدها فتقنعنا بأدائها العفوي والقريب للقلب. سارة ممثلة فعلاً موهوبة جداً وتستحق البطولات بعد تجربتي”اتهام” و”لوْ”.

وبالرغم من أن المسلسل لا يخلو من بعض الأخطاء كارتفاع صوت الموسيقى أحياناً فتكون أعلى من أصوات الممثلين، إضافة إلى هفوات أخرى صغيرة، إلى أن كل هذه الأخطاء والهفوات تسقط أمام روعة المسلسل وأداء الممثلين المخضرم والراقي، فلا يحقّ لنا التوقف عند سلبية قزمة ونتجاهل إبداع ضخم ونجاح لا حدود له!

فتحية كبيرة لكل المبدعين الذين تم توقيع مسلسل “إتهام” بأسمائهم، نقول لكم انكم رفعتم مستوى المنافسة وقدمتم عملاً رمضانياً رائعاً وعالي الجودة والإحتراف، عمل سيدخل وبقوة تاريخ الدراما اللبنانية والعربية لذلك نرفع لكم القبعة…

يبقى ان نشيد بالانتاج الضخم للمنتج مفيد الرفاعي وشركة MR7 التي جيّرت كل طاقاتها وايمانها بالدراما العربية لهذا العمل الذي وبالرغم من تفاوت نسب المشاهدة في كل الاحصاءات يبقى من اكثر المسلسلات متابعة من قبل المشاهد اللبناني وهو وبحسب تقديرنا المشاهد الاكثر دقة وذكاء في تقييم الاعمال الدرامية وقد ساهم مفيد الرفاعي في رفع مستوى الدراما العربية بعد عملين له هما “جذور” و”اتهام” واثبت انه رقم صعب في عالم الانتاج ، لذا نحن نطالبه اليوم باعمال جديدة خارج السباق الرمضاني ، ليستمتع المشاهد العربي باروع الاعمال الدرامية على مدار السنة.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com